نتنياهو: حكومتي ستعمل على تحطيم حماس.. وأولمرت وباراك واثقان من التوصل لتهدئة

ردا على إطلاق صاروخ «غراد» على عسقلان

فلسطينيات ينتظرن دورهن لشراء غاز للطهي في بلدة بيت لاهيا شمال غزة امس (إ ب أ)
TT

في تصعيد جديد لحمى المعركة الانتخابية في إسرائيل، استغل رئيس حزب الليكود المعارض، بنيامين نتنياهو، سقوط صاروخ من طراز «غراد» على مدينة عسقلان في الجنوب وغضب المواطنين هناك، ليهاجم الحكومة ويتهمها ببث الضعف أمام حركة حماس وبقية التنظيمات الفلسطينية المسلحة، وأعلن من هناك أن الحكومة التي سيشكلها في حال فوزه برئاسة الحكومة سوف تعمل على تحطيم «حماس».

وأطلق صاروخ من طراز «غراد» فلسطيني من قطاع غزة وسقط في مدينة عسقلان، فزاد من التوتر الكبير في قطاع غزة في أعقاب التهديد الإسرائيلي بالرد على استمرار إطلاق الصواريخ بصورة قوية وغير متكافئة.

وتعتبر عسقلان أعمق نقطة يصلها صاروخ من غزة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 يناير (كانون الثاني). وأعلن فصيل فلسطيني غير معروف باسم «كتائب حزب الله الفلسطينية» مسؤوليته عن إطلاق صاروخ من طراز «الرضوان» تجاه منطقة النقب الغربي. وقال ناطق عسكري إسرائيلي، إن الصاروخ سبب أضرارا وتسبب بشريا بإصابة ثلاثة مواطنين بالصدمة النفسية، رغم انه سقط في ساحة عامة في المدينة. وردا على ذلك أرسل الجيش الإسرائيلي طائراته لقصف عدة مواقع في قطاع غزة، خصوصا في المنطقة الجنوبية، بعد أن وزع على المواطنين في رفح منشورات تنصحهم بمغادرة بيوتهم فورا. وعقب وزير الدفاع، إيهود باراك، على ذلك بالقول إن الجيش يلمس بوضوح رغبة لدى حماس في التراجع عن سياستها وقبولها التهدئة. وأنها بدأت تستوعب الدرس من الحرب الأخيرة. ولكنها لم تنضبط بعد كما يجب. وأضاف «إذا كانت تدعي في الأيام الأخيرة أنها لا تقف وراء إطلاق الصواريخ، فهذه المرة التي يطلق فيها صاروخ من طراز «غراد»، وهي أكثر التنظيمات الفلسطينية التي تمتلك هذا النوع من الصواريخ. وفي كل الأحوال هي الحاكمة في غزة وهي التي تتحمل مسؤولية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وفي كل مرة سنجعلها تدفع الثمن، حتى تضع حدا لتسيب رجالها أو رجال التنظيمات الأخرى».

وقال باراك إنه لا يستبعد «اضطرار» الجيش الإسرائيلي للقيام بحرب على قطاع غزة تكون أوسع وأقسى من الحرب الأخيرة، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن كل الإشارات تدل على أن وقف إطلاق النار سيكون قريبا جدا ولفترة طويلة جدا.

