أبو مازن: مستعدون للتعاون مع من يختاره الإسرائيليون.. ولا نريد العودة لنقطة الصفر

كوشنير: فرنسا تتولى إعادة بناء وتجهيز مستشفى الشفاء في غزة

TT

كان مجمل الوضع الفلسطيني وخصوصاً الإنساني في غزة والمحاولات الجارية، بما فيها الوساطة المصرية من أجل تثبيت الهدنة والوصول إلى المصالحة الفلسطينية وشروطها، وتقويم الجهود المبذولة بما في ذلك جولة المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل موضع عرض وافٍ في لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والوزير الفرنسي برنار كوشنير ومعاونيهما في اليوم الثاني والأخير من زيارته لباريس.

وسينتقل أبو مازن اليوم إلى ستراسبورغ، حيث يلقي كلمة في البرلمان الأوروبي. وفي اليوم التالي يصل أبو مازن إلى العاصمة البريطانية لندن للقاء رئيس وزرائها غوردون براون.

وفي حديث مختصر للصحافة، بعد اللقاء، عرض أبو مازن رؤيته للخروج من المأزق ونظرته للمسارات المحتملة التي رأى أن المصالحة الفلسطينية هي شرطها الأول والرئيس، وهو ما يتوافق مع النظرة الفرنسية ويتلاءم مع الطرح المصري. وقال أبو مازن إنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة بوساطة مصرية، فإن الخطوة التالية ستكون «لقاءات المصالحة الوطنية الفلسطينية» التي أكد أنها ستبنى على مبدأين اثنين: إقامة حكومة وحدة وطنية «لا تأتي بالحصار» و«تلتزم الشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة». أما وظيفة الحكومة الجديدة فهي مزدوجة: إعادة البناء من جهة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة الغربية وغزة. وتبدو الجملة المركزية في كلام أبو مازن هي إشارته إلى ضرورة ألا يعني تشكيل الحكومة الجديدة العودة إلى الوضع السابق الذي تبع تشكيل حكومة إسماعيل هنية. وفي هذا السياق، تتبنى باريس داخل الاتحاد الأوروبي توجهاً يدعو إلى قبول حكومة تضم وزراء من حماس أو مقربين منها شرط التزامها بمسار السلام. غير أن السؤال الذي رفض المسؤولون الفرنسيون الإجابة عنه بدقة يتمثل في موقف واشنطن من حكومة كهذه وعن مدى استعدادها للتعاون معها أو على الأقل امتناعها عن وضع العصي في دواليبها. وحصر أبو مازن عملية إعادة الإعمار التي تثير إشكالات بين السلطة وحماس بالحكومة الجديدة. أما العقدة الثانية على درب العودة إلى المسار السياسي فتتمثل في الانتخابات الإسرائيلية. وتحاشى أبو مازن الحديث عنها مباشرة حتى لا يتهم بالتدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، معلناً استعداده للتعاون مع «من يختاره الشعب الإسرائيلي». لكن أبو مازن وفي إشارة ضمنية إلى احتمال وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة حرص على القول إنه يتمنى ألا «تعود المفاوضات إلى نقطة الصفر» خصوصاً أنها «حققت تفاهمات بحيث بدأنا نعرف ماذا يريد الإسرائيليون بالضبط ويعرف الإسرائيليون ماذا نريد نحن».

وفي الإطار العام وشرط تحقيق المصالحة الفلسطينية أي التغلب على عقدة حماس وهو ما لا يبدو أنه الأمر الأسهل، رأى أبو مازن أن الإطار العام مع «إدارة أميركية جاهزة للعمل» وقيام حكومة إسرائيلية في الأسابيع المقبلة، أصبح جاهزاً للعودة إلى المسار السياسي. وفي هذا السياق، قال كوشنير إن من المهم العودة إلى المفاوضات «مع أنابوليس أو من غير أنابوليس». وبحسب باريس، فإن المفاوضات التي تبعت مسار أنابوليس في نوفمبر «تشرين الثاني 2007 «لم تؤد الغرض المطلوب» مما يعني أنه يتعين البحث عن إطار أفضل. وهنا يدخل المقترح الفرنسي الداعي إلى عقد مؤتمر دولي على الخط. لكن المجهول الأكبر هو الموقفان الإسرائيلي والأميركي من المقترح الفرنسي.

وفي السياق الإنساني، أعلن كوشنير أن فرنسا ستتولى إعادة بناء وتجهيز مستشفى القدس الذي دمرته إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة. وعانت فرنسا في الأيام الماضية من العرقلة الإسرائيلية التي أعاقت إيصال المساعدات إلى غزة ومنها منعها من إيصال محطة لتنقية مياه. واحتجت باريس رسمياً على ذلك ووصفت الشروحات التي قدمتها إسرائيل بأنها «غير مقنعة» مما اضطر باريس إلى استرجاع المحطة المذكورة.