إسلام آباد تعتقل 9 يشتبه في تورطهم بتفجيرات

دبلوماسي باكستاني ينفي استخدام أراضي بلاده لشن هجمات مومباي

باكستانيون مشتبهون في علاقتهم بالإرهاب وقد غطيت رؤوسهم لدى وصولهم إلى محكمة راوالبندي أمس (ا.ب)
TT

قالت الشرطة الباكستانية أمس، إنها اعتقلت تسعة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة»، يشتبه في تورطهم في تفجيرات، من بينها هجوم على السفارة الدنماركية، وآخر على مطعم إيطالي في إسلام آباد العام الماضي. وكانت امرأة تركية قتلت وأصيب عدة أشخاص بينهم أربعة من عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية في الهجوم الذي وقع في مارس (آذار) في المطعم الإيطالي الذي يفضله الأجانب في العاصمة الباكستانية. وقتل ستة أشخاص في هجوم بسيارة ملغومة على السفارة الدنماركية في يونيو (حزيران). وقال راو محمد إقبال رئيس شرطة راوالبندي، إن المشتبه فيهم اعتقلوا في عملية في مدينة راوالبندي المجاورة لإسلام آباد أمس، وإنهم تورطوا أيضا في مقتل كبير الأطباء العسكريين في الجيش الباكستاني العام الماضي أيضا وهجومين آخرين. وقال إقبال لـ«رويترز»: «إنهم إرهابيون خطرون. اعترفوا بتورطهم في كل هذه الهجمات». وأضاف أن الرجال، وجميعهم باكستانيون، كانوا يخططون أيضا لمهاجمة عرض عسكري بمناسبة العيد الوطني في باكستان يوم 23 مارس (آذار). وعثرت الشرطة في حوزة المشتبه فيهم على مائة كيلوغرام من المتفجرات، وكذلك أجهزة تفجير. وقال إنه يعتقد في وجود صلات تربط المشتبه فيهم ببيت الله محسود أكبر قيادي لطالبان في باكستان وحليف «القاعدة».

وقالت الحكومة الباكستانية إن محسود مسؤول عن اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو في تفجير انتحاري وإطلاق نار بمدينة راوالبندي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2007. وقال المصري مصطفى أبو اليزيد الذي يعرف باسم الشيخ سعيد المحاسب زعيم «القاعدة» في أفغانستان في مقابلة مع قناة إخبارية باكستانية بثت في يوليو (تموز) إن الانتحاري الذي هاجم السفارة الدنماركية سعودي الجنسية. ومن ناحية أخرى، اعتقلت الشرطة الباكستانية أمس ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم عملاء هنود، يخططون لهجمات تستهدف شخصيات ومواقع بارزة، من بينها مكاتب جماعة متشددة تتهم بالمسؤولية عن هجمات مومباي في نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت الشرطة إن المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في قرية قريبة من الحدود الهندية باكستانيون. وجاءت الاعتقالات قبل كشف الحكومة الباكستانية المتوقع لتفاصيل تحقيقها في هجمات مومباي التي راح ضحيتها 179 شخصا. وتلقي الهند باللائمة في الهجمات على جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها، وتقول إن منفذي الهجمات تلقوا الدعم حتما من وكالات أمنية باكستانية. ونفت باكستان التي لها سوابق في استخدام الجماعات المتشددة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، أي تورط للوكالات الحكومية في الهجمات، وعرضت التعاون بالتحقيق في هذا الأمر. من جهة أخرى في نيودلهي، قال واجد شمس الحسن المفوض الباكستاني السامي في بريطانيا لقناة تلفزيونية إخبارية هندية أمس، إن هجمات مومباي لم يتم التخطيط لها من باكستان. وقال شمس الحسن في مقابلة مع قناة «إن.دي.تي.في» لم يتوصل المحققون حتى الآن إلى أن الأراضي الباكستانية قد استخدمت. وهذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها مسؤول باكستاني بارز على ملف الأدلة الذي سلمته الهند إلى باكستان. وقال شمس الحسن: «أبلغوني بوضوح أن المملكة المتحدة ليست متورطة ولا باكستان. لم يتم استخدام الأراضي الباكستانية في التخطيط لهذه العملية». وتبادلت الهند وباكستان التصريحات الحادة منذ هجمات مومباي في نوفمبر الماضي. وتقول الهند إن منفذي الهجمات باكستانيو الجنسية، وإنهم تلقوا الدعم حتما من وكالات حكومية باكستانية، لكن باكستان تنفي هذا الأمر وتقول إنها ستتعاون مع السلطات الهندية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية في نيودلهي عندما طلب منه الرد على مقابلة شمس الحسن: «نراقب الموقف وسنبلغكم عندما يكون لدينا شيء»، وقال شمس الحسن في المقابلة إن إسلام آباد تتمنى أن تقبل دول أخرى ما نتوصل إليه. وأضاف «لن نوفر غطاء لأي شيء. نؤمن بالتعامل مع الحقائق. وستكون نتائجنا مقبولة للعالم». ويعتبر حسن أول مسؤول عالي المستوى من باكستان يعلق على الملف الذي سلمته السلطات الهندية إلى إسلام آباد عقب الهجمات.