زيمبابوي: زعيم المعارضة يوافق على تقاسم السلطة مع موغابي ويتسلم رئاسة الحكومة بعد 10 أيام

تسفانجيراي يصر على إطلاق المعتقلين قبل تشكيل الحكومة.. ومسؤول كبير في الحزب يعود من المنفى

TT

وافقت المعارضة في زيمبابوي على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الحزب الحاكم، وذلك تجاوبا مع المبادرة التي طرحها اتحاد جنوب أفريقيا بداية الأسبوع، لتنهي بذلك صراعا على تقاسم السلطة كان قد بدأ قبل عام تقريبا. ومن المتوقع أن يرأس زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي الحكومة الجديدة ويقسم اليمين بحلول 11 فبراير (شباط) المقبل. وأعلن تسفانجيراي أمس، عقب اجتماع لحزبه، أنه قبل الانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية مع الرئيس روبرت موغابي الشهر المقبل، على الرغم من بعض المطالب العالقة، وقال للصحافيين: «سننضم إلى هذه الحكومة.. و11 فبراير هو موعد تنصيب رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء». وأضاف: «أن مجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية قررت، ونحن ملتزمون بذلك القرار». إلا أن تسفانجيراي أضاف أن حزبه سيعرض «المسائل العالقة» رسميا أمام مجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية قبل 11 فبراير. وأضاف أن من بين هذه القضايا تعيين محافظين محليين، والتوزيع العادل للحقائب الوزارية، والإفراج غير المشروط عن نشطاء وأعضاء من المعارضة.

وقال لأنصار الحزب أمام مقر الحزب: «آمل أن يتم حل هذه المسائل قبل تعيين هذه الحكومة. نحن ملتزمون بهذه العملية. لا بأس في إشراك مجموعة التنمية أثناء تحركنا إلى الأمام».

وكان قادة أفريقيا الجنوبية قد التقوا بداية الأسبوع، ودعوا المعارضة والسلطة في زيمبابوي إلى قبول تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة زعيم المعارضة، تنفيذا لاتفاق كان قد وقعه موغابي وتسفانجيراي في سبتمبر الماضي. وموغابي الذي كان أحد قادة جنوب أفريقيا الذين اجتمعوا في قمة استثنائية في بريتوريا لبحث أزمة زيمبابوي يوم الثلاثاء الماضي، قبل العرض فورا، فيما طلب تسافنجيراي مهلة حتى يوم الجمعة (أمس) لإعلان قراره. واعتراض المعارضة على دعوة قادة جنوب أفريقيا كان بسبب تغاضي القادة عن طلبات المعارضة الأخرى، مثل تقاسم عادل للحقائب في الحكومة وفقا للمقاعد في البرلمان (تحظى المعارضة بأغلبية المقاعد)، وإطلاق سراح 30 من المعتقلين السياسيين من السجون الذين تعرضوا للتعذيب. وحضر اجتماع المجلس الوطني للحزب مسؤول الخزينة روي بينيت الذي عاد صباح أمس من المنفى حيث قضى نحو ثلاثة أعوام. وكانت الشرطة السرية تلاحق بينيت بسبب مخطط مزعوم لاغتيال موغابي، إلا أنه عاد إلى زيمبابوي من جنوب أفريقيا بهدوء صباح أمس، من دو أن يتم القبض عليه. وذكر مسؤولون رفضوا الكشف عن هويتهم، أن بينيت سافر جوا من جوهانسبرغ لدعم قرار زعيم الحزب بالمشاركة في حكومة وحدة وطنية خلال اجتماع المجلس الوطني للحركة. وقالت المصادر إن بينيت لم يواجه أي صعوبة لدى وصوله إلى مطار هراري في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي. وأوضح أحد المصادر قائلا: «قال له موظف الهجرة: هذا أنت يا سيد بينيت». ثم أعطاه «ابتسامة كبيرة». وتوجه بينيت على الفور إلى مقر الحركة للاجتماع بالمدير التنفيذي الوطني للحركة قبل اجتماع المجلس الوطني.

ويحظى بينيت، وهو مزارع سابق من البيض كان قد طرد من أرضه شرق زيمبابوي منذ حوالي ثماني سنوات، بشعبية كبيرة لدى كثير من السود في الريف والحضر في البلاد، لكنه مكروه من قبل نظام موغابي.