نسبة الانتحار في الجيش الأميركي بلغت مستوى قياسيا

التحقيق في أسباب حالات الانتحار في أكاديمية عسكرية

TT

أعلن مسؤولون في الجيش الأميركي أول من أمس، أن نسبة الانتحار في جيش البر الأميركي بلغت رقما قياسيا جديدا في 2008، بسبب الاضطراب الناجم، على ما يبدو، عن طول فترة النزاعات في العراق وأفغانستان وتفاقمها. ففي 2008 انتحر 143 جنديا أميركيا، في مقابل 115 في 2007، كما تفيد إحصاءات جيش البر. ومن بين عمليات الانتحار هذه «تأكد 128 انتحارا، ولا يزال 15 قيد التحقيق لتحديد» ما إذا كانت انتحارا أم لا، كما قالت الليوتنانت ميشيل مارتن ـ هينع، موضحة أن في 90 % من الحالات تأكد الانتحار في وقت لاحق. وقد بلغت نسبة الانتحار 20.2 % لكل 100 ألف العام الماضي، وتجاوزت النسبة الوطنية القياسية المسجلة في الولايات المتحدة، أي 19.5 لكل 100 ألف في عام 2005. وقال جيش البر إن عدد المنتحرين بين الجنود في الخدمة يزداد كل سنة منذ أربع سنوات، في موازاة تكثيف الجهود العسكرية في العراق وأفغانستان.

إلى ذلك دفع انتحار طالبين بأكاديمية وست بوينت العسكرية الأميركية، في ديسمبر (كانون الأول) 2008، ومحاولة اثنين آخرين الانتحار خلال الأسبوع الماضي، قادة الأكاديمية العسكرية إلى استدعاء فريق تابع لقائد الخدمات الطبية بالجيش إلى الأكاديمية، للتحقيق في أسباب تلك الحوادث. وتعد هذه أول حالتَي انتحار منذ 2005. ويشير الكولونيل بريان هيلفرتي، المتحدث باسم الأكاديمية العسكرية في وست بوينت بنيويورك، إلى أن الأكاديمية تقوم بتوزيع بطاقات وقاية وتعلق ملصقات وتعيد تقييم إجراءاتها، كما أمرت بالانتهاء من إعداد تدريب الوقاية من الانتحار. وكان عدد من طلاب الأكاديمية قد أرجعوا ذلك إلى الضغوط الحياتية الكبيرة في الأكاديمية، وأشاروا إلى أن أكثر من خمسة أفراد حاولوا الانتحار منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، فيما أفاد مسؤولون بأن الطالبين اللذين توفيا كانا يعانيان من مشكلات نفسية. وأشار بعض الطلاب والمسؤولين إلى قيام أحد زملائهم بتعاطي جرعة زائدة من الأدوية، السبت الماضي، ثم سقط بالقرب من صالة الألعاب الرياضية وهو يرتدي كامل زيه القتالي. وأضافوا أن أحد الطلاب الجدد قام في الخامس عشر من يناير (كانون الثاني) بلف حزام حول رقبته في محاولة لشنق نفسه، ثم حاول بعد ذلك القفز من النافذة، لكنه أُوقف في كلتا المرتين، ونجا كلا الطالبين. وفي الثاني من يناير أقدم الطالب غوردن فين على الانتحار، حيث أطلق الرصاص على نفسه عندما كان يقضي إجازته في منزله في نورث كارولينا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»