ليبيا: عشرات الصحافيين يطالبون بوقف ملاحقتهم قضائيا

اعتقال الرئيس السابق لمنظمة حقوقية المقرب من نجل القذافي

TT

دعا عشرات الصحافيين والإعلاميين والكتاب والناشطين الليبيين سلطات بلادهم إلى وقف ملاحقتهم قضائيا وقانونيا، وإلغاء نيابة الصحافة على خلفية قيامها باستدعاء عدد كبير منهم للتحقيق معهم بتهمة نشر مقالات مسيئة إلى رموز الدولة الليبية، فيما أعربت «مؤسسة القذافي للتنمية» عن دهشتها لاعتقال المُعارض السابق الدكتور جمعة عتيقة رئيس جمعية حقوق الإنسان السابق التابعة للمؤسسة، وتوقيفه أول من أمس لمدة 45 يوما بتهمة الانتساب إلى تنظيم محظور، والمشاركة في اغتيال السفير الليبي في روما عمار ضو عام 1984.

ووضعت مصادر دبلوماسية غربية وثيقة الصلة بالشأن الليبي لـ«الشرق الأوسط»، هذه التطورات، في إطار ما وصفته بتجدد الصراع غير المعلن بين الرؤى الإصلاحية للمهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، والحرس القديم المقرب من والده وعلى رأسه حركة «اللجان الثورية» المتشددة التي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري الذي دشنه القذافي في البلاد اعتبارا من عام 1977.

ولفتت المصادر إلى أن اعتقال الرئيس السابق لجمعية حقوق الإنسان المحسوبة على نجل القذافي، جاء في وقت يقوم فيه سيف الإسلام بزيارة لسويسرا للمشاركة في اجتماعات منتدى «دافوس» الاقتصادي العالمي، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تمت رغم اعتراض بعض كبار المسؤولين الليبيين وأشقاء سيف الإسلام عليه، نظرا إلى الخلافات التي تسود العلاقات الليبية ـ السويسرية منذ توقيف هنيبال نجل القذافي وشقيق سيف الأصغر مع زوجته العام الماضي، في مدينة جنيف السويسرية لبعض الوقت، بتهمة الاعتداء على اثنين من خدمه.

وقال دبلوماسي غربي في العاصمة الليبية لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الكشف عن هويته: «هذه مفاجأة كبيرة قطعا، لأنه كان يُعتقد أن سيف الإسلام سيتضامن مع شقيقه ويقاطع المنتدى لأنه يعقد في أراضي دولة اعتدت على شقيقه وزوجته من وجهة النظر الليبية الرسمية، ولم تقدم أي اعتذار»، مشيرا إلى أن سيف الإسلام تجاهل مطالب بعض المقربين منه بالاعتذار عن عدم المشاركة في المنتدى هذا العام.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بسيف الإسلام للحصول منه على تأكيد أو نفي لهذه المعلومات، إلا أنه لم يرد على هذه المحاولات.

وأسهم نجل القذافي في حلقة نقاش نظمت بالمنتدى تحت شعار «استخدام النجاح كمعيار في الشرق الأوسط»، هدفت إلى تشجيع الابتكار والإنجاز في المنطقة، حيث قال في معرض حديثه فيها عن التطوير المؤسسي في ليبيا: «إذا لم يكن لدينا مجتمع مدني قوي، فإنه لن يكون بإمكاننا تقوية أهلنا».

وكان لافتا أن نجل القذافي اجتمع أيضا مع كينث روث المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، والسيدة إيرين خان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، بالإضافة إلى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وستيف فوربس المدير العام لمؤسسة «فوربس» الاقتصادية المعروفة. واتفق سيف الإسلام مع توم دونوهيو المدير العام للغرفة التجارية للولايات المتحدة، على عقد المؤتمر الأول للتجارة والاستثمار بين ليبيا والولايات المتحدة في واشنطن في شهر مايو (أيار) المقبل.