الحريري يدعو إلى «تنفيس الاحتقان» وحصر الخلافات في الأطر الديمقراطية

TT

دعا رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري إلى «الابتعاد عن التطرف السياسي». وحض رؤساء مجالس الطلبة المنتخبين في مختلف الجامعات في لبنان، على «تحمل مسؤولياتهم والانخراط في حوار بناء وموسع يشمل جميع التيارات والاتجاهات السياسية والالتقاء حول القواسم المشتركة التي توحد اللبنانيين وتحمي الوطن وتجنب كل عوامل التفرقة والانقسام التي تؤدي إلى إذكاء نار الخلافات وتضع لبنان في مهب الريح وتعرضه لأطماع وتدخلات الخارج». وقال: «إن لبنان عانى الكثير. ولا بد من اخذ العبر مما حصل وعدم الوقوع مجددا في براثن التقاتل والصراعات التي لم تؤد إلا إلى خراب الوطن وتضرر بنيه». وأضاف: أن «انتهاج الفكر المعتدل والتصرفات المسؤولة والابتعاد عن التطرف السياسي والديني يتيح المجال لكل طرف للتعبير عن رأيه بحرية وديمقراطية ويمهد الطريق لاستخلاص الأفكار البناءة لمختلف الأطراف، بما يؤدي إلى تفادي التصادم الذي نعيشه من وقت إلى آخر ونقل لبنان إلى مرحلة متقدمة». ورأى أن «الوطن مر بمراحل عديدة بعد الاستقلال وخلال مرحلة الوصاية السورية. ونحن الآن في مرحلة حكم أنفسنا بأنفسنا. وهذا يرتب علينا أعباء ومسؤوليات لاستخلاص العبر مما مررنا به والارتقاء إلى مرحلة نستطيع فيها قبول بعضنا البعض على أساس التنوع الذي يضم المجتمع اللبناني واستنادا إلى النظام الديمقراطي للدولة اللبنانية. فالخلل الذي يعيشه لبنان حاليا هو بسبب عدم ممارسة الديمقراطية وانقلاب البعض عليها. ولكن علينا أن ننفس الاحتقان الحاصل بيننا ونحصر خلافاتنا في الإطار الديمقراطي لان وقائع وأحداث السنوات الماضية والحرب الأهلية أظهرت انه لا يمكن لأي طرف مهما قوي إلغاء الآخر أو تهميشه». ودعا الحريري إلى المشاركة بكثافة في إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) الحالي. وقال: «إن أهالي بيروت معنيون جدا بهذا اليوم، خاصة بعد ما تعرضوا له خلال السنوات الماضية وفي 7 مايو (أيار). وكل ما حصل يجب ألا يدفعنا إلى اليأس بل إلى المزيد من العزم والقوة والإيمان في استكمال مسيرة الرئيس الشهيد وسائر شهداء ثورة الارز. ويجب ان نكون فخورين بأنفسنا لأننا، على رغم كل ما جرى، لم ننجر إلى أي نوع من الفتنة».

وعلى صعيد الانتخابات النيابية المقبلة، أكد أمس عضو كتلة حزب الله النائب علي عمار أن الحزب «سيخوض معركته النيابية مقعدا بمقعد سعيا إلى تشكيل مشهد أكثري ضامن للبنان والسلم الأهلي والاقتصادي والاجتماعي». وقال «إن الحزب ينظر إلى الانتخابات على أنها مفصلية هامة. وإن تحالفات الحزب كانت ثابتة وما زالت ولن تتبدل مهما كانت الظروف». وأشار إلى أن «ثمة أكثرية في لبنان سخرت لها إمكانات هائلة، من أمم متحدة ومجلس أمن وإمبراطوريات إعلامية. وسعت لأن تكون رأس حربة لإعدام المقاومة» مشدداً على أن «حزب الله لن يسمح بعد الآن لهذا الواقع بأن يمر». وقال: «لا يعنينا ما يتقاتل عليه لصوص الهيكل في الداخل، فمعركتنا هي معركة الجنرال ميشال عون الذي، لمجرد أنه التزم خيارا وطنيا جامعا هدفه نصرة لبنان، لبنان العيش المشترك والوفاق الوطني، بدأت الحرب عليه من كل حدب وصوب».

هذا، ورأى «اللقاء الوطني المسيحي» الذي يضم القيادات المسيحية في فريق الأقلية البرلمانية في إعلان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط المرشحين المسيحيين، تسمية أو ضمنا، في دائرة المتن الجنوبي رغم توضيح لاحق من حزبه (التقدمي الاشتراكي) على عادته بعد كل تصريح تأكيداً للرأي العام لما كنا نعرفه ونشكو منه. وهو هيمنة الثنائي الحريري - الجنبلاطي على قرار الموالاة. وشدد على أن «لبنان لن يقوم إلا على توازن حقيقي، إذ ولى زمن الهيمنة والاستئثار على قرار المسيحيين. وليس عند المسيحيين لا وال ولا متصرف على جنوبي جبل لبنان».