تفاعلات دعوة مشعل بشأن المنظمة: حماس تنفي محاولة «انقلاب ثان» وتؤكد تمسكها بكل الخيارات

«فتح»: تفعيل منظمة التحرير وتوسيع المشاركة فيها يتم من خلال انهاء حالة الانقسام

TT

ما تزال تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية التي أشار فيها إلى البحث عن بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية تثير ردود فعل واسعة حول مغزى الطرح وما سيترتب عليه من تبعات سياسية. وأمام الانتقادات لمثل هذه الخطوة سعت حركة حماس إلى التقليل من التصريحات ومحاولة احتواء تداعياتها خصوصا وأن البعض اعتبرها محاولة «لانقلاب« ثان تنفذه حماس ضد السلطة الفلسطينية. واوضح محمد نزال عضو المكتب السياسى لحركة حماس فى اتصال هاتفى مع «الشرق الأوسط» ان اعلان خالد مشعل «عن مرجعية فلسطينية تضم الجميع لا يعنى دعوته الى الغاء منظمة التحرير الفلسطينية ولا الى ايجاد بديل عنها، وانما هو طرح يؤكد ان هناك توجها لدى الفصائل الفلسطينية المستبعدة من دخول المنظمة». وقال نزال ان هذه الفصائل تعتزم اقامة اطار وطنى فلسطينى يمثل الداخل والخارج الذى استبعدته منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفا وقال إن هذه القوى هي المقاومة الفلسطينية وهذا هو كل ما تحدث به خالد مشعل وما قصده. وانتقد نزال رد فعل حركة فتح والسلطة الفلسطينية واسماه «بعش الدبابير الذى انطلق من كل اتجاه لاهداف قال عنها هى فى نفس يعقوب». وعما اذا كان تصريح مشعل يعنى التلويح بالغاء اتفاقات السلام مع اسرائيل وتحديدا اوسلو اوضح نزال «نحن نعارض اوسلو ولم نعترف بها حتى اليوم ولن نعترف بها على الاطلاق وهى تلزم من وقع عليها». وردا على سؤال حول تداعيات وتبعات الغاء منظمة التحرير افاد نزال بأن المنظمة فى حكم الالغاء وقال «هى عبارة عن اشلاء عظام يحاول الرئيس محمود عباس جمعها بين وقت وآخر لخدمة أهدافه وهي على سبيل المثال انه دعا الى عقد المجلس الوطنى عندما أراد الهجوم على خالد مشعل وكذلك عندما اراد ان ينصب نفسه رئيسا على الورق استدعى المجلس للانعقاد للتصديق على ما يريد، وسبق وان دعا المجلس الوطنى فى القاهرة وعمان لشن الهجوم على حماس. ولكن عندما حدث العدوان الاسرائيلى على غزة لم يدع المجلس الوطنى الفلسطينى أو المركزى». وردا على سؤال حول ما سيحدث لو ألغيت المنظمة قال محمد نزال إن المنظمة بحالتها الراهنة لا قيمة لها وعمليا الذى يقود الموضوع الفلسطينى ليست المنظمة وانما ما يسمى بالسلطة الفلسطينية والتى غيبت موضوع المنظمة وقيادتها كمرجعية للشعب الفلسطينى. وحول ما علنه الرئيس محمود عباس فى القاهرة بالنسبة لشرط اعتراف حماس بالمنظمة شرطا لاستكمال الحوار اوضح نزال «ان حماس تعترف بالمنظمة مع وقف التنفيذ ولا توجد مشكلة في الاعتراف بالمنظمة وانما نحن نرى اهمية اعادة اصلاحها حتى تصلح كاطار يخدم قضية الشعب الفلسطينى». واضاف ان حماس لن تعطى صك الاعتراف بالمنظمة من دون التوافق حول اعادة الاصلاح. وحول أجواء المصالحة الفلسطينية وسبل انهاء الانقسام قال نزال «بعد الخطاب الملتهب والملئ بالاتهامات الذى القاه الرئيس محمود عباس فى القاهرة ارى ان موضوع الحوار الفلسطينى سوف يتأخر لانه اضاف قيودا جديدا على سبل انهاء الانقسام الفلسطينى ومن ثم العودة الى نقطة الصفر». ولا يرى عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» في ما قاله ابو مازن شروطا جديدة. وقال لـ «الشرق الاوسط» «ما جاء في تصريحات ابو مازن ليس شروطا جديدة وانما تأكيد على التسمك بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وكمرجعية للعمل الوطني الوطني الفلسطيني والكيان المعنوي الفلسطيني. هذه مسألة غير خاضعة للنقاش والحوار». واضاف الاحمد «اما قضية تفعيل منظمة التحرير وتوسيع المشاركة فيها بضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي حسب اعلان القاهرة، فانها تتم من خلال انهاء حالة الانقسام لان هذا يسهل اعادة تشكيل المجلس الوطني واختبار اطر قيادية جديدة. اما الحديث عن هذه القضايا قبل ذلك فانك كما يضع العربة قبل الحصان».

