رحيل الصحافي السوداني إسماعيل العتباني مؤسس مدرسة «الاعتدال» عن 100 عام

أسس صحيفة «الرأي العام» السودانية السياسية عام 1945

إسماعيل العتباني
TT

شيع الآلاف من سكان العاصمة السودانية يتقدمهم مسؤولون في الدولة والحكومة وقيادات الأحزاب والقيادات الصحافية ورجال الدين، الصحافي السوداني إسماعيل العتباني مؤسس صحيفة «الرأي العام» السودانية السياسية، الذي توفي صباح أمس عن عمر ناهز الـ 100 عام، إلى مثواه الأخير في مقابر «احمد شرفي» بمدينة ام درمان. وكان العتباني دخل قبل يومين مستشفى «ساهرون» بعد شعوره بالاعياء الشديد، ليتوفى فيه في الواحدة من صباح أمس، وأسس الراحل العتباني صحيفة «الرأي العام» في عام 1945. وتبارى المشيعون في كلماتهم في إبراز محاسن «أستاذ الأجيال الصحافية»، وهو لقبه بين الأوساط الصحافية، فيما يلقب بـ«مدرسة الاعتدال» في الأوساط السياسية. وقال مستشار الرئيس عمر البشير الدكتور غازي صلاح الدين العتباني «ابن أخ الراحل» ان عمه العتباني بذل كل عمره لمهنة الصحافة وهموم الوطن حتى للحظات الأخيرة من حياته، واضاف ان الراحل كان منفتحا على شتى ألوان الطيف السياسي، وغيره من القطاعات السودانية، ونوه الى انه كان حريصا على التناول الصحافي المعتدل للقضايا. واعتبر الصادق الراحل بانه أسس مدرسة صحافية طابعها الاتزان والاعتدال، وقال ان العتباني كان دقيقا في نقل الأخبار وظل يحرص على ذلك، واضاف «أسس صحافة كي تلعب دور السلطة الرابعة بصورة فعلية». واعتبر الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، في بيان نعي أصدره، ان «العتباني كان له الفضل مع آخرين في إنشاء الصحافة السودانية المستقلة وبناء المؤسسات الصحافية الوطنية وقد كان للعتباني مساهمته الكبيرة والواضحة في الحركة الاستقلالية، التي افضت في نهاية الأمر لاستقلال السودان حيث كان له دوره الفكري والسياسي والصحافي الثقافي البارز من خلال الجمعيات، التي نشأت والأحزاب، التي تبلورت وكان له قلم واضح المعاني جلي الفكرة يستوعب احتياجات امته وقضاياها المصيرية». وولد الصحافي إسماعيل أحمد محمد العتباني، وهذا اسمه بالكامل يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) 1909 بمدينة أم درمان، أكمل تعليمه الأولى «الكتّاب والابتدائي» بمدرسة أم درمان الأميرية، التحق بكلية غردون التذكارية عام 1927، واعتلى منبر الخطابة وهو طالب في الفصل الثاني بكلية غردون وكان ذلك في رثاء الصحافي السوداني الأول «حسين شريف» وفي رثاء فنان السودان الأول «خليل فرح»، وأُقيم حفل التأبين بنادي الخريجين بأم درمان. وتقول سيرته الذاتية انه كان من طالب من خلال كلمة القاها عن الطلاب في حفل لوداع «المستر يودال» عميد كلية غردون بمناسبة تقاعده بالمعاش، طالب بضرورة إنشاء جامعة بالخرطوم.. اهتم المستر يودال بالخطاب وطالب بترجمته وحمله معه الى لندن وكان ذلك في عام 1929، وأنشأ الجمعية الأدبية بمدينة «ود مدني» ثاني اكبر مدينة سودانية، تقع وسط السودان، التي سطع في سمائها فكرة مؤتمر الخريجين العام. ويعتبر واحدا من الأربعة الذين حملوا فكرة المؤتمر الى نادي الخريجين بأم درمان، وهو النادي الشهير الذي مارس الضغوط على الاستعمار الانجليزي من السودان. تم تعينه عام 1939 رئيساً لتحرير صحيفة «صوت السودان» اليومية وأدارها بطريقة قومية وكانت لسان حال مؤتمر الخريجين، وأنشأ عام 1945 صحيفة «الرأي العام» المستقلة كانت أول صحيفة سياسية يومية مستقلة تصدر في الخرطوم. منح الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم عام 1980، كما مُنح الدكتوراه الفخرية من جامعة أم درمان الإسلامية عام 1985. للراحل العتباني 4 ابناء هم: الصحافي علي العتباني رئيس مجلس إدارة صحيفة «الرأي العام»، وحسن، وابوبكر، ومتولي، وله ثلاث بنات هن: خديجة وعائشة، وفاطمة.