محامية ابن الشيبة لـ«الشرق الأوسط»: عملنا أساسي لضمان العدالة وحماية موكلي قضائيا

الكوماندر سوزان لاشولييه رحبت بتعليق المحاكمات العسكرية وقالت إنها في صالح موكلها

الكوماندر سوزان لاشولييه («الشرق الاوسط»)
TT

رغم أن رمزي بن الشيبة أحد الخمسة الكبار في إطار المحاكمة العسكرية للمتهمين بتفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، ويواجه اتهامات خطيرة، فإنه انتقد محاميته الكوماندر سوزان لاشولييه في قاعة المحكمة العسكرية بغوانتانامو، بأنها مهتمة بالإعلام أكثر منه، ولا ترسل إليه أي مكاتبات، رغم محاولات من القاضي الكولونيل ستيف هانلي لإسكاته، لكي لا يضر بنفسه أمام المحكمة. إلا أن المحامية الكوماندر لاشولييه التي عملت في الكونغرس قبل أن تلتحق بالخدمة العسكرية عام 1994، لم تعلق كثيرا على انتقادات اليمني رمزي بن الشيبة، وقالت إنه يعاني من ظروف صحية خاصة، ومهمتها هي حمايته قضائيا. وأكدت كوماندر البحرية الأميركية لاشولييه أن موكلها يرفض لقاءها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت إنه على الرغم من طلبه أن يدافع عن نفسه في المحكمة، فإنها أعربت عن اعتقادها أنه قد لا يستطيع ذلك بسبب مستواه الثقافي، ومهمتها هي حمايته قضائيا، لأنه قد يضر بنفسه في قاعة المحكمة. واعتقل ابن الشيبة أحد أبرز المشتبه بضلوعهم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ضد الولايات المتحدة، في كراتشي بباكستان سبتمبر (أيلول) 2002. ورحبت الكوماندر لاشولييه بقرار الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بتعليق المحاكمات العسكرية في معتقل غوانتانامو بكوبا لمدة 120 يوما. وقالت إنها ستكون فرصة جيدة لمراجعة الحالة الصحية لرمزي بن الشيبة، إذ يتعين لقاء أطباء نفسانيين لإقرار حالته النفسية. وتدافع كوماندر البحرية لاشولييه أيضا عن المعتقل السوداني إبراهيم أحمد القوصي المعتقل في غوانتانامو. وتقول المحامية العسكرية سوزان لاشولييه: «لا يمكنني أن أكون إلا في صف الادعاء. إن الدفاع عن المتهمين عمل أساسي، والأضرار المترتبة على دستورنا ستشكل جراحا سيكون علينا تحملها خلال العقود المقبلة».

وأخذ نحو 700 رجل وامرأة من رجال القانون، منذ أن سمحت لهم المحكمة العليا بذلك في 2004، على عاتقهم، الدفاع عن المعتقلين من سجناء القاعدة وطالبان، وهم عشرات من الرجال المحتجزين منذ 2002 في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا دون محاكمة ودون توجيه أي اتهام إليهم. قالت الكوماندر لاشولييه لـ«الشرق الأوسط» خارج قاعة المحكمة العسكرية في غوانتانامو: «لدينا ماض مختلف. البعض يملك خبرة، ومحامون آخرون هم أساتذة في القانون، والبعض الآخر يعمل في مكاتب معروفة، لكن لدينا كلنا الهدف ذاته، وهو محاولة ضمان احترام بلادنا للأسس التي قامت عليها». ويتنوع محامو المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية بين مدنيين وعسكريين، وبين من يتقاضى أجرا ومن يعمل دون مقابل، إلا أنهم يجمعون على هدف واحد، هو العدالة للمعتقلين.

