القادة الأفارقة يجتمعون في أديس أبابا لبحث تشكيل حكومة اتحادية

مخاوف من تأثير الأزمة الاقتصادية على تنمية القارة

الرئيس الصومالي المنتخب شيخ شريف أحمد (الثاني من اليمين) خلال توجهه إلى اجتماع قمة الأمم الأفريقية في أديس ابابا أمس (رويترز)
TT

انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس أعمال القمة الخاصة بالحكومة الاتحادية الأفريقية بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة أفريقية بهدف اتخاذ القرار النهائي بتشكيل الحكومة الاتحادية. ووافقت 20 دولة أفريقية على الأقل على إنشاء الحكومة الأفريقية التي يطالب بها الزعيم الليبي معمر القذافي.

وهناك حوالي ثماني دول أفريقية تدعم الفكرة مبدئياً ولكنها تفضل التحرك تدريجياً منها مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر وتونس. وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية التي شاركت بأعمال القمة أمس إلى حدوث مشادات كلامية بين الرئيس الليبي معمر القذافي وبعض رؤساء الدول الأفريقية خلال القمة والذين لا يؤيدون فكرة تشكيل الحكومة الاتحادية.

ومن جانبه أشار الدكتور مصطفى إسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى التزام بلاده بالتشكيل الفوري للحكومة الاتحادية الأفريقية. وتنعقد القمة الثانية عشرة العادية للاتحاد الأفريقي رسمياً لبحث هذه القضية. وخصص رؤساء الدول نهار أمس كله لبحث هذا الموضوع في الجلسة المغلقة التي افتتحت بها القمة الثانية عشرة للمنظمة القارية التي تضم 53 دولة عضواً والتي حلت محل منظمة الوحدة الأفريقية العام 2001.

ولم يُدلِ القادة المجتمعون في أديس أبابا بتصريحات حول تصوراتهم إزاء تشكيل الحكومة الموحدة. وقال جان بينغ رئيس المفوضية الأفريقية قبل افتتاح القمة «لا نعرف حقاً ما سيحدث» خلال نقاش الزعماء الأفارقة. وذكر أنه «خلال قمة الاتحاد الأخيرة في شرم الشيخ (مصر، في يوليو (تموز) الماضي) طلب من المفوضية للمرة الأولى تقديم اقتراحات وتوضيحات في إطار تفويض محدد». وأضاف «بذلنا كل ما في وسعنا لنعرض على الدول الأعضاء عدداً من الحلول. وإذا ما اختار رؤساء الدول أحدها، فإننا سنضعها موضع التنفيذ». وأوضح «حتى الآن لم تؤد هذه المناقشة إلى نتيجة. الكل يتفق بانتظام على الرغبة في تعزيز الاتحاد الأفريقي، لكن لا أحد لديه الأفكار نفسها التي ينطوي عليها هذا الهدف ولا توجد سوى قلة من الدول الأفريقية المستعدة للتخلي عن جزء من سيادتها الوليدة». وأضاف أن «فكرة أفريقيا موحدة كانت تهيمن لدى إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في الستينات من القرن الماضي على آباء الاستقلال بعد قرون من الاستعمار الأوروبي. والاتحاد الأفريقي ذهب بالفعل إلى أبعد من سابقه».

واعتبرت دلفين لوكوتر الباحثة الفرنسية المتخصصة في شؤون الاتحاد الأفريقي ومؤسساته، أن «مسألة حكومة الاتحاد مجمدة في الوقت الحالي». وأوضحت في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: «توجد عدم رغبة واضحة لدى العديد من الدول الأعضاء التي تشعر بالخوف من أن تجد نفسها تحت وصاية حكومة للاتحاد. وهي تريد المحافظة على سيادتها بكل السبل»، في إشارة إلى القوى الكبرى في القارة مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا. ويحلم الزعيم الليبي، وهو من أشد المطالبين بتحويل المنظمة القارية، بإقامة «ولايات متحدة أفريقية». وقد انضمت دول مثل السنغال وليبيريا ومالي إلى فكرة الزعيم الليبي الذي لا يتردد في تقديم الأموال للحصول على دعم نظرائه. ولكن بالنسبة لآخرين مثل إثيوبيا وكينيا أو جنوب أفريقيا، كبيرة العدد والنفوذ، فإن القذافي لا يعد جزءًا من المشكلة فحسب بل إن حكومة الاتحاد قائمة بالفعل مع المفوضية. وبالنسبة لهذه الدول، يكفي بالتالي التعزيز التدريجي للمفوضية وللمؤسسات الأخرى مثل البرلمان الأفريقي أو محكمة العدل الأفريقية أسوة بالاتحاد الأوروبي. وقال وزير خارجية تنزانيا برنار ميمبي الذي ترأس الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، إن «المسألة ليست في معرفة ما إذا كانت الوحدة ستتحقق أم لا. فقد قالت الدول الـ53 الأعضاء إنه من الضروري أن تكون هناك حكومة اتحاد مع دول مستقلة وذات سيادة. لكن المسألة هي معرفة متى وكيف». ويذكر أن الهدف الرسمي لقمة هذا الأسبوع التي تعقد في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا هي تعزيز البنية التحتية التي يقول خبراء إنها لازمة إذا كان لأفريقيا أن تنجو من الأزمة المالية العالمية. ولكن من المتوقع أن تلقي الصراعات والأزمة في السودان والصومال وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية بظلالها كالعادة على جدول الأعمال الرسمي لقمة الاتحاد الأفريقي.