تهديد عون بقطع لسان ويد كل من ينتقده يواجه بردود تركز على طريقته في مخاطبة خصومه السياسيين

حمادة يسأله هل ينقل مذكرة الجلب السورية بحق جنبلاط؟

TT

قوبلت مواقف رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، النارية ضد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقيادات «14 آذار» وما حملته من تهديدات لهؤلاء، ومطالبته بمحاكمتهم، والتهجم على صحيفة «النهار»، بردود فعل شاجبة ومستغربة للطريقة التي يعتمدها في مخاطبة خصومه، ومذكرة بتاريخه في شن حروب التحرير والإلغاء التدميرية التي أصابت اللبنانيين عموما، والمسيحيين خاصة. ودعت من سمته «جنرال الهزائم العسكرية والحروب الدونكيشوتية» إلى الإقلاع عن هذه الأساليب التي لن تخيف أحدا.

وجاء الرد الأعنف من عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، إثر زيارته الرئيس السنيورة أمس، إذ قال: «مع احترامي للعماد ميشال عون، ألا يكفي جريدة «النهار» استشهاد مديرها (جبران تويني) وأحد أبرز محرريها (سمير قصير) وكل ما تعرضت له من محاولات تفجير وتكبيل وإفلاس خلال مرحلة الوصاية السورية؟ عذرا، ربما كلمة وصاية ستستدرجه إلى طلب المحاكمة. ثم أقول له إني لم أكن أعهده مبشرا بالمحاكم السورية». وذكَّره بأن النائب وليد جنبلاط وغيره من الشخصيات الوطنية اللبنانية «هم محل مذكرات جلب من قبل القضاء السوري أساسا». وقال: «نتمنى ألا يكون العماد هو أيضا ناقلا لهذه المذكرات. ونذكِّره أيضا بأن كتلته كانت بين الكتل التي تصدت في المجلس النيابي اللبناني لمحاولات القضاء السوري الادعاء على نواب لبنانيين. طبعا كان كل ذلك في زمن لم يعودوا يستذكرونه». وحول تهديد عون بقطع لسان ويد كل من ينتقده، دعاه حمادة إلى «التمهل». وقال: «نحن لسنا ممن تقطع ألسنتنا بسهولة ولا أيدينا. وتمنياتي ألا يظن أنه يستطيع أن يتصرف مع كل الشعب اللبناني كما تصرف مثلا مع مستقبليه الأوفياء الطيبين الذين جاءوا إلى مطار بيروت لاستقباله عند عودته من المنفى. فعلا، مهلا للغضب، وعودة إلى بعض سعة الفكر والقلب. وكما قيل: ابحث عن الانتخابات، يا عزيزي. وأنا أقول: ابحثوا عن المحكمة، يا أعزائي».

بدوره، حمل النائب أنطوان أندراوس (اللقاء الديمقراطي) بعنف على مواقف عون، ورأى أنها «تنم عن إفلاس سياسي، لا بل أكثر من ذلك، فقد بات واضحا أن هذا الرجل مصاب بملامح البارانويا، ويعيش في القرون الوسطى كحليفه في حروب التحرير والإلغاء الرئيس (العراقي الراحل) صدام حسين. هذه الحروب التي دمرت المسيحيين واللبنانيين. من هنا، فإن الأساليب التي ينتهجها عون الذي هرب من قصر بعبدا لدى أول طلقة رصاص، لا تخيفنا، مهما كانت تهديداته ونبرته الانفعالية». وقال: «أيها الجنرال الذي عودنا على الهزائم العسكرية والسياسية والحروب الدونكيشوتية، غريب أمرك أيها الجنرال المهزوم. تحدثنا عن التغيير والإصلاح والفساد، وأنت أول الفاسدين والمفسدين. تطالب بمحاكمة الشرفاء (بتهمة إساءة العلاقة مع سورية) وأنت أول من قال: «بدي كسّر (سأحطم) رأس حافظ الأسد. بالله عليك، أين هم المعتقلون والمخطوفون في السجون السورية؟ فلماذا لم يعودوا معك بعدما أكلت البرازق حتى شبعت، وتطالبنا بمحاكمة قيادات ورموز وطنية؟». وأضاف: «إذا كانت هناك من عدالة في التاريخ، فأول من يجب أن يحاكم هو أنت، فالذي يدمر مجتمعه ووطنه بحروب عبثية انهزامية يجب أن يحاكم أمام المسيحيين واللبنانيين».

واعتبر رئيس «التيار الشيعي الحر» الشيخ محمد الحاج حسن «أن المواقف التي تفوّه بها العماد عون غير مسؤولة». ودعا القضاء إلى «فتح ملفات فساده المالية وإحالته إلى المحاكمة». ولفت إلى أن عون «يتساهل في خطابه في استخدام أساليب التهديد والوعيد. ويبشرنا بقطع اليد واللسان». وسأله: «إذا كانت المدرسة الحريرية أزعجتك لأنها مدرسة تعليمية، فأي مدرسة ترغب بإدخالنا إليها؟ هل هي مدرسة التسلح والاجتياح وحرق الدواليب وقطع الطرق؟».

من جهة أخرى، رأت «الهيئة العليا للمكتب المركزي للتنسيق الوطني» أن «هناك أمر عمليات إيرانيا تم إبلاغه إلى حملة السلاح غير الشرعي في لبنان. وهذا ما يفسر تجديد التهديد بالانتقام لمقتل (القائد العسكري لحزب الله) عماد مغنية وإثارة موضوع الدبلوماسيين الإيرانيين». ودعت حزب الله إلى «فك ارتباطاته الخارجية الضاربة عرض الحائط بالوحدة الوطنية وبالسلم الأهلي، وأن ينصرف إلى العمل الذي يصب في مصلحة الوطن بشكل حصري». وحمَّلته مسبقا «مسؤولية أي إخلال بالأمن على الساحة اللبنانية، ومسؤولية التسبب في أي عدوان إسرائيلي على لبنان». وقالت: «كفى اللبنانيين ما تحملوه على يد هذا الحزب من مآس وويلات».