وانتقدت لاشولييه الإجراءات المشددة في غوانتانامو، مشيرة إلى أنها شعرت بالاختناق، وقالت: «كان هناك عدد هائل من القوانين والقيود، حتى بالنسبة إلينا نحن العسكريين». وذكرت أن العوائق وصلت إلى حد أن الوصول إلى غرفة أو جهاز كومبيوتر كان أمرا معقدا. وكان رمزي بن الشيبة الذي كانت أهليته العقلية محل طعن قانوني، قال في جلسة صاخبة الأسبوع الماضي: «لقد فعلنا ما فعلنا، ونحن فخورون بـ??سبتمبر (أيلول)»، وسيخضع ابن الشيبة لاختبار لتحديد ما إذا كانت صحته العقلية تسمح له بالدفاع عن نفسه. وحضر ابن الشيبة جلسة المحكمة العسكرية، وكان يرتدي لباسا أبيض، وغطى رأسه بطاقية سوداء، وبدا مرتاحا، وأمضى مع زملائه الأربعة الآخرين معظم فترة الجلسة في تبادل المزاح والرسائل. وحده رمزي بن الشيبة، الذي سينظر في حالته النفسية، كان مقيد القدمين إلى الأرض بسلسلة في قاعة الجلسة، قبل أن تزال في وقت لاحق بعد أن طلبت محاميته ذلك. وكان ابن الشيبة وخالد شيخ محمد مع ثلاثة متهمين آخرين، قد قالوا الشهر الماضي إنهم سيقرون بالتهم، ما يعني نظريا عقوبة الإعدام. وخلال جلسة سابقة الشهر الماضي أقر ثلاثة متهمين بأنهم «مذنبون» في القضية، وهم خالد شيخ محمد وعلي بن عبد العزيز علي ووليد بن عطاش، قبل أن يتراجعوا بسبب عدم السماح لرمزي بن الشيبة ومصطفى الهوساوي بالقيام بالأمر نفسه، بسبب حالتهم النفسية. وكانت سلطات المعسكر سمحت للخمسة الكبار في الشهور الماضية بعقد اجتماعات اتخذوا فيها قرار الاعتراف بالذنب. وقد اتهم ابن الشيبية، الذي كان مفترضا أن يكون أحد انتحاريي 11 سبتمبر (أيلول) ولكنه لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، «بتدريب الانتحاريين وتحويل أموال لهم». كما يُعتقد أن رمزي بن الشيبة أقام لفترة من الوقت في منزل واحد مع محمد عطا أحد قادة منفذي الهجمات. وحسب مصادر أميركية، فإن رمزي بن الشيبة أصبح من أبرز عناصر خلية لتنظيم القاعدة في مدينة هامبورغ الألمانية، بعدما طلب اللجوء إليها في أواخر التسعينات، وواصل دراسات جامعية هناك. ويقول المسؤولون الأميركيون إن رمزي بن الشيبة التقى في 1997 محمد عطا زعيم خلية هامبورغ، واثنين آخرين من المجموعة التي اختطفت طائرات 11 سبتمبر (أيلول)، وهما مروان الشهري وزياد الجراح. وبعد عامين، توجه الأربعة إلى أفغانستان حيث التقوا بن لادن. وقالت مصادر أميركية إن بن الشيبة كان طالبا في هامبورغ عندما التقى في أحد المساجد في 1997 محمد عطا زعيم الانتحاريين في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وفي أفغانستان التقيا أسامة بن لادن الذي كان يبحث عن متطوعين مستعدين لتنفيذ عملية انتحارية، وعلى دراية كافية بالغرب، للتمكن من تلقي دروس في الطيران وتنفيذ العملية الانتحارية، دون أن يتم كشفهم. وبقي ابن الشيبة في ألمانيا بعد رفض السفارة الأميركية منحه تأشيرة دخول، وتحول إلى صلة وصل بين الانتحاريين في الولايات المتحدة وقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان، التي توجه إليها قبيل الاعتداءات. وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان، لجأ ابن الشيبة إلى باكستان، حيث تولى، بناء على أوامر خالد شيخ محمد الذي أصبح زعيم عمليات القاعدة، العمل على التحضير لاعتداء ضد مطار هيثرو اللندني، لم يتم تنفيذه. وفي 11 سبتمبر (أيلول) 2002، وبينما كان نائما في شقة في إحدى ضواحي كراتشي الراقية، اقتحمت الشرطة الباكستانية الشقة ليسلم نفسه دون مقاومة. وفور اعتقاله سلمت إسلام آباد ابن الشيبة إلى الأميركيين الذين اعتقلوه لسنوات في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مكان ما في العالم، قبل أن ينقل في سبتمبر (أيلول) 2006 إلى قاعدة غوانتانامو في كوبا.