التعجيل بموعد سفر البابا شنودة يثير تساؤلات حول حالته الصحية في مصر

مستشاره أرجع الأمر لـ«ظروف الطيران» وأكد سلامته

TT

في خطوة أثارت جدلا حول حالته الصحية، أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، التعجيل، يوما واحدا، في موعد سفر البابا شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس، في رحلة علاجية بأميركا، ليسافر اليوم بدلا من يوم غد الثلاثاء.

وتسبب تقديم سفر البابا شنودة في تردد أنباء عن تدهور حالته الصحية إثر إصابته بسرطان البروستاتا ورفضه تلقي العلاج الكيميائي اللازم لحالته، لأنه سيؤدي إلى تساقط شعر لحيته التي تعتبر جزءا من شخصية رجل الدين المسيحي. إلا أن الأنبا مرقص، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة، نفى ما تردد في هذا الشأن قائلا إن «صحة البابا شنودة زي الفل».

وقال هاني عزيز، مستشار البابا لشؤون المصريين بالخارج وأحد المقربين منه، إن «هذه الزيارة كانت مقررة منذ فترة وتأجلت أكثر من مرة لانشغال البابا شنودة بالأعياد المسيحية»، مؤكدا أن الهدف من تلك الزيارة هو إجراء فحوصات طبية دورية لمتابعة حالة البابا شنودة الذي أجرى في شهر يونيو (حزيران) الماضي عملية لعلاج شرخ بالفخذ الأيمن.

وعاد البابا شنودة، وعمره 85 عاما، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من رحلة علاجية طويلة في أميركا، استغرقت 4 أشهر لعلاجه من شرخ في الفخذ أصيب به إثر سقوطه على الأرض في مقره الخاص.

وأضاف عزيز لـ«الشرق الأوسط» أن «البابا أعلن نبأ سفره بنفسه في محاضرته الأسبوعية يوم الأربعاء الماضي، وهو ما ينفي أن حالته الصحية سيئة»، موضحا أن سبب التعجيل بموعد سفره «ظروف الطيران ليس أكثر»، رغم أن البابا شنودة سيتوجه إلى أميركا ـ كعادته ـ على متن طائرة خاصة مملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس.

وأشار عزيز، إلى أن البابا شنودة سيلتقي خلال رحلته العلاجية، التي سيقضيها في مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو، بزعماء أقباط المهجر، خلال رحلته التي ستستغرق نحو الشهر، مشيرا إلى أنه سيكون لقاء عاديا، كاشفا النقاب عن أن البابا شنودة سيقوم برحلة أخرى إلى أميركا في حالة تحديد موعد لزيارة الرئيس المصري حسني مبارك لواشنطن، لتهدئة أقباط المهجر والتنبيه عليهم بعدم تنظيم مظاهرات أو القيام بأي أعمال احتجاجية تنتقد النظام المصري خلال زيارة مبارك، التي ستكون ـ في حال إتمامها ـ هي الأولى منذ عام 2004.

وكانت لجنة حكومية مصرية قد سافرت مؤخرا إلى كندا، حيث بحثت مع قيادات أقباط المهجر فيها تهدئة الانتقادات التي يوجهونها إلى القاهرة، إلا أن فشل مهمة اللجنة دفعها لإلغاء زيارة كان مقررا أن تقوم بها لأميركا لنفس الغرض، بعد أن تعرضت لانتقادات من بعض منظمات أقباط المهجر، التي توعدت بـ«إقامة العديد من المظاهرات خلال زيارة مبارك لواشنطن».