واعتبر السفير نبيل عمرو سفير فلسطين فى القاهرة تصريح مشعل محاولة انقلابية فاشلة. وقال عمرو «ان مشعل عرف من خلالها وزنه الضعيف ووزن منظمة التحرير الثقيل جدا». من جهته قال نائب رئيس حركة الجهاد الاسلامى فى غزة زياد نخالة فى اتصال هاتفى مع «الشرق الأوسط« ان فصائل المقاومة ملتزمة باتفاق القاهرة لعام 2005 والذى ينص على تفعيل منظمة التحرير. واضاف إن تصريح مشعل لا يجب أن يأخذ كل هذه الضجة خصوصا ان حركة حماس اصدرت بيانا فور تصريح مشعل توضح فيه موقفها وتؤكد بانها فى حاجة لمرجعية قوية للشعب الفلسطينى. واستبعد نخالة ان يكون تصريح مشعل بمثابة انقلاب ثان لحماس على السلطة.

وحول تداعيات تصريح مشعل عن بديل المنظمة وما اذا كان ذلك يعنى الغاء كل الاتفاقيات التى وقعتها المنظمة مع اسرائيل بما فى ذلك اوسلو قال زياد نخالة «لا اعتقد ذلك كما ان كل فصائل المقاومة غير معترفة باسلو«، مضيفا «ان قصد حماس ليس تشكيل بديل للمنظمة بقدر ما هو الحاجة الى المرجعية لقوى المقاومة وهذا ما اعلنته حماس فى بيان توضيحى لها بعد تصريح مشعل». لكنه تابع قائلا «يمكن لأي مسؤول ان يتحدث عن تفعيل المنظمة واذا لم يحدث تفعيل يجب البحث عن بدائل وحلول وهذه البدائل ليست بالغاء المنظمة».

وردا على سؤال حول امكانية طرح ملف تفعيل المنظمة من خلال الحوار الفلسطينى – الفلسطينى قال نخالة ان هناك خلافات كثيرة فى الساحة الفلطسينية وموضوع اصلاح المنظمة مطروح وتصريح مشعل ليس بجديد وقد عبر عنه آخرون باكثر من أسلوب أو بشكل آخر ولذلك لا يجب ان يأخذ أكثر من حجمة ويفترض ألا يحدث كل هذه الضجة المبالغ فيها.

من جانبه اعتبر السفير نبيل عمرو سفير فلسطين فى القاهرة تصريح مشعل «محاولة انقلابية فاشلة عرف مشعل من خلالها وزنه الضعيف ووزن منظمة التحرير الفلسطينية الثقيل جدا». وعن تداعيات تصريح مشعل ذكر نبيل عمرو ان له تداعيات سلبية بالتأكيد على صعيد الوحدة الوطنية. واضاف «اذا استمر الموقف على هذا فانه يلغى الحوار والمصالحة».

وحول تصريح الرئيس ابومازن الذى اشترط خلاله الاعتراف بالمنظمة قبل الحوار مع حماس اوضح السفير الفلسطينى فى القاهرة ان المنظمة هى الاساس ولا يحق لاى طرف ان يأخذ شرعية العمل الوطنى فى اتجاعات تفسد الساحة الفلسطينية وتضيف اليها هموما جديدة. واضاف ان تصريح مشعل يعنى كل شئ ولكن هو لا يستطيع تنفيذ ما اعلنه حتى ولو خطط لالغاء مرجعية المنظمة. وعن امكانية تفعيل اتفاق القاهرة لعام 2005 قال ان المنظمة لم تفعل بالقدر الكافى وهناك ترتيبات جديدة سوف تتخذ خلال المرحلة المقبلة ولكنه لم يفصح عنها.

