زيمبابوي: أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية.. ومهددون بالكوليرا

ارتفاع عدد قتلى الوباء إلى 3095 شخصا والمصابين به إلى 59 ألفا

TT

يعتمد أكثر من سبعة ملايين شخص من 13 مليونا في زيمبابوي على المساعدات الغذائية، بحسب ما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس، أي بزيادة بنسبة 35% عن تقديراته السابقة التي أعلنها في يونيو (حزيران) حين كان 5 ملايين يعتمدون على المساعدات. وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في أفريقيا الجنوبية ريتشارد لي «في المحصلة هناك نحو سبعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في فبراير (شباط) ومارس (آذار) للبقاء على قيد الحياة حتى موسم الحصاد في أبريل (نيسان)، أي ما يزيد على نصف السكان. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «الوضع تدهور منذ التقديرات الأخيرة التي أصدرناها».

وأكد المتحدث أن «الوضع الاقتصادي تدهور بنسب لم نكن نتوقعها»، مضيفا أن «أكثر من هذا فإن الحكومة لم تستورد أغذية بالكميات التي كنا نتوقعها». وينوي البرنامج تقديم المساعدة الغذائية إلى 1.5 مليون نسمة في حين ستتولى منظمات إنسانية أخرى إطعام 8.1 ملايين نسمة حتى أبريل (نيسان) المقبل.

وجاء ذلك في وقت لا تزال أعداد الموتى بوباء الكوليرا ترتفع، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن الوباء المتفشي منذ أغسطس (آب) في زيمبابوي أودى بحياة 3095 شخصا بينما بلغ عدد المصابين بالمرض أكثر من 59 ألفا. ويناهز انتشار المرض بشكل مؤكد عتبة 60 ألف مصاب وهو ما كان يعتبر «السيناريو الأسوأ» بحسب المنظمات الإنسانية. وترجح منظمة الصحة العالمية في أسوأ الحالات، إصابة نصف سكان زيمبابوي بالوباء بسبب أوضاع العيش غير الصحية في البلاد.

وكانت الحصيلة السابقة للأمم المتحدة التي نشرت أول أمس أشارت إلى وفاة 3028 شخصا وإصابة 57702 آخرين. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن السلطات الصحية «لم تتمكن من السيطرة على الوباء وأصبح خارج السيطرة»، مؤكدة أن «من غير المرجح أن يتبدل الوضع في المستقبل القريب». ويسهم موسم الأمطار في تفشي المرض عبر المياه المبتذلة. وينتشر الوباء كذلك في الدول المحيطة ولا سيما في جنوب أفريقيا حيث تم تسجيل وفاة 31 شخصا وإصابة أكثر من 2600 آخرين. وتعاني زيمبابوي من أزمة اقتصادية ومعيشية حادة وسط أزمة سياسية حول تقاسم السلطة. وقد أمهلت دول جنوب أفريقيا المعارضة والسلطة ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة مشتركة، إلا أن المعارضة رفضت القبول فورا بسبب غض النظر عن الكثير من مطالبها، ووعدت بإعطاء إجابتها اليوم الجمعة. وفي هذا الإطار، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع رئيس جنوب أفريقيا كجاليما موتلانتي أبلغه أن لبلاده دورا مهما في المساعدة في حل الأزمة السياسية في زيمبابوي.