باكستان: عناصر من «القاعدة» تدمر جسرا في المناطق القبلية.. وتقطع الإمدادات عن قوات الناتو

إسلام آباد تعلن التعبئة في صفوف قواتها لمطاردة خاطفي الموظف الأميركي

رجال في منطقة القبائل يحملون أغراضهم على أكتافهم وهم يمرون بالقرب من الجسر الذي فجرته قوات تابعة لـ «القاعدة» بالقرب من معبر خيبر أمس (رويترز)
TT

أقدمت العناصر المسلحة في المناطق القبلية الباكستانية على تدمير جسر يقع بالقرب من ممر خيبر، ما تسبب في قطع الطريق الرئيسي للإمدادات الغذائية والوقود لقوات حلف الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان. ووقع تدمير الجسر الحديدي البالغ طوله 30 مترا، في منتصف الليل، على يد مسلحين موالين لتنظيم القاعدة، وتعطلت صور النقل الثقيل كافة على الجسر، بحسب ما أفاد مسؤول بارز بإدارة المناطق القبلية. واستخدم المسلحون متفجرات لتدمير الجسر الواقع على الطريق الرئيسي الرابط بين بيشاور ومدينة جلال آباد الأفغانية. وظلت مئات الشاحنات المحملة بإمداد الغذاء والطاقة من أجل قوات الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان عالقة على الجانب الباكستاني من الحدود. وصرح مسؤول بارز بإدارة المناطق القبلية بأنه: «من المتعذر إصلاح الجسر على الفور، وإنما ستستغرق أعمال الإصلاح بعض الوقت». وأشار مسؤولون حكوميون في بيشاور، إلى أن الحكومة أوكلت مسؤولية إنجاز إصلاح الجسر إلى مجموعة من المهندسين، بحيث ينتهون من مهمتهم بحلول مساء اليوم، بحيث يتم استئناف نقل الإمدادات إلى قوات حلف الناتو والولايات المتحدة في أفغانستان. ونوه المسؤولون إلى أن الجسر عبارة عن جسر حديدي قديم أنشئ خلال حقبة الاستعمار البريطاني لباكستان. والملاحظ أن العناصر المسلحة صعّدت هجماتها ضد طرق الإمدادات الخاصة بقوات الناتو منذ العام الماضي، سعيا لوقف الإمدادات المتجهة إلى هذه القوات ونظيرتها الأميركية في أفغانستان، من مواد غذائية ووقود. كما هاجم المسلحون الشاحنات المخصصة لنقل إمدادات الغذاء والوقود إلى قوات الحلف والقوات الأميركية المتمركزة بمحطات نقل في مدينة بيشاور. إلا أن هذه تعد المرة الأولى التي يدمر فيها المسلحون جسرا حيويا يربط بين بيشاور وجلال آباد الأفغانية. إلى ذلك، أكدت باكستان أمس، أنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة من أجل العثور على الموظف الأميركي الكبير في الأمم المتحدة، الذي خطف على مقربة من معاقل طالبان و«القاعدة»، من اعتقال مشتبه بهم، إلى تكثيف الدوريات وإغلاق الحدود مع أفغانستان. وأكد كمال شاه مدير أجهزة وزارة الداخلية، لوكالة الصحافة الفرنسية، عشية وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى باكستان، في زيارة مقررة منذ وقتٍ، أن «السلطات أعلنت التعبئة في صفوف الشرطة وأجهزة الاستخبارات وقوات الأمن، لمطاردة الخاطفين واستعادة موظف الأمم المتحدة سالما».

وقال شاه إن الحكومة أعطت السلطات المحلية في ولاية بلوشستان في جنوب البلاد، حيث خطف الأميركي، تعليمات تقضي بـ«وجوب العثور على جون سوليكي». وخُطف سوليكي رئيس مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في ولاية بلوشستان، صباح الاثنين في كويتا عاصمة الولاية، بأيدي مسلحين، أطلقوا النار على سيارته التي تحمل شعار الأمم المتحدة، وقتلوا سائقه. وفي غياب أي خيوط تشير إلى جهة محددة، قام المحققون بعمليات اعتقال في أي أوساط يمكن أن تقوم بعمليات خطف، على ما أفاد مصدر قريب جدا من التحقيق، لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال وزير خان ناظر الضابط في الشرطة في كويتا: «إننا نستجوب 15 أو 16 مشتبها به». وقال مسؤول كبير في الشرطة: «لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت عصابة إجرامية نفذت عملية الخطف أو متمردون من طالبان»، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن.