المحاكم الإسلامية تعلن تأييدها للرئيس الصومالي الجديد... وتنظيم الشباب يعارضه

الاتحاد الأفريقي وهيئة العلماء المسلمين يرحبان بانتخاب شيخ شريف أحمد

TT

رحبت قيادات المحاكم الإسلامية بانتخاب زعيمهم الشيخ شريف أحمد رئيسا جديدا للصومال، في وقت أعربت فصائل صومالية عدة رفضها له. وأصدر الشيخ عبد القادر علي عمر (نائب الشيخ شريف في قيادة المحاكم الإسلامية ) بياناًً رحب فيه بنتائج الانتخابات الرئاسية في الصومال التي فاز بها الشيخ شريف. ودعا بيان المحاكم الإسلامية الرئيس الجديد إلى «الالتزام بوعوده حول تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد». ودعا بيان المحاكم الإسلامية الرئيس الجديد إلى «تأسيس جيش وطني تشكل عناصر المقاومة التي حاربت العدو نواة له، للاستغناء عن جلب قوات أجنبية، وكذلك الموجودة أيضا، ونقول بصوت عال إن حل المشكلة الصومالية لن يأتي عن طريق التدخل الأجنبي وقد جربناه من قبل». ويأتي هذا التأييد من قبل قيادات المحاكم الإسلامية في الداخل في وقت أعلنت فيه فصائل إسلامية أخرى عن رفضها لذلك. فقد عارضت السلطات الإسلامية التابعة لتنظيم الشباب التي تسيطر على مدينة كيسمايو، 500 كيلومتر جنوب العاصمة، فوز الشيخ شريف. وقال الناطق باسم سلطات كيسمايو الشيخ حسن يعقوب إن ما تم في جيبوتي من انتخاب الشيخ شريف «أمر غير مقبول»، مضيفاً: «إن الذي حدث هو انضمام الشيخ شريف إلي مجموعة الردة وأصبح الآن رئيسهم، وليسوا هم الذين انضموا إلي جناح الشيخ شريف، وأنه لا فرق بين حكومة عبد الله يوسف التي قاتلناها وبين الحكومة التي يترأسها الشيخ شريف». وحذر يعقوب كافة المجاهدين من كيد العدو، والاغترار بما حدث في جيبوتي. وكان جناح أسمرا من تحالف المعارضة بزعامة الشيخ حسن طاهر أويس قد أعلن هو الآخر عن رفضه لنتائج مؤتمر جيبوتي التي فاز فيها الشيخ شريف بمنصب الرئاسة. وفي هذه الأثناء استولى مقاتلو تنظيم الشباب علي مدينة «بلد حواء» الواقعة على الحدود الصومالية الكينية، وبعد استيلائهم على المدنية والمخاوف الأمنية تزداد في المناطق الحدودية بين البلدين بسبب استيلاء تنظيم الشباب علي مدينة بلد حواء الحدودية، في الوقت الذي تعزز قوات أمن الحدود الكينية وجودها في المناطق الحدودية. وكان تنظيم الشباب قد استولى علي مدينة بيداوا مقر البرلمان الصومالي بجنوب غربي الصومال بعد ساعات من انسحاب القوات الإثيوبية منها الأسبوع الماضي، كما يسيطر التنظيم علي مناطق واسعة من جنوب البلاد. ومن جهته، رحب الاتحاد الأفريقي  بانتخاب شيخ شريف أحمد رئيسا جديدا للصومال خلفا للرئيس السابق عبد الله يوسف أحمد. وأعرب رئيس المفوضية الأفريقية  جون بينغ عن ثقته في أن الرئيس الجديد للصومال سيضطلع بالمهام الموكلة إليه بروح الإجماع الوطني والوفاق الجماعي. وأشار بينغ إلى أن انتخاب الرئيس الجديد وتوسيع البرلمان، خطوة إيجابية لتطبيق اتفاقية جيبوتي للسلام المبرمة في 19 أغسطس (آب) الماضي، ودفع الجهود الرامية لتحقيق المصالحة والسلام والاستقرار الدائم في الصومال.

وجدد بينغ التزام الاتحاد الأفريقي بمواصلة دعم العملية السلمية وتعزيز البعثة الأفريقية لحفظ السلام في الصومال (أميصوم) تمهيدا لتحويلها لعملية دولية تلبية لطلب الاتحاد الأفريقي الذي حظي بموافقة مبدئية من جانب مجلس الأمن الدولي .

وفي أول مشاركة رسمية له في مؤتمر دولي منذ توليه منصبه، وصل الرئيس الصومالي المنتخب شيخ شريف أحمد صباح أمس إلى أديس أبابا للمشاركة في القمة الأفريقية، قادماً من جيبوتي حيث شارك في القمة الخاصة بتشكيل الحكومة الاتحادية. ورفض شريف الإدلاء بأي تصريحات صحفية حيث اكتفى رئيس الوزراء الصومالي المشارك في القمة نور حسن حسين بالقول إنه لا يزال في منصبه لفترة مؤقتة.

ورحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بانتخاب الشيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال عارضا رعاية وساطة بين الرئيس الجديد وخصومه ومطالبا الدول العربية والإسلامية بدعم «العهد الجديد» في هذا البلد. وقال بيان للاتحاد، تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه: «يهنئ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب الصومالي برئيسه الجديد المنتخب، كما يهنئه بالانتصار على قوات الاحتلال ودحرها من أرض الصومال». وتابع البيان الموقع من رئيس الاتحاد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي: «ندعو شباب المجاهدين خاصة، كما ندعو الأخ المجاهد الشيخ حسن ظاهر أويس رئيس (تحالف إعادة تحرير الصومال) جناح اسمرا إلى التعاون مع العهد الجديد، ومباركة انتخاب أخيه ورفيق دربه الشيخ شريف شيخ أحمد على رأس الدولة». وأعلن الاتحاد «استعداده لرعاية أي حوار أخوي وجدي بين الشيخ شريف والفصائل المعارضة في اقرب وقت ممكن وفي أي مكان يختارونه، واستعداده لإرسال وفد رفيع المستوى من المكتب التنفيذي ومجلس الأمناء للقيام بهذا الواجب». كما دعا البيان «جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الوقوف وقفة جدية لمساندة هذا البلد وهذه القيادة الجديدة، وإمدادها بكل ما من شأنه أن يدعم استقرارها واستقرار هذا البلد ويساعد على بناء مجتمع عربي إسلامي معاصر». وفي بيان أصدره مبعوث الولايات المتحدة إلى الصومال جون ييتس قال إن الولايات المتحدة تتطلع إلى التعاون مع الرئيس الجديد شريف شيخ أحمد وحكومته الموسعة في جهود إقامة الديمقراطية وإحلال السلام في الصومال.