قمة سعودية ـ تركية تبحث جهود تحقيق الوحدة الفلسطينية والسلام العادل والشامل

تناولت تداعيات عدوان إسرائيل على غزة وآفاق التعاون بين البلدين

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله الرئيس التركي في الرياض أمس (أ. ب)
TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس التركي عبد الله غل، مجمل الأحداث في المنطقة، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وما خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومقدراته، وجهود البلدين في العمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وتطرقت جولة المباحثات الرسمية خلال الاجتماع الذي عقده الجانبان مساء أمس في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض، إلى الجهود العربية والإسلامية لتحقيق الوحدة الفلسطينية وأهمية الوصول إلى هذا الهدف. وشملت مباحثات الجانبين مجمل الأحداث على الساحة الدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في مختلف المجالات.

حضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وعبد الله أحمد زينل وزير التجارة والصناعة (الوزير المرافق)، والسفير الدكتور محمد رجاء الحسيني سفير السعودية لدى تركيا.

وحضرها من الجانب التركي وزير الدولة كورشاد توزمن، ووزير الدفاع الوطني وجدي جونول، ووزير المواصلات بنعلي يلدرم، وسفير تركيا لدى السعودية ناجي كورو، ووكيل وزارة الدفاع لشؤون الصناعات الدفاعية مراد بايار، ورئيس مستشاري رئاسة الوزراء أحمد داود أوغلو، ومساعد وكيل وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو.

وقبل بدء جولة المباحثات أقام خادم الحرمين الشريفين حفل استقبال رسمياً بقصره في الرياض للرئيس التركي والوفد المرافق له، وأقام له مأدبة عشاء حضرها الأمراء وكبار المسؤولين.

وكان الرئيس غل وصل في وقت سابق، في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية تستمر أربعة أيام، وتقدم خادم الحرمين الشريفين مستقبليه بمطار قاعدة الرياض الجوية مرحّباً به وحرمه في المملكة، كما كان في استقباله الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، وعبد الله أحمد زينل وزير التجارة والصناعة (الوزير المرافق)، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، والسفير الدكتور محمد الحسيني سفير السعودية لدى تركيا، والسفير التركي لدى المملكة ناجي كورو.

وبعد أن أجريت مراسم استقبال رسمية حيث عُزف السلامان الوطنيان للبلدين، واستعرضا حرس الشرف، صافح الرئيس الضيف مستقبليه، الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وأعضاء السفارة التركية في الرياض، فيما صافح خادم الحرمين الشريفين أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس التركي.

من جهة أخرى يستضيف مجلس الغرف السعودية اليوم الرئيس التركي عبد الله غل ووفداً كبيراً يضم 150 من المسؤولين ورجال الأعمال الأتراك في لقاء يجمعهم مع قطاع الأعمال السعودي لتفعيل فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها غل للسعودية، وأوضح الدكتور فهد السلطان أمين عام مجلس الغرف السعودية أن اللقاء يأتي في إطار رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، حيث إن حجم الوفد التركي ومستوى التمثيل الرفيع يعكس ما توليه تركيا من أهمية لعلاقاتها التجارية مع المملكة.

وبيّن السلطان لوكالة الأنباء السعودية أن من الموضوعات المطروحة على أجندة التعاون والنقاش ستكون مداولات بين الجانبين تركز على قطاعي العقارات والمقاولات، والمصارف والتمويل، وهما من القطاعات المهمة للتعاون، خاصة في هذا الوقت الذي تلقي فيه الأزمة الاقتصادية العالمية ظلالها على أداء هذين القطاعين.

وأشار الدكتور السلطان إلى أنه سيتم عقد لقاء بين الجانبين السعودي والتركي لمناقشة فرص التعاون والشراكة في قطاعي العقار والمقاولات، والمصارف والتمويل، بمشاركة اللجنة الوطنية للمقاولين واللجنة الوطنية العقارية بمجلس الغرف واتحاد المقاولين الأتراك، وسيلقي الرئيس التركي كلمة خلال جلسة غداء عمل ينظمها مجلس الغرف السعودية على شرفه والوفد المرافق له.

الجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا شهدت نمواً مطرداً خلال السنوات الأربع الماضية بفضل اهتمام ودعم قيادة البلدين، حيث زاد حجم واردات المملكة من تركيا إلى أكثر من الضعف تقريباً ليرتفع من 2.2 مليار ريال في عام 2004 إلى 4.7 مليار ريال في عام 2007. كما تضاعفت الصادرات السعودية إلى تركيا من 4.5 مليار ريال عام 2004 إلى نحو 8.8 مليار ريال. وتوجت مباحثات الجانبين بتوقيع إتفاقيتين في مجالي الرياضة والنقل البحري، وذلك بحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس عبد الله غل، حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الشباب والرياضة وقعها عن الجانب السعودي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ومن الجانب التركي وزير الدولة كورشاد توزمن، كما تم توقيع على اتفاقية أخرى في مجال النقل البحري وقعها عن الجانب السعودي الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، ومن الجانب التركي وزير المواصلات بنعلي يلدرم.