الدعايات الانتخابية تتحول إلى خردة وأهداف للتصويب.. والبعض يحتفظ بها للانتخابات المقبلة

مرشح خاسر غاضب لـ«الشرق الأوسط»: صرفت ملايين الدنايير ولم أكسب ألف صوت

عاملان في البلدية يزيلان صورة مرشحة في الانتخابات المحلية في مدينة النجف أمس (أ.ب)
TT

كان غاضباً جداً مع العمال الذين يقومون برفع دعايته الانتخابية من الساحات والأبنية والشوارع.. فمرة يقول «أنا المذنب» ومرة يقول «من اتبع السراب لا يحصل على ماء» ثم يتساءل «أين أضع هذه الدعاية التي أنفقت عليها ملايين الدنانير ولم أحصل حتى على ألف صوت؟».

ويضيف المرشح الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن «المميزات التي يتمتع بها أعضاء مجلس المحافظة في المدينة ورفع مستواهم المعيشي بصورة سريعة جعلني أرشح نفسي للانتخابات بعد أخذ آراء أصدقائي بذلك، فحينها أصابني الغرور وقررت أن أرشح نفسي إلى انتخابات مجالس المحافظات». وقال لـ «الشرق الأوسط» إن «هذه الدعاية أنفقت عليها الكثير من أموالي، فقد قمت ببيع معامل الجص والطابوق لسد مبالغ الدعاية والأشخاص الذين قاموا بنشرها لكن اليوم لم يأت أحد منهم معي». وأمهلت المفوضية العليا للانتخابات المرشحين أسبوعاً لإزالة موادهم الدعائية من الأماكن العامة أو مواجهة غرامات مالية. ويقول الحداد فؤاد سعدي صاحب معمل حدادة في مدينة الحلة «اتفقت مع المرشحين وخصوصاً الخاسرين منهم في الانتخابات على أن أقوم برفع دعايتهم الانتخابية مقابل حصولي على المواد الأولية». وأضاف لـ «الشرق الأوسط» أن «الدعاية الانتخابية هذه المرة قد أربحتنا الكثير من الأموال»، مضيفاً «في بداية الترشيح نبيعها بأسعار مكلفة، أما اليوم فقط فعلينا جمعها من الساحات والشوارع»، مشيراً إلى أن «الدعايات الكبيرة ترتكز على قاعدة من الحديد الذي نقوم ببيعه إلى معامل الحديد لإعادة صهره والبعض منه نستخدمه في صناعة الأبواب والشبابيك، أما لافتات القماش فنقوم ببيعها إلى معامل الغزل لإعادتها مرة أخرى». من جهته، قال عمار الزبيدي «نهضت مبكراً وقمت بجمع ثلاث قطع دعائية للمرشحين من مركز مدينة كربلاء». وأضاف «بعد جلب الدعاية إلى البيت غضبت مني والدتي وقالت لي ماذا تفعل بهذه الدعاية، فقلت لها أريد أن أسقف برج طيوري». وتابع الزبيدي مازحاً «نشكر إخواننا المرشحين ونتمنى لهم الفوز في الانتخابات المقبلة». أبو أحمد الذي يقوم بجمع صور المرشحين فقط قال «الحمد الله، أحد الهموم في البيت قد زالت بفضل هذه الدعاية الانتخابية» وأضاف إن «أولادي من هواة الرمي في البنادق والمسدسات وكل يوم تتشاجر زوجتي معهم لأنهم يضعون بعض حاجيات البيت للتصويب عليها»، مضيفاً أن «هذه الصور سوف يستخدمها أولادي للتصويب عليها بعد وضع علامة دائرة فوق أنف المرشح». أحد المرشحين كان حريصاً على رفع لافتاته وصوره الدعائية وقال إن « دعايتي الانتخابية سوف أقوم بخزنها والاحتفاظ بها للانتخابات المقبلة». وأضاف المرشح، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «رغم خسارتي في الانتخابات الحالية لكن يبقى عندي أمل».