إسرائيل تهدد حماس برد غير متكافئ وتعد بـ«بنك أهداف» جديد

فتح تتبنى وحكومة غزة تنفي إطلاق الصواريخ من القطاع وتطالب الفصائل باحترام التوافق

عجوز فلسطيني يدعو الله امام خيمة يعيش فيها مع اسرته بعد تدمير منزلهم في جباليا شمال غزة خلال العدوان (ا ب)
TT

صعدت إسرائيل أمس من لغة التهديد، ضد حركة حماس، وسادت لغة الحرب في الجلسة الأسبوعية الاعتيادية للحكومة، التي ناقشت سبل الرد على سقوط عدة صواريخ جنوب اسرائيل، تبنتها كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ان الرد الإسرائيلي على استمرار سقوط الصواريخ سيكون قويا وغير متكافئ. الا ان حكومة حركة حماس المقالة في قطاع غزة نفت اطلاق اية صواريخ من القطاع. وقالت الحكومة ان اسرائيل تحاول ان تجد المبررات لتخريب اتفاق التهدئة في القاهرة.

واتهمت الحكومة المقالة إسرائيل بادعاء اطلاق الصواريخ لتبرير تصعيد عدوانها. وقال طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة إن «المزاعم الإسرائيلية تهدف الى تسويغ تخريب الجهود المصرية للتوصل لتهدئة ولممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني لدفعه لقبول الإملاءات الإسرائيلية»، معتبرا تهديدات أولمرت بأنها تأتي «لدواع انتخابية»، متهماً الأحزاب الإسرائيلية بتحويل الدم الفلسطيني الى مادة انتخابية. ويتضح من تصريحات أولمرت ان اسرائيل مستعدة لشن حرب ثانية، وأكثر دمارا، في سبيل وقف الصواريخ الفلسطينية، وانها لن تقبل أبدا بالعودة الى المربع الأول، أي ان تطلق المقاومة صواريخ من غزة، فترد اسرائيل على ذلك بهجمات محدودة.

وقال اولمرت انه اصدر توجيهاته الى الجيش الإسرائيلي بأن يعد العدة للرد على تجدد الهجمات الصاروخية، وأوضح ان موقف المجلس الوزاري المصغر يقضي بالرد بمنتهى الصرامة على ما وصفه بأي «اعتداء» صاروخي. وأكد أولمرت في مستهل جلسة الحكومة «ان اسرائيل لن تعود الى قواعد اللعبة السابقة التي تحاول منظمات الإرهاب املاءها علينا، ولن ننجر الى حرب صواريخ تجعل حياة الإسرائيليين غير محتملة جنوب البلاد». وبحسب أولمرت فان «خروقات» الفلسطينيين زادت مؤخرا، وهذا يعطي اسرائيل «الحق بالرد على هذه الاختراقات»، و «سيكون الرد في الوقت والمكان والطريقة المناسبة».

ولم يوضح أولمرت متى يمكن ان يبدأ هجوما على القطاع، لكن مصادر إسرائيلية أوضحت ان اسرائيل قد تنتظر حتى 5 فبراير (شباط) المقبل، وهو موعد مقترح لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار في القاهرة، فاذا وقعت الفصائل انتهى الأمر، واذا لم توقع فان إسرائيل ستوجه ضربة اشد للحركة.

وأعاد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك انتقاد من سماهم «بالثرثارين» وقال «في موسم الانتخابات يتحدث من لم يحملوا أبدا في حياتهم سلاحا في أيديهم ولا يفهمون شيئا عن الظروف التي يجب أن نعمل في ظلها». وتابع القول «ان إسرائيل سترد على إطلاق الصواريخ من غزة بالطريقة الصحيحة، وطلبتُ من قيادات الجيش ايجاد الطريقة للرد، لقد عانت حماس من صفعة قوية وستعاني، واذا تطلب الأمر سنقوم بضربها مرة اخرى، لكن القرار(الحرب) لابد أن يأخذه المسؤولون».

وكان باراك يرد على أصوات مرتفعة تدعو الى حرب فورية لا هوادة فيها، وأولها صوت منافسته في الانتخابات المقررة في 10 فبراير (شباط) المقبل، تسيفي لفني، وزيرة الخارجية وزعيمة حزب كديما، التي اكدت وجوب عدم الانتظار بل الرد بشدة وحزم وفورا على اطلاق الصواريخ. وترفض ليفني الحديث الى حماس في مسألة التهدئة أو أي قضية أخرى باستثناء قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة جلعاد شليط. وأضافت ليفني «انني كنت ضد الوصول الى اتفاقات مع حماس في الماضي، لذلك لا مبرر للانتظار.. وحماس لا تفهم الا لغة القوة».

وطالب وزراء ونواب يمينيون متطرفون، بينهم رئيس حزب الليكود المعارض بنيامين نتنياهو، الحكومة الاسرائيلية بالرد فورا على اطلاق الصواريخ وعدم اتباع سياسية ضبط النفس. وقال الوزير بنيامين بن اليعيزر من حزب العمل «ولى العصر الذي تملي فيه حماس ماذا سيحدث، هذه الحكاية انتهت. ويجب الردّ بمنتهى الشدة على اي خرق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة. وينبغي تسديد ضربة قوية الى حماس وهذا سوف يقع بالفعل».

وقال إيلي يشاي، زعيم حركة شاس لليهود الشرقيين المتطرفة «يجب الردّ باطلاق النيران من الجو نحو اهداف لحماس ومنصات الاطلاق.. يجب تفعيل سلاح الطيران فوراً للرد على اطلاق الصواريخ».

وأعرب رئيس كتلة الليكود في الكنيست النائب غدعون ساعر عن اعتقاده بوجوب الرد فوراً وبشدّة. أما رئيس حزب «الاتحاد الوطني» يعقوب كاتس فرأى ضرورة التحقيق في أسباب وقف عملية «الرصاص المتدفق» لاعتبارات انتخابية محضة، على حد قوله. وأكد، أمس، مصدر امني رفيع أن إسرائيل لن تصمت طويلاً على اطلاق الصواريخ الفلسطينية. ووفقا لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فإن الجيش يقوم الآن بإعداد «بنك أهداف جديد» في غزة تمهيداً لعملية عسكرية محتملة في القطاع.

وكان الجيش، قد اعلن امس، ان اربعة صواريخ اطلقها مقاتلون فلسطينيون من غزة انفجرت في جنوب إسرائيل بدون ان تسبب ضحايا أو أضرارا. وتبنت كتائب شهداء الأقصى (مجموعات الشهيد ياسر عرفات) مسؤوليتها عن اطلاق صاروخين منها. وقالت في بيان انها تمكنت من اطلاق صاروخين من طراز «ياسر 3» المطورة، موضحة ان «العدو اعترف بالقصف وبحمد الله تمكن مجاهدونا من العودة لقواعدهم بسلام من دون أن يصيبهم مكروه».