ليفني تشكو أمرها للنساء الإسرائيليات: الشوفينية الرجالية تحاربني لأنني امرأة

المتدينون اليهود يشوهون صورة ليفني في إعلان انتخابي

صورة انتخابية للفيني في القدس لطخها المتدينون امس ( ا ب)
TT

باشرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، منذ أمس، إدارة حملتها الانتخابية في باب غير متوقع، هو باب «الأنوثة». وجاءت الطلقة الأولى في هذه الحملة، بخطاب ناري ألقته أمام مجموعة من النساء في مدينة هرتسليا الساحلية الواقعة شمال تل أبيب، قالت فيه إن منافسيها على رئاسة الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الليكود المعارض، وإيهود باراك، وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، وثلة من مديري معركتهما الانتخابية من الرجال يديرون المعركة ضدها بالاستناد إلى «الشوفينية الرجالية». وإنهم يحاولون الطعن فيها لكونها امرأة.

وجاءت هذه الحملة إثر نشر نتائج استطلاع رأي تقول إن 58% من الإسرائيليين ما زالوا مترددين، وأنه على الرغم من الاقتراب من موعد الانتخابات المقررة ليوم الثلاثاء المقبل، فإن 58% منهم لم يقرر بعد بشكل نهائي لمن سيصوتون، وأن 40% قال إنهم سيقررون بشكل نهائي فقط في اليوم الأخير قبل التصويت. ومن تحليل لهذه النتائج اتضح أن غالبية المترددين هم من الإناث. ومن تحليل لنتائج التصويت بين الإناث عموما، اتضح أن نتنياهو يحظى بأكبر شعبية بينهن، ثم إيهود باراك، وفقط في المكان الثالث تأتي ليفني التي تحظى بالمرتبة الثانية بعد نتنياهو عند الرجال.

وقالت ليفني في خطابها، الليلة قبل الماضية، إنها تلاحظ أن السياسيين الإسرائيليين يحاربونها منذ اختيارها قائمة بأعمال رئيس الوزراء، في سنة 2006، بمن في ذلك زملاء لها في الحكومة. وحاولت إبراز دورها كشريكة في إدارة الحربين الأخيرتين، لتثبت أنها لا تقل «رجولة» عن الرجال في قيادة الحروب فقالت: «لقد كان صعبا على الكثيرين أن يروني بالقرب منهم على طاولة صنع القرار، خاصة أنني كنت وراء القرار بضرورة محاربة حماس ورفض أي اتفاق معها، وما زلت أصر على الرد بقسوة وبأسلوب غير متكافئ على كل صاروخ».

وتطرقت ليفني إلى شعارين انتخابيين يستهدفان أنوثتها، الأول يطرحه الليكود ويقول «رئاسة الوزراء كبيرة عليها»، والثاني يطرحه حزب العمل ويقول فيه «كيف لمن لم يمسك السلاح في حياته مثل «تسيبورا» أن يكون رئيس حكومة». وإطلاق اسم «تسيبورا» على ليفني لم يأت صدفة، فهذا هو اسم الفتاة في قصص الأطفال الإسرائيلية. وقالت ليفني: «واضح أنهما يريدان زعزعة شرعية انتخابي لرئاسة الحكومة لكوني امرأة، وأن قرارا بالإجماع صدر عن هذين الحزبين لمنع انتخاب امرأة».

ولكن ليفني لم تخفف من هجومها على باراك ونتنياهو ورجالهما، بل قالت إنها تأسف عندما ترى أن نساء كثيرات في إسرائيل لا يقفن إلى جانبها في هذه المعركة، خاصة بين المرشحات في اللوائح الانتخابية المختلفة.

الى ذلك تقدم حزب «كديما» الحاكم في إسرائيل بشكوى إلى الشرطة بسبب تشويه صور رئيسته المرشحة لرئاسة الحكومة، تسيبي ليفني، في الملصقات الانتخابية في مدينة القدس الغربية. وعرض حزب «كديما» نماذج من هذه الصور ويبدو فيها إعلان انتخابي كبير لحزب العمل، تظهر فيه صور المتنافسين الثلاثة على رئاسة الحكومة، بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وليفني، وقد كتب تحتها «في لحظة الحقيقة، فقط باراك». وقد تم تشويه صورة لوجه ليفني وحدها بالدهان الأبيض. ويعتقد قادة «كديما» أن نشطاء الأحزاب الدينية المتزمتة هم الذين يقفون وراء هذا التلطيخ. فهم يكنون لها الكراهية بشكل خاص، بعد أن هاجمت الليكود على تحالفه مع هذه الأحزاب. وكانت الأحزاب الدينية اليهودية قد رفضت الائتلاف مع حزب «كديما» عندما تولت ليفني رئاسته. وحتى حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، الذي يشارك في الائتلاف حتى يومنا هذا، رفض الانضمام لحكومة برئاسة ليفني. ومع أنه وجد عدة حجج يتذرع بها لهذا القرار، إلا أن المقربين منه قالوا إن السبب الحقيقي هو أنها امرأة.