باكستان: مسلحون يخطفون مسؤولا أميركيا في مفوضية اللاجئين

إثر معركة بالأسلحة النارية أدت إلى مقتل سائقه بمدينة كويتا الحدودية

TT

اختطف مسلحون مجهولون صبيحة أمس، مسؤولا بارزا في الأمم المتحدة من مدينة كويتا الحدودية، وقتلوا سائقه هاشم رضا في معركة بالأسلحة النارية. ويعمل المسؤول البارز جون سوليكي مديرا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة (والمعروفة اختصارا بـUNHCR) في كويتا، وتم اختطافه الساعة 8:30 صباح أمس لدى توجهه إلى مكتبه بالمدينة. وقد أشار أحد المسؤولين في الشرطة، إلى أن معركة بالأسلحة النارية سبقت عملية اختطاف مسؤول الأمم المتحدة، وأودت بحياة سائقه هاشم رضا. وذكر البيان الصادر عن المركز الإعلامي للأمم المتحدة بمدينة كويتا: «إن الأمم المتحدة في الجمهورية الإسلامية الباكستانية تعرب عن عظيم الصدمة والفزع اللذين شعر بهما مجتمع الأمم المتحدة ككل، جراء مقتل سيد هاشم رضا السائق لدى المفوضية العليا للاجئين، واختطاف جون سوليكي رئيس مكتب المفوضية في كويتا». يذكر أن سوليكي يحمل الجنسية الأميركية، ويعمل في منصب المدير الإقليمي لمكتب المفوضية العليا في كويتا طوال العامين الماضيين. وحسبما أفاد شاهد عيان، فقد أوقف إطلاق النيران السيارة اللاند كروزر التي كان سوليكي موجودا بها في وسط مدينة كويتا، وأضاف أن الخاطفين استغرقوا أقل من دقيقتين لنقل الرجل «الأجنبي» إلى السيارة الأخرى التي يستقلونها، والهرب.

وصرح هامويان جوغزاي رئيس الشرطة للصحافيين في كويتا بأن الشرطة والأجهزة الاستخباراتية تسعى لحل لغز القضية، والتوصل إلى المكان الذي يخبئ فيه الخاطفون سوليكي. وأفاد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي: «أن الحكومة الباكستانية تشرع في اتخاذ جميع التدابير الضرورية لتأمين واستعادة سوليكي سريعا». كما أدان مخدوم شاه محمود قرشي - وزير الخارجية - أيضا حادث اختطاف جون سوليكي - مدير مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في كويتا - صباح أمس بشدة. ولم يعلن أحد حتى الآن مسؤوليته عن حادث الاختطاف. ومن ناحية أخرى، أعلن مسؤولو الشرطة المحلية أن مدينة كويتا بعيدة كل البعد عن أن تكون مرتعا للتطرف الإسلامي في المناطق القبلية الباكستانية. وتجدر الإشارة إلى أن كويتا تتاخم محافظة بلوشستان المفعمة بالقلاقل، إثر محاربة الجماعات الانفصالية البلوشية للحصول على الاستقلال الإقليمي. وصرح مسؤول آخر في الشرطة الباكستانية بأن السلطات عززت إجراءات الأمن في نقطة العبور الرئيسية إلى أفغانستان عند بلدة تشامان الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال غربي كويتا وفي نقاط أخرى على طول الحدود لمنع الخاطفين من نقل الرهينة إلى أفغانستان. وتزايدت حوادث الخطف في باكستان خلال العام المنصرم، خاصة في المناطق الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان، حيث خطف متشددون إسلاميون عددا من الأجانب.

ويعتقد أن رجال قبائل متشددين هم الذين خطفوا مهندسا صينيا ومهندسا بولنديا واثنين من الدبلوماسيين الأفغان. وخطف الأربعة من شمال غربي باكستان منذ عدة أشهر وما زالوا محتجزين. وكويتا هي عاصمة إقليم بلوخستان المتاخم لأفغانستان وإيران. وينشط في المنطقة مقاتلو طالبان وأيضا انفصاليون من بلوخستان، وهو إقليم يقدم فيه مسؤولو مفوضية الأمم المتحدة مساعدات للاجئين الأفغان.