قائمة الـ 85 السعودية تكشف اتخاذ عناصر من «القاعدة» إيران مركزاً لتخطيط هجمات تستهدف السعودية والأردن

معلومات تكشف لـ«الشرق الأوسط» تورط مطلوب باغتيال ضابط أمني ووجود 41% منهم في مثلث إيران وباكستان وأفغانستان.. والقرعاوي أهم مقدمي التسهيلات والتسفير

TT

أعادت القائمة التي حملت أسماء 85 مطلوباً للجهات الأمنية السعودية، ملف علاقة «القاعدة» بإيران إلى الواجهة من جديد. وطبقاً لما حصلت عليه «الشرق الأوسط» من معلومات، فإن 35 سعودياً، أي ما يعادل 41 في المائة من الذين وردت أسماؤهم في القائمة، رجحت المعلومات بأن آخر مرة تم رصدهم فيها كانوا إما في الأراضي الإيرانية أو في المثلث الإيراني الأفغاني الباكستاني.

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة، أن عناصر القاعدة الموجودين في إيران، يخططون لضرب مصالح سعودية أو أردنية، كما أن بعضهم يعتزم العودة إلى الداخل لتنفيذ العملية بنفسه، فيما يعتزم البعض الآخر الانضمام إلى مجموعة المقاتلين الجدد المتواجدين على الأراضي اليمنية.

ويبرز اسم صالح القرعاوي، والمكنى بـ«نجم»، كواحد من أهم الأسماء التي تدير عمليات تنظيم القاعدة من الأراضي الإيرانية.

ويعتبر القرعاوي طبقاً للمعلومات المتوافرة عنه «من أهم مقدمي التسهيلات والدعم المالي والتزوير وتنسيق سفر عناصر ومطلوبين من التنظيم للخارج، إلى جانب علاقته السابقة بـ«أبو مصعب الزرقاوي» من خلال دعمه بالمال وإرسال ما يحتاجه من الأشخاص».

وتلقى صالح القرعاي، والذي يستخدم 14 اسماً حركياً في تنقلاته، تدريبات مكثفة في إيران، على استخدام الإلكترونيات في عمليات التفجير، وجعل من الأراضي الإيرانية مركزاً لعملياته، وقام بدور الوسيط بين قيادات التنظيم وأعضائه، وسعيه نحو جهود التنظيم في العراق ولبنان.

وعلى الصعيد المحلي، ساعد القرعاوي، والذي يتواجد في إيران منذ سبتمبر (أيلول) 2006، في نقل أحد الذين هربوا من سجن الملز، ومطلوبين آخرين إلى منطقة الجوف (شمال السعودية)، في إطار عملية تهريبهم للعراق، فيما نشط على صعيد العمل الخارجي بالترتيب لوصول متطرفين إلى لبنان لتدريبهم هناك، ومن ثم إرسالهم إلى السعودية لتنفيذ عمليات إرهابية.

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» عن مجموعة الـ35 الذين رُصدوا يتنقلون ما بين إيران وباكستان وأفغانستان، أن آخر التحاق للعناصر الجدد بجماعة «القاعدة» في الأراضي الإيرانية كان قبل