الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»: أتشرف بأن أُحسب على السنّة.. لكن قبل كل شيء أنا عراقي

نائب رئيس الجمهورية: جبهة التوافق متماسكة.. وانسحاب البعض منها زادها صلابة

امرأة وابنتها تمران أمام جدار عليه ملصقات انتخابية في الموصل امس (رويترز)
TT

أكد طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقية، والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، أن «جبهة التوافق قوية ومتماسكة وحضورها متميز على الساحة السياسية، ودليل عافيتها هذه التحالفات القوية التي اعتمدتها الجبهة في انتخابات مجالس المحافظات»، مشيرا إلى أن «انسحاب البعض منها لم يؤثر عليها، بل زادها صلابة».

وأضاف الهاشمي أن «الكل يعلم أننا وصلنا إلى هذه المناصب بأصوات العراقيين، وأنا لا أنكر أن من انتخبني لمنصبي هم العرب السنّة - وأنا أتشرف أن أمثلهم وأن أُحسب عليهم - ولكن قبل كل شيء أنا عراقي الانتماء، عراقي الهوى، أحب العراقيين وأتطلع إلى خدمتهم أينما كان موقعهم ومهما كان انتماؤهم. ولقد عاهدت نفسي أن أعمل جاهدا من أجل أن أزيل شعور الظلم والحيف الذي وقع على أي عراقي مهما كانت طائفته أو عرقه أو انتماؤه»، منوها بأن «هناك ما يزيد على سبعين عضوا في مجلس النواب يمثلون العرب السنّة».

جاء ذلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» مع الهاشمي عبر الإنترنت، وصف خلاله عملية المحاصصة السياسية بـ«التجربة السيئة»، وأن «إفرازاتها على العملية السياسية مضرة بمصالح العراق، وهي حقيقة تعوق بناء دولة عصرية. الحمد لله أن المحاصصة لا أصل لها في الدستور، وإنما فُرضت، ونأمل أن تؤول إلى الزوال عاجلا من خلال تكريس ثقافة الانتماء إلى الوطن، وهذا ما أنشط فيه وأعوّل عليه، والذي يراجع (العقد الوطني) الذي أطلقته منذ فترة لا يشك في صدق توجهاتي».

وتحدث الهاشمي عن مشكلة كركوك قائلا إن «كركوك مدينة عراقية، مستقبلها بيد أهلها ليقرروه دون وصاية أو ابتزاز أو ضغط، في إطار وحدة العراق وطبقا للدستور والقوانين النافذة. كركوك موضوع معقد ولكن الزمن كفيل بحله، والقناعة بخصوصية كركوك وضرورة احترام تطلعات مختلف الطوائف والأعراق تتزايد بمرور الوقت»، منوّها بأن «المسائل الشائكة في العراق تحل بالتوافق السياسي في إطار الأسرة الواحدة وعلى قاعدة: (لا ضرر ولا ضرار)».

وعن وجهة نظره حول نظام الفيدراليات في العراق، قال الهاشمي: «ليست من سياستنا إملاء آرائنا ورؤيتنا السياسية على الآخرين، نحن لسنا من مدرسة (ما أريكم إلا ما أرى)، وهذا الأمر متروك للعراقيين في المحافظات ليقرروا ما يجدونه صالحا لهم في الحاضر والمستقبل، إلا أننا لا نرى ضرورة ولا مسوغا لتعميم نظام الفيدرالية على عموم العراق. كردستان لها خصوصية، وما عداها ترف لا مبرر له، بل ربما انطوى هذا النموذج، فيما لو عمم على بقية مناطق العراق واستند إلى معايير طائفية أو عرقية، على مخاطر تهدد وحدة العراق وتزعزع استقراره. لذلك نحن ضد الفدرالية، والبديل ربما كان مع حكومة مركزية قوية، يترافق مع محافظات قوية ذات صلاحيات أوسع في المهام غير السيادية».

وحول رأيه في الحزب الإسلامي العراقي، قال الهاشمي: «مثلما أتمنى لجميع أهلي العراقيين أينما كان موقعهم على الخارطة العراقية فأنا أتمنى لتجربة إقليم كردستان كل خير، وملتزمون بحماية هذه التجربة وعدم المساس بها، بل والمشاركة في تحسين ظروف الحياة فيها في مختلف المجالات. ولكن هذا لا يمنعني من الإشارة إلى أن إخوانهم في محافظات نينوى وديالي وكركوك يتطلعون إلى إدارة شؤونهم وتحسين ظروف حياتهم أيضا دون تدخل من أي طرف. وأفضل أن يوجه السؤال حول تقييم التجربة إلى إخواننا الكرد في كردستان، فهم أفضل من يتحدث عن ذلك».