متبرعون كبار لحفل تنصيب أوباما مصدومون من هشاشة الإجراءات الأمنية يوم الحفل

مدعوون اختلطوا بالعامة بعد تفتيشهم.. وتمكنوا من الدخول لحفل خاص من دون إعادة التأكد من هوياتهم أو تفتيشهم

TT

خلال حفل تنصيب باراك أوباما رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، تحول وسط واشنطن إلى ما يشبه منطقة عسكرية. ومع ذلك، أبدى بعض كبار المتبرعين لحفل التنصيب، والذين يتمتعون باتصال مباشر مع أوباما، دهشتهم إزاء ما اعتبروه إجراءات أمنية هشة حول الرئيس المنتخب ونائبه. وقال ثلاثة من المساهمين جمعوا ما يزيد على 300 ألف دولار لتكاليف حفل التنصيب، إن أحداً لم يطلب منهم قط إبراز ما يثبت هوياتهم من أجل استرداد عشرات التذاكر التي تضمنت تصاريح مرور مخصصة للأشخاص بالغي الأهمية، مكنتهم وضيوفهم من عقد مقابلة خاصة مع أوباما. وأكد أحدهم أن عملية التحقق من التذاكر، اتسمت بتساهل بالغ، لدرجة أن أحداً لم يلحظ قيام أحد أصدقائهم ممن لم يتم الحصول على اسمه للتحقق من هويته، بعد حفل إفطار المساهمين، بالدخول إلى الغرفة المخصصة لكبار الشخصيات لالتقاط صور له مع نائب الرئيس المنتخب، جو بايدن. وأشار ستة من المساهمين، إلى أنه في أعقاب تفتيشهم والسماح لهم بالجلوس في منطقة قريبة من المنصة التي شهدت إدلاء أوباما باليمين، ثم اختلطوا بالجماهير العامة، لكن لم يتعرضوا للتفتيش بحثاً عن أسلحة أو متفجرات مجدداً قط. وقال ألفريد لين الذي شارك في معظم المناسبات التي حضرها كبار المساهمين في تكاليف الحفل خلال الأيام السابقة مباشرة لإقامة الحفل: «لقد انتابتني الدهشة. كانت إجراءات الأمن أقل صرامة عما هي عليه في المطارات». وقال إد دونافان، المتحدث الرسمي باسم وكالة الخدمات السرية، إن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الوكالة ليست مرئية دائماً، وأضاف: «توجهنا حيال الأمن يقوم على عدة مستويات ولا نعتمد على إجراء مضاد واحد فحسب لضمان تأمين الموقع». وقال أحد المتبرعين للحفل والذي سبقت له المشاركة في مناسبات حضرها الرئيس السابق بيل كلينتون، إنه صُدم مما اعتبره تبايناً في إجراءات الأمن الصارمة التي تم اتخاذها مسبقاً لتأمين المواقع التي يظهر بها كلينتون، وهشاشة الإجراءات الأمنية التي عاينها الأسبوع الماضي. وأضاف، رافضاً الكشف عن هويته كي يتمكن من الحديث بحرية أكبر: «إن إجراءات الأمن كانت هشة بصورة سخيفة». وقال الكثير من المساهمين إنهم شعروا بالقلق على نحو خاص إزاء موقف حدث قبل بزوغ فجر الثلاثاء، حيث صدرت تعليمات إلى ما يزيد على مائة من الرؤساء التنفيذيين لشركات وشخصيات تنتمي لهوليوود وآخرين بالتجمع من أجل تفتيشهم أمنياً خارج فندق رينيسنس. وقيل لهم إنه بمجرد خضوعهم للتفتيش الأمني، سيستقلون حافلات «مؤمنة» ستنقلهم إلى مقاعد قريبة من المنصة التي سيلقي منها الرئيس كلمته عند مبنى الكونغرس، ثم إلى مدرجات مكشوفة بالقرب منه أمام البيت الأبيض. إلا أنه في أعقاب تفتيشهم أمنياً خارج الفندق، صدرت توجيهات للمجموعة للسير في طريق عام حتى يصلوا إلى الحافلات التي تنتظرهم في باحة سيارات خاصة بأحد مراكز المؤتمرات. وعلى امتداد الطريق، قال أعضاء المجموعة إنهم اختلطوا بحشود من الجماهير. ولم يخضع الأعضاء للتفتيش ثانية ولم يُطلب منهم إبراز ما يثبت هوياتهم. وقالت سوزي لي فين، المسؤولة التنفيذية السابقة بشركة إكسبيديا، إن متطوعين وقفوا على امتداد الطريق حتى وصولها إلى الحافلات. وأضافت أنه: «كنت أفكر بالتأكيد هل من سبيل لأن يخترق أشخاص ما هذه المجموعة؟» أما أرجون غوبتا، مؤسس ومدير شركة تيليسوفت بارتنرز ورئيس لجنة التنصيب الرئاسي، فأكد أنه بصورة عامة، انبهر بمستوى إجراءات الأمن خلال حفل تنصيب الرئيس، لكنه استطرد بأن الطريق حتى الحافلات شكل ثغرة في هذه الإجراءات. وقال غوبتا: «لم أنتبه للأمر وقتها، لكننا مررنا بإجراءات أمنية ثم توجهنا لمكان عام حيث كان من السهل اختلاطنا بالعامة. لقد كان الشارع مفتوحاً. وكانت السيارات تتحرك ذهاباً وإياباً. لو كنت تعي تماماً ما الذي تفعله، فإن ذلك شكل ثغرة حقيقة». وقال دونافان، المتحدث الرسمي باسم وكالة الخدمات السرية، إنه ليس باستطاعته تأكيد ما إذا كانت الوكالة تولت إدارة نقطة التفتيش. وأضاف أنه لم يرد لعلمه وجود أي مخاوف بشأن مستوى إجراءات الأمن خارج الفندق، وحث أي شخص لديه مثل هذه المخاوف على الاتصال بوكالة الخدمات السرية. إلى جانب ذلك، أبدى اثنان من المتبرعين قلقهم حيال عمليات التفتيش الأمنية التي سبقت اجتماع حضراه وقرابة مائة شخص آخرين مع أوباما داخل خيمة وراء النصب التذكاري للينكولن قبل الحفل الموسيقي يوم الأحد. وقال أحدهم إنه مر أمام كاميرا ليس بها بطاريات، وأضاف الاثنان أنهما سارا في وقت لاحق بجوار الموكب الرئيس من دون أن يرافقهما أي حراس، وشاهدا متبرعين آخرين يميلون على سيارة أوباما لالتقاط صور لهم. وقال أحدهما إنه بحلول صباح اليوم التالي عندما تحدث بايدن إلى المتبرعين داخل فندق يقع بشمال غرب المدينة، بدا واضحاً أن مسألة فحص التذاكر باتت أشبه بـ«مزحة». وقال إنه أبرز حفنة من التذاكر المخصصة لدخول غرفة الأشخاص بالغي الأهمية للالتقاء ببايدن، لكن كان برفقته ضيف إضافي. إلا أن ستيف مكفير، مؤسس شركة هيدن بيتش ريكوردنغز وأحد جامعي التبرعات لحفل التنصيب، قال إنه لم يشعر بالقلق قط حيال مستوى الأمن لأن الكثير من أعضاء المجموعات كانوا على معرفة ببعضهم البعض، وكذلك بعملاء تابعين لوكالة الخدمات السرية من خلال حضورهم مناسبات سابقة. وقال: «إن الأمر لم يكن كما لو أن الناس فازت بتذاكر ياناصيب للدخول هناك».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»