جعجع يستغرب فتح نصر الله ملف المفقودين الإيرانيين ويرى أن حزب الله يخوض معركة عون الانتخابية

وصفه بالوكيل «القومي» لخامنئي وتحدث عن حرب على «القوات اللبنانية»

TT

استغرب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع اثارة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في مؤتمره الصحافي أول من أمس، قضية الدبلوماسيين الايرانيين الذين اختفوا في لبنان عام 1982، معتبراً أن الحزب يخوض معركة حلفائه الانتخابية، في اشارة الى رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون. ورفض أن «يُلصَق» كل ما حدث خلال الحرب اللبنانية بـ«القوات». وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس وخصصه للرد على نصر الله: «حتى يوم أمس (الاول) كنت أعتقد أن وكالة ـ الوكيل الشرعي للامام الخامنئي في لبنان هي وكالة دينية فحسب. لكنني أيقنت، بعد سماعي حديث السيّد حسن نصرالله عن الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المفقودين منذ العام 1982، بأن هذه الوكالة هي وكالة قومية بقدر ما هي دينية. فبربكم، من يستطيع أن يفسر لي هذا الاهتمام العظيم للسيّد نصرالله بمصير دبلوماسيين إيرانيين أربعة كانوا قد فقدوا منذ 27 عاماً في خضم حرب استمرت 15 عاماً أكلت الاخضر واليابس واستشهد فيها ما لا يقل عن 100 الف لبناني وفقد ومازال مفقوداً مئات، لا بل آلاف، من اللبنانيين وغير اللبنانيين؟». وأضاف: «يقول السيّد حسن أنه يطرح الموضوع أقله لأبعاده الانسانية البشرية. ولكن قولوا أليس هنالك من أبعاد بشرية إنسانية لمعضلة مئات اللبنانيين الذين مازالوا حتى اللحظة معتقلين ـ مفقودين في سجون حلفاء السيد نصرالله الأقربين في سورية؟ وكيف لي أنا اللبناني العادي الذي يواجه الف مشكلة ومشكلة في الوقت الحاضر، لا بل مشاكل اقتصادية واجتماعية وبنيّوية على كافة الصعد وفي كافة المجالات، مشكلة عدم استقرار مزمن، مشكلة حدود لم ترسم وأرض لم تسترجع وسلاح لم يجمع، ودولة لم تقم كما يجب بعد، كيف لي أنا اللبناني أن أفهم كيف قفز السيّد نصرالله فوق كل هذه المشاكل وذهب ليخرج من قبّعته مشكلة، قال انها انسانية، وهي انسانية، ولكن بين مئات وآلاف المشاكل الانسانية المماثلة؟».

وتابع انه «كان يمكن أن يكون الامر مفهوماً لو أن السيّد حسن (نصر الله) توجه للأجهزة الامنية الرسمية، بالقنوات المعتمدة، طالباً منها المساعدة من خلال المعلومات المتوافرة لديها. لكن استغلال هذا الامر بهذا الشكل ومحاولة لصقه بشكل أو بآخر بحزب القوات اللبنانية على أبواب الانتخابات النيابية أمر مفهوم ولكن غير مقبول». ودعا الفرقاء اللبنانيين جميعاً الى «التمسك بالحد الادنى المطلوب من المسؤولية الاخلاقية والوطنية لنحافظ على مناخات التهدئة الحالية ونحضّر لانتخابات نيابية ديمقراطية فعلاً بعيداً عن الضغوطات النفسية وغير النفسية» مشيراً الى انه لا يرى هذه الحملة «إلا بمثابة حرب على القوات اللبنانية». وافترض «وجود خلفيات انتخابية انطلاقاً من الاستعراض الذي حصل والذي لم يكن له أي لزوم».

ورفض جعجع ربط مسألة الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة بمسألة الاعلان على موقع «القوات الالكتروني» عن مسألة الجنود الاسرائيليين المفقودين في لبنان ومطالبة البعض تحويل هذا الملف الى القضاء، قائلاً: «موقعنا يضم إعلانات من شبكة غوغل. وهي التي تقوم بهذه الإعلانات وليس موقع القوات اللبنانية. وقد حاولنا أن نوقف الإعلان عن الجنود الإسرائيليين المفقودين. وهذا الإعلان يظهر على المواقع اللبنانية الأخرى أيضاً والمشتركة بإعلانات غوغل. وهذه عملية تزوير». واعتبر أن «هذا يأتي في سياق حملة لمحاولة إعادة تذكير الناس بما كان عليه وضع بعض المسؤولين القواتيين في بعض المراحل في الحرب اللبنانية. إذا أرادوا ذلك فليتفضلوا. وإذا أرادوا التحدث بكل مواضيع وملفات الحرب فليتفضلوا. ولكن أن يلصقوا الملفات بالقوات وكأنها كانت لوحدها في الحرب اللبنانية فهذا أمر مرفوض»، مشيراً الى وجود «تحقيق في مديرية المخابرات وغيرها من الأجهزة الأمنية يكفي أن يأخذوه. ولكن عندما تريهم إياه يدعون بأنه غير صحيح».

وقال: «إذا اعتقد أي فريق انه مرتاح للتغييرات الإقليمية التي تحصل فهذه ليس حالنا. فنحن لا نُموَّل بالمال والسلاح من الخارج ولا تدريب ولا مساندة. فوجودنا نابع من قوتنا الذاتية. ولكن هناك موقفاً سياسياً معنوياً ومساعدة من مجلس الأمن أو على مستوى جامعة الدول العربية. وهذه مساعدات مشكورة. ولكن علة وجودنا ليست اي طرف خارجي».

ورداً على أن «حزب الله» ورافعته الانتخابية لا يحتاجان الى فتح هذه الملفات ولأسباب انتخابية، قال جعجع: «صحيح، وبربكم أقول انه ليس لدينا أي تأثير انتخابي في مناطق حزب الله. ولكن حزب الله لا يخوض معركته الانتخابية، إنما معركة حلفائه وفي الأماكن التي نؤثر فيها سلباً أم إيجاباً. وهو يفعل ذلك ايضاً لأن وضعنا الانتخابي جيد. وإن دخل حلفاؤه في مواجهة مباشرة معنا فسيخسرون الرأي العام المسيحي. وبالتالي يجب على فريق آخر القيام بالهجوم علينا ليفوز هؤلاء بالانتخابات».