مصدر مصري: تصريحات نصر الله تؤكد خضوعه الكامل للنظام الإيراني

قال إنه لم يكن واردا أن تنساق مصر وراء حفنة من المغامرين السذج

TT

أكد مصدر مصري مسؤول أن التصريحات التي أدلى بها أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله أمس، وتضمنت انتقادات وتجاوزات في حق مصر تثبت مرة أخرى، وبما لا يدع مجالا للشك عمالته الواضحة للنظام الإيراني وائتماره بأوامر طهران. وأوضح المصدر أن تطاول نصر الله على مصر لا يمكن فهمه إلا من خلال الإطار الأكبر الذي يأتي في سياقه والذي تكشفت أبعاده على مدى الفترة السابقة ومن خلال مطالبات بعض الفصائل الفلسطينية لمصر بإسقاط معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل والدخول في مواجهة عسكرية مجددا بعد عقود من السلام. وقال المصدر «إن المخطط الذي رمى إليه البعض، تلميحا وتصريحا، بشأن فتح معبر رفح للأفراد والسلاح ودعم ما يطلق عليه خيار المقاومة، كان أمرا مكشوفا لدى مصر من البداية ولم يكن من الوارد للحظة أن تنساق مصر وراء حفنة من المغامرين «السذج»، الذين يتاجرون بدماء المدنيين الأبرياء لمصلحة أطراف إقليمية محددة تعبث بمصائرهم وتستخدمهم وقودا في مواجهتها مع قوى كبرى ولمصلحة قضايا بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية الأساسية». وأضاف المصدر إن ما ردده نصر الله بشأن الدور «القهري» للوساطة المصرية بين إسرائيل والفلسطينيين، إنما يكشف عن مرارة دفينة لدى كل الموتورين، الذين لم تفلح تجاوزاتهم في حق مصر على مدار العدوان الإسرائيلي على غزة في تحقيق أمانيهم البائسة، باستبدال الدور المصري المحوري في القضية الفلسطينية، الذي يمليه التاريخ وتعززه الجغرافيا. وأشار المصدر إلى أن نصر الله ما زال يسعى من مخبئه ومن خلال الحنجرة عالية النبرة لتقديم ما يعتقد أنه دعوة للفلسطينيين، وحيث تقرر له الا يقوم بأي دور في تلك المأساة إلا في هذا الإطار ودون أن يتجاوزه بشعرة حتى لا يربك حسابات الأطراف التي تحركه. وقال المصدر إن الصراع الذي أشار إليه نصر الله بين تيارين في المنطقة هو حقيقي ولكن بين تيارين أحدهما أدمن ثقافة اللهو بالدماء وبحياة الأبرياء على غير هدى، تأسيسا على حسابات مملاه من الخارج، والآخر: يهدف إلى البناء والسلام والاستقرار وحقن الدماء دونما تفريط في الحقوق، كما يدعي أشاوس المقاومة.

وأضاف: إن مصر سوف تظل على سياستها ولن تلتفت للحظة لتجاوزات هؤلاء وستبقى على عهدها دعما لإخوانها الفلسطينيين وسندا لقضيتهم العادلة وحفظا لحياتهم وحقهم في غد أفضل.

وكان نصر الله قد جدد هجومه على مصر ونظامها الحاكم، واتهمها بأنها «وسيط غير نزيه»، وقال إن «مصر وسيط قهري»، كما اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في الضاحية الجنوبية ببيروت، مصر بأنها «تكذب» على العالم العربي والإسلامي حين تقول إنها فتحت معبر رفح، مدعياً أن ذلك لم يحدث.