وفي تصريح من غزة لوكالة رويترز في القاهرة قال ايمن طه احد المفاوضين باسم حماس في القاهرة «ان موقفنا واضح. مطلبنا اعادة بناء او اصلاح منظمة التحرير ولكن اذا اصر الجانب الاخر على عدم اصلاح المنظمة او اعادة بنائها فان من حقنا النظر في خيارات اخرى».

وقال أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان في تصريحات لوكالة الصحافة ان حركته لا ترفض الانضواء تحت لواء المنظمة ولكنها تحتفظ لنفسها بحق اختيار التصرف الذي يتواءم مع المصلحة الوطنية الفلسطينية اذا استمر عباس في رفض وتعطيل اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية». وقال «نريد خطوات عملية لاعادة بناء منظمة التحرير فورا». واضاف ان «عباس وقع في عام 2005 (مع الفصائل الفلسطينية) اتفاق القاهرة الذي نص بشكل واضح على اعادة بناء منظمة التحرير وعطل ذلك هو محمود عباس شخصيا لاننا اتفقنا على تشكيل لجنة برئاسته لبحث اعادة هيكلة المنظمة ورفض ان يدعو الى لقاء واحد لهذه اللجنة».

اما فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، في غزة فأكد في تصريح مكتوب، أن تصريحات ابو مازن هي عبارة «عن فشل كل خياراته لابتزاز حماس وتشويه وموقفها ومواقف المقاومة الفلسطينية، وهو اجهاض لكل حالات التعاطف الإقليمي والدولي والجماهيري والشعبي مع حركة حماس ومع أهلنا في غزة ومع المقاومة الفلسطينية وهذا يدلل على عمق الأزمة التي يعاني منها أبو مازن وفريق رام الله بعد انتهاء ولايته». وتابع برهوم القول «نحن نؤكد أننا عندما نطرح مرجعية وطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ليس على قاعدة البديل عن منظمة التحرير وليس على قاعدة شطب منظمة التحرير الفلسطينية، إنما نحن نطرح هذه المرجعية لأن هناك فصائل مقاومة فلسطينية وقوى ممانعة ما زالت خارج إطار المنظمة ولن يفتح لها المجال على مدار السنوات لدخول لهذه المنظمة أو إصلاح مؤسساتها، وبالتالي نحن نؤكد على أن ملف منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح مؤسساتها على طرق ديمقراطية وأجندات وطنية هو ملف مهم في إطار الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجب أن يكون». واكد خالد البطش احد قادة حماس في قطاع غزة لـ «الشرق الاوسط» ما جاء في بيان نسب الى الجهاد يتحدث عن فيتو فلسطيني وعربي يمنع إعادة بناء منظمة التحرير لتصبح إطاراً جامعاً لكل الشعب الفلسطيني. وقال البطش معلقا على تصريحات ابو مازن انه لم يكن لها اي داع، وكان يجب حسب رأيه، ان نسمع تصريحات مغايرة، تعلن تمسكه بالحوار والمصالحة الوطنية. واضاف «نحن بحاجة الى خطاب وحدوي اكثر وخطاب تصالحي اكثر بعيد عن الشروط والافتراضات، اذ لا ينبغي اضافة اي شروط جدسدة على موضوع الحوار في المرحلة الحالية.

وقال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لـ «الشرق الاوسط» ان تصريحات ابو مازن ومن قبله خالد مشعل تأتي في اطار التجاذبات السياسية «التي نحن كشعب ابعد ما نحكون بحاجة اليها.. اننا بحاجة للعودة الى الوحدة وانهاء الانقسام حتى نواجه هذا الوضع الصعب الذي يمر به شعبنا. لذا فان مثل هذه التصريحات لا تخدم هذا الهدف».

لكن مهنا قال ايضا انه «ورغم قناعتنا بضرورة تثيبت وتعزيز المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني فان الامر يستوجب الاسراع في اصلاح المنظمة وفق ما تم الاتفاق عليه والاجماع في القاهرة في عام 2005 ووثيقة الوفاق الوطني عام 2006».