مخاوف أمنية إسرائيلية من تراجع التنسيق مع تركيا.. والسياحة شبه متوقفة

تل أبيب تقول إن أنقرة تحتل المرتبة الثامنة في حجم التبادل التجاري

TT

أعرب مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون عن قلقهم من إمكانية تدهور العلاقات على صعد مختلفة مع تركيا على خلفية تصاعد التوتر بين البلدين إثر الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستوجبت موقفا تركيا منددا بالحرب ومتضامنا مع الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، بلغ ذروته في النقاش الحاد بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في مؤتمر دافوس الاقتصادي نهاية الأسبوع الماضي، والذي انتهى بمغادرة أردوغان المؤتمر والعودة إلى بلاده تركيا.

ففي الوقت الذي يبدي فيه مسؤولون سياسيون اسرائيليون مخاوف من تراجع التنسيق السياسي بين البلدين، يخشى مسؤولون أمنيون بإلغاء التعاون الكبير بين البلدين على هذا الصعيد، اما على الصعيد السياحي فقد تراجعت السياحة الاسرائيلية الى تركيا بشكل غير مسبوق. وتركز وسائل الاعلام الاسرائيلية، على ما اعتبرته «مرحلة جديدة» يحاول فرضها رجب طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا، وذلك بالربط بين العلاقات الثنائية بين بلاده واسرائيل والتطورات في الصراع الاسرائيلي ـ العربي. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «إسرائيل غاضبة» ليس فقط بسبب توتر الأجواء في دافوس بين الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء التركي، بل ايضا بسبب قيام تركيا بنشر فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه بيريس بأردوغان، وفيه اعتذر الاول للثاني حسب النص التركي. وقال الاسرائيليون إن فحوى الحوار تم تضخيمه وان بيريس لم يستخدم كلمة آسف في المحادثة الهاتفية كما نشر في تركيا.

وتبدي المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مخاوف من قيام تركيا بإلغاء التعاون الأمني والعسكري، وصفقات سلاح. ولذلك فان عدة مداولات في الفترة القريبة ستجري حول الموضوع بمشاركة الجيش ووزارة الأمن والخارجية. إلا ان هناك تقديرات متفائلة في المنظومة الأمنية تفيد بأنه ما زال للجيش التركي تأثير واسع على السياسة التركية وأن العلاقات ستتجاوز الأزمة. ويعرف مسؤولون إسرائيليون العلاقة بين الجيشين التركي والإسرائيلي بأنها ممتازة. وتتضمن زيارات متبادلة على مستوى واسع بين ضباط الجيشين ومناورات مشتركة. لكن في المقابل، فانه على المستوى السياحي، لا يدور الحديث عن مخاوف، بل عن حقائق، إذ شهدت الفترة الأخيرة شبه توقف تام في السياحة الإسرائيلية لتركيا. وبعد التوتر في دافوس قام إسرائيليون كثيرون بإلغاء حجوزات لتركيا. وتحدث إسرائيليون زاروا تركيا خلال الحرب وبعدها عن أجواء مشحونة هناك تجاه الإسرائيليين، ومظاهر تضامن واسعة مع الفلسطينيين. وقال السفير الاسرائيلي في أنقرة غابي ليفي في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية، ان التوتر بين البلدين انعكس سلباً على مجال السياحة الاسرائيلية في تركيا. وتوقع ليفي انخفاضاً في نسبة السياح الاسرائيليين في تركيا على خلفية التوتر.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية، انه طرأ تراجع حاد على عدد السياح الاسرائيليين المتوجهين الى تركيا خلال الشهر الماضي بحوالي 50% مقابل نفس الشهر من العام الماضي. وحسب الاذاعة، فان حوالي نصف مليون اسرائيلي زاروا تركيا خلال العام الماضي. في المقابل فان ليفي لم يلاحظ في المرحلة الراهنة أي ضرر للعلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل على خلفية التوتر الراهن بين الدولتين، مشيرا الى ان التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل سجل خلال عام 2008 رقماً قياسياً حيث بلغ حجمه 3.4 مليار دولار، مشددا على ان تركيا تحولت الى الشريك رقم 8 مع اسرائيل من ناحية حجم التبادل التجاري. وبرغم التوتر الحالي فان ليفي شبه مقتنع بعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل الى مسارها الطبيعي خلال فترة معقولة، مستندا الى تجربة الماضي وخاصة الى فترة الحرب الاخيرة في لبنان التي شهدت توترا في العلاقات، لكنها عادت الى طبيعتها مع انتهاء الحرب.