أبو مازن: لا حوار مع من لا يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا

وزير مصري: سنواجه بقوة محاولات تفتيت الصف الفلسطيني والتدخل في الشأن العربي سواء من إيران أو غيرها

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في القاهرة الليلة الماضية إنه «لا حوار مع من لا يعترف بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني بدون لبس أو مواربة». وأضاف أبو مازن: «إذا أرادت حماس الحوار فعليها أن تعترف اعترافا تاما وكاملا بمنظمة التحرير الفلسطينية، وإن «الدعوة للبديل تخريب وتفتيت للشعب الفلسطيني». وكان أبو مازن يتحدث في مؤتمر جماهيري في مقر مستشفى فلسطين والهلال الأحمر الفلسطيني بالعاصمة المصرية، وحضره عدد من أبناء الجالية الفلسطينية بالقاهرة وقيادات من حركة فتح ومن المجلس الوطني الفلسطيني. وأشاد أبو مازن بالموقف المصري وقال: «لا ملجأ لنا إلا مصر ومبادرتها (لوقف إطلاق النار في غزة)، وللأسف البعض ترك ما يفعله الاحتلال بالشعب الفلسطيني وتفرغ لمهاجمة مصر، وحصروا كل القضية الفلسطينية في معبر رفح». ومن المقرر أن يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم أبو مازن، وقالت مصادر مصرية مطلعة إن مبارك سيبحث اليوم مع أبو مازن موضوع التهدئة في قطاع غزة، والإعداد لمؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع المزمع عقده في مارس (آذار) المقبل، وما تم في الحوار مع الفصائل الفلسطينية الذي ترعاه القاهرة، إضافة إلى نتائج الجولة التي يقوم بها جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط الذي التقى أبو مازن أخيرا في رام الله. ورجحت مصادر أخرى أن ينضم إلى لقاء مبارك ـ أبو مازن، وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، قائلة إن الرئيس الفلسطيني سيلتقي اليوم كذلك مع كل من الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، المسؤول عن ملف المصالحة الفلسطينية، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وأوضحت المصادر أن أبو مازن الذي وصل إلى العاصمة المصرية الليلة الماضية، بعد أن أجل زيارته لجمهورية التشيك، بسبب «تطورات مفاجئة في الأوضاع على الساحة الفلسطينية»، خاصة بعد دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى تأسيس مرجعية وطنية جديدة للمقاومة الفلسطينية. ووصل إلى القاهرة الليلة الماضية أيضا خمسة من قادة حركة حماس في كل من قطاع غزة ودمشق، ومن المقرر أن يلتقوا بالمسؤولين المصريين لاستكمال الحوار حول التهدئة والمصالحة. وقالت المصادر المصرية إن عضوي المكتب السياسي لحركة حماس عماد العلمي، ومحمد نصر، وصلا الى القاهرة قادمين من دمشق، ومعهما القياديان جمال أبو هاشم، وصلاح البردويل، وهما من قيادات قطاع غزة، إلا إنهما سافرا في المرة الأخيرة التي كانا بها في القاهرة، للتشاور في دمشق.. كما وصل الى القاهرة قادما من القطاع القيادي في الحركة أيمن طه.

وتوقعت مصادر عربية ان يسلم وفد حماس رد الحركة الى الجانب المصرية من مسألة التهدئة. وحسب هذه المصادر فان حماس توافق على تهدئة لمدة عام، وقالت المصادر إن حماس توافق على تولي قوات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية شؤون المعبر في وجود مندوبين من حكومة غزة للتعاون والتنسيق في ما بينهم، وهو ما جعل الرئيس ابو مازن يغير وجهته من تشيكيا إلى القاهرة على وجه السرعة، في وقت تعهدت فيه اسرائيل على ما يبدو بعدم التدخل في شؤون المعبر من حيث إغلاقه أو فتحه.

الى ذلك أكدت مصر أمس أنها ستواجه بمنتهى القوة أي محاولات لتفتيت الصف الفلسطيني أو التدخل في الشأن العربي سواء من إيران أو من غيرها، قائلة على لسان الوزير شهاب، إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقال شهاب في مجلس الشورى أمس «إن الإعلان عن مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني يعد بمثابة بوادر انشقاق جديد في الصف الفلسطيني ويوضح تماما أن هناك قوى خارجية تلعب في سبيل استمرار الانشقاق الفلسطيني وعودة وحدة الصف الفلسطيني رغم جهود مصر المضنية لرأب الصدع الفلسطيني والعربي». وأكد بيان لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى أن مطالبة مشعل بإيجاد مرجعية بديلة لمنظمة التحرير يكرس الانفصال وهو امتداد لانقلاب حماس، مشيرا إلى أن توجه مشعل إلى إيران لمقابلة رئيسها وكبار مسؤوليها يعد تأكيدا لتوجهات حماس تجاه طهران.

وقال بيان اللجنة، التي يهيمن عليها الحزب الحاكم من بينهم دبلوماسيون سابقون، إن منظمة التحرير التي أنشئت عام 1964 بقرار من القمة العربية، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإن «الحملة المسعورة التي تقودها بعض الأطراف الإقليمية والعربية ضد مصر لا تزال مستمرة». وفي القاهرة أيضا شددت السفيرة الأميركية لدى مصر، مارغريت سكوبي، على حرص الإدارة الأميركية الجديدة على التشاور مع زعماء المنطقة العربية لحل المشاكل العالقة، موضحة في مؤتمر صحافي بمحافظة المنيا (بصعيد مصر) أن الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، يسعى إلى تحقيق سلام عادل في منطقة الشرق الأوسط وليس مجرد وقف إطلاق النار فقط. وقالت «إن مصر ليست طرفا في الاتفاقية الأمنية التي أبرمت بين أميركا وإسرائيل قبل أسبوعين بشأن تهريب الأسلحة لقطاع غزة»، مشددة على ضرورة تسهيل دخول الإمدادات الإنسانية للشعب الفلسطيني مع ضمان منع دخول الأسلحة إلى حماس.