«فارك» الكولومبية تطلق سراح 4 رهائن في عملية معقدة

في حين يبدو أي تفاوض بين المتمردين والحكومة بعيد المنال

أحد الرهائن المحررين يحتفي بالافراج عنه (إ.ب .أ)
TT

أطلق متمردو القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك) سراح أربع رهائن في العملية الأولى من ثلاث عمليات لإطلاق سراح رهائن من المزمع تنفيذها هذا الأسبوع، لكن العملية تعقدت بسبب تفجير نفذه المتمردون واتهامات بشأن مضايقات من الجيش خلال عملية التسليم.

وتوجهت طائرة هليكوبتر برازيلية تحمل وفداً من الصليب الأحمر ولجنة برئاسة سيناتور يسارية إلى الأدغال في جنوب كولومبيا لتسلم ثلاثة من ضباط الشرطة وجندي ونقلهم إلى مدينة جنوبي بوغوتا.

وأثارت عمليات تسليم الرهائن تكهنات بأن الحركة المتمردة ستطلق سراح المزيد من الرهائن لتكتسب قوة سياسية لأقدم حركة تمرد في أميركا اللاتينية. لكن المفاوضات مع الحكومة ما زالت تبدو بعيدة المنال، إذ يتمسك كل جانب بمطالبه لقبول المحادثات.

وبعد ساعات من إطلاق سراح الرهائن الأربع انفجرت سيارة ملغومة خارج مكتب شرطة في كالي مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة على الأقل في هجوم ألقت السلطات باللوم فيه على جماعة فارك.

وبعد وقت قصير من الانفجار علق الرئيس الفارو أوريبي إشراك اللجنة التي تقودها السيناتور اليسارية بيداد كوردوبا التي ساعدت في التوسط لإطلاق سراح رهائن في السابق. ووقع الانفجار، الذي يمكن أن يعقّد إطلاق سراح الرهائن المتبقين، في أعقاب تصريحات لأعضاء باللجنة المدنية التي ترأسها كوردوبا بأن إطلاق سراح الرهائن أول من أمس تأجل بسبب عمليات عسكرية.

ونفت الحكومة ذلك على الرغم من أن أوريبي أقر بأن طائرات عسكرية حلقت فوق المنطقة التي جرى فيها إطلاق سراح الرهائن. وقال أوريبي في بوغوتا «لا يمكن أن تسمح الحكومة للإرهابيين بأن يواصلوا التسبب في آلام للرهائن وأسرهم» مضيفاً أنه «لن يسمح سوى للصليب الأحمر وطائرات الهليكوبتر البرازيلية بالمشاركة في عمليات إطلاق سراح الرهائن المتبقين».

وكان الجيش قال في وقت سابق إنه سيعلق العمليات في المنطقة لضمان السلامة في عملية تسليم الرهائن. واضطر متمردو فارك التي كانت يوماً ما جيشاً قوياً يضم 17 ألف شخص يسيطر على مساحات واسعة من كولومبيا للتراجع إلى الجبال النائية والأدغال بعد أن أرسل أوريبي قوات لاستعادة السيطرة وسحق حركتهم المسلحة المستمرة منذ أربعة عقود من الزمان.

ومنيت فارك بعدة نكسات العام الماضي من بينها وفاة ثلاثة من كبار قادتها وهروب بعض المقاتلين من صفوفها وإنقاذ مجموعة من الرهائن البارزين الذين كانت تحتجزهم وتأمل في استخدامهم كأوراق للمساومة.

وطالب المتمردون أوريبي بوقف العمليات العسكرية في منطقة واعتبارها ملاذاً آمناً لضمان المفاوضات مع الحكومة بشأن تبادل نحو 20 رهينة سياسية كخطوة أولى نحو مفاوضات السلام.

وبينما انحسر العنف في المدن، ما زالت فارك تمثل قوة في مناطق ريفية، وجود الدولة ضعيف بها، وتحصل على تمويل ضخم من تجارة الكوكايين الواسعة في كولومبيا. وتعتقد السلطات أن خطة لابتزاز المال من قبل فارك يلقى باللوم عليها في قنبلة قتلت شخصين في العاصمة هذا الشهر.

ويرفض أوريبي شروط المتمردين لوقف العمليات المسلحة قائلا إن ذلك سيسمح للمتمردين بإعادة تنظيم صفوفهم. لكنه عرض ملاذا أقل مساحة تحت مراقبة دولية. ويتشكك بعض المحللين بشأن إطلاق فارك سراح الرهائن. وقال الفريدو رانجل من مؤسسة الأمن والديمقراطية البحثية ومقرها بوغوتا «إنها خطوة دون جدوى من قبل فارك لمحاولة استعادة الساحة السياسية التي فقدتها».

وأضاف «نحتاج لرؤية بعض المؤشرات على أنهم سيتخلون عن الخطف ويسعون لهدنة غير مشروطة وعدم المطالبة بوقف العمليات المسلحة.. وحتى نرى ذلك فإننا ننتهج الموقف نفسه».

وكان رئيس بلدية كالي (500 كلم جنوب غرب بوغوتا) أعلن أن اعتداء نُسب إلى متمردي القوات الثورية المسلحة الكولومبية أسفر مساء أول من أمس عن سقوط قتيل وأربعة جرحى قرب مقر الشرطة في المدينة.

وكان رئيس البلدية إيفان اوسبينا أوضح لإذاعة كراكول أن «أربعة من عناصر الشرطة جرحوا. الحي غارق في الظلام والانفجار كان قوياً جداً». وأوضح رئيس البلدية بعد ذلك أن الهجوم أسفر عن سقوط قتيل «هو الشخص الذي وضع المتفجرات على ما يبدو» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع أن الهجوم نفذ بسيارة مفخخة وأدى إلى إصابة شرطيين اثنين ومدنيين اثنين بجروح.

وعبر رئيس البلدية عن أسفه لأن «الإرهاب ضرب مدينتنا في وسط كالي حيث لدينا مكاتب إدارية وأرشيف قواتنا الأمنية»، مؤكداً أن الاعتداء استهدف مركزاً للشرطة. ونسب قائد شرطة المدينة الجنرال غوستافو ريكوتي الهجوم إلى متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (ماركسية).

ودمر الانفجار واجهة المبنى الواقع على بعد خطوات عن قصر العدل الذي استهدفه هجوم مماثل في أغسطس (آب) الماضي.