أسبوع من المظاهرات في مدغشقر ضد «الرئيس الديكتاتور»

عدد القتلى في أعمال الشغب ناهز السبعين

TT

تشهد جزيرة مدغشقر تظاهرات وأعمال شغب، منذ مطلع الأسبوع، تنظمها المعارضة ضد رئيس البلاد، الذي تصفه بأنه «ديكتاتوري»، قتل خلالها 44 شخصا ماتوا حرقا بعد أن اندلع حريق كبير في أحد المتاجر، تسببت فيه عناصر مشاغبة ولصوص يحومون في المدينة منذ بداية الأسبوع. إلا أن يوم أمس كان هادئا على الرغم من استمرار التظاهرات، تجاوبا مع دعوة المعارضة إلى تحويل المدينة إلى «مدينة أشباح». وعلى الرغم من ذلك، فقد وجد بعض أصحاب المتاجر داخل محالهم، خوفا من أن تتم سرقتها، بحسب مراسلة الـ«بي بي سي» هناك.

ولا يبدو أن هناك تطورات ايجابية في المحادثات بين المعارضة التي يقودها رئيس بلدية أنتاناريفو، عاصمة البلاد، أندري راجيولينا، والسلطة المتمثلة بالرئيس مارك رافالومانانا، لإنهاء أعمال الشغب. وكانت الاشتباكات قد بدأت مطلع الأسبوع بعد أن أقفلت السلطة تلفزيون «فيفا» التابع لزعيم المعارضة بسبب بثه لمقابلة مع الرئيس السابق ديدييه راتزيراكا. وقد استمرت أعمال الشغب على الرغم من إعادة فتح التلفزيون الذي كان بمثابة الفتيل الذي أشعل الخلافات بين الرجلين. وقد دعا رئيس البلدية إلى مظاهرات جديدة يوم غد ضد «ديكتاتورية» الرئيس. وكان قد نزل عشرات الآلاف إلى الشارع يوم الاثنين الماضي للتظاهر، وانفصلت مجموعة صغيرة عن المتظاهرين واعتدت على المباني التي تضم محطتي راديو وتلفزيون تابعتين للسلطة، وأدى ذلك إلى مقتل واحد من المتظاهرين بنيران الشرطة. ويطالب رئيس البلدية بجر مطلقي النار إلى المحكمة قبل أن يبدأ محادثات مع رافالومانانا. ويطالب أيضا باستقالة الحكومة وتعيين حكومة انتقالية. وكان عثر يوم الثلاثاء الماضي على 25 جثة متفحمة داخل أحد المراكز التجارية، إلا أن رئيس شرطة العاصمة الكولونيل فريديريك روكوتوناندراسانا قال لوكالة «رويترز» إن «مشرحة المدينة فيها 44 جثة». ودعا رئيس الشرطة إلى الهدوء، وقال إن «الأهم الآن هو إعادة النظام إلى المدينة بأي طريقة». وقد أصدرت الشرطة مذكرتي توقيف بحق شخصين متهمين بتنفيذ أعمال الشغب، ومن بينهما رولان راتزيراكا وهو حفيد الرئيس السابق ديدييه راتزيراكا. وأعلن مسؤول كبير في الدرك أول أمس، أن 68 شخصا على الأقل قتلوا منذ الاثنين الماضي في انتاناناريفو في أعمال نهب وشغب، بينما تحدث سكرتير الدولة الفرنسي للتعاون والفرنكوفونية الان جوانديه عن سقوط «أكثر من ثمانين قتيلا خلال أيام».

وعبرت فرنسا، المستعمرة السابقة لمدغشقر، عن قلقها من الأوضاع في الجزيرة الأفريقية، وأجرى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اتصالات بالرئيس في مدغشقر وعبر له عن اقتناع فرنسا بأن السبيل الوحيد لحل الخلافات يكون بالحوار. ومدغشقر هي جزيرة أفريقية تقع في المحيط الهندي، وهي رابع أكبر جزيرة في العالم. حصلت على استقلالها من بريطانيا، ثم أصبحت مستعمرة فرنسية عام 1896، وأخذت استقلالها عام 1960. معظم سكانها يعملون في الزراعة، و52% منهم يدينون بديانة تقليدية و41% بالمسيحية و7% بالإسلام.