من جهة ثانية طمأن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، بأن التهدئة قريبة. ولكنه ساهم أيضا في التهديدات. واختار لذلك آخر زيارة ميدانية يقوم بها كرئيس حكومة قبيل الانتخابات، في مدينة عكا. والتقى الصحافيين وهو يقف على رأس تلة نابليون، وهي التلة التي اشتهرت بوقوف القائد الفرنسي نابليون بونابرت، على قمتها، عندما عجز عن اقتحام المدينة بعد محاصرتها طويلا، فقذف بقبعته نحو أسوار عكا على أمل أن تتجاوزها وقال: «لم أدخل عكا، ولكن قبعتي ستدخلها بدلا مني». وقال أولمرت «إن أطرافا عديدة على اتصال مع حماس، تؤكد أنها راغبة في وقف إطلاق النار. ونحن معنيون بذلك، ولكن هناك واقعا لا نستطيع تكذيبه وهو أن الصواريخ ما زالت تسقط على بلداتنا، ولذلك فقد أعطينا الجيش أوامر واضحة بأن يرد الصاع صاعين وبلا أي تكافؤ على هذه الصواريخ». لكن تهديدات أولمرت وباراك اصطدمت بغضب ومرارة سكان الجنوب، الذين يقتنعون بما يقوله اليمين المعارض من أن الحرب على غزة توقفت قبل أوانها وأنه كان على الجيش أن يواصل عملياته الحربية بقوة حتى يفرض على حماس الخضوع. وبعد ساعات قليلة من سقوط صاروخ غراد في عسقلان، وصل نتنياهو إلى موقع سقوط الصاروخ وطالب بإسقاط سلطة حماس، وأضاف «لا يمكن أن يستمر الإسرائيليون بالاعتماد على الحظ ولا على حكومة كاديما». وتابع القول «سبب سياسة الحكومة خلال الفترة السابقة أوصلنا لهذا الوضع». وأكد نتنياهو «أن الحل الوحيد بات معروفا وهو القضاء على سلطة حماس في قطاع غزة وفقط حكومة يقف على رأسها الليكود قادرة على القيام بذلك».

وأكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي قادر على تحطيم حماس وإخضاعها، في ما لو تلقى الأوامر الواضحة بذلك. وأن المشكلة اليوم حسب نتنياهو هي أن حماس تدرك أن الحكومة الإسرائيلية استعجلت في الانسحاب لأنها تخاف من مصير مشابه لمصير الحرب التي أدارتها في سنة 2006 (حرب لبنان الثانية).

وأثناء زيارته لعسقلان اقتربت منه امرأة وقالت له وهي تبكي، «لا يمكن استمرار هذه الحياة بسبب إطلاق الصواريخ، أنا لا أغادر البيت ويجب أن أبقى عند طفلي الصغير ويذهب ابني إلى مدرسة غير محصنة وهذا الأمر بات لا يطاق». ووعدها نتنياهو بالتغيير.

وطالب رئيس بلدية عسقلان بني فاكنين، بعدم إعطاء لما سماهم بالمخربين، الفرصة للتأثير على حياة السكان واستمرار التعليم كالمعتاد. وقال سكان في عسقلان أن صفارات الإنذار أيقظتهم حوالي الساعة السابعة صباحا، وبعد وقت قصير سقط صاروخ «غراد» روسي الصنع في منطقة مفتوحة وسط المدينة. وأضاف رئيس بلدية عسقلان، للإذاعة الإسرائيلية، إن «صاروخ «غراد» سقط في قلب منطقة سكنية، ولحسن الحظ انفجر في منطقة مفتوحة».

وكانت لجنة أولياء الأمور في المدارس في عسقلان أعلنت تعليق الدراسة في أعقاب سقوط الصواريخ. وقال رئيس اللجنة، يانون جبلي، بأنه أوعز للأولياء بعدم إرسال أبنائهم للمدارس وروضات الأطفال. وأضاف أن اللجنة ستلتئم لتقييم الأمور فيما يتعلق بالأيام القادمة. وفي السياق نفسه، كشف النقاب عن أن إسرائيل توجهت إلى الأمم المتحدة بطلب أن يسمح لها بتفتيش سفن يشتبه بأنها تحمل السلاح لحركة حماس أو لحزب الله، عبر البحر. وقال ناطق بلسان الحكومة إن هذا الطلب يأتي في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر نقل الأسلحة إلى حماس. وأضاف: «ضبط السفينة القبرصية في الأسبوع الماضي يؤكد أن البحار مليئة بسفن الأسلحة ويحتاج الأمر إلى جهد خاص ومن دول عديدة لمراقبتها ومنعها من خرق القرارات الدولية. وستتوجه إسرائيل أيضا إلى دول الاتحاد الأوروبي ودول حلف شمالي الأطلسي بطلب مشابه. وسيحضر مسؤول أمني إسرائيلي جلسات لقاء كوبنهاجن، اليوم، الذي يتباحث فيه الخبراء الأميركيون والأوروبيون في سبل مكافحة تهريب الأسلحة إلى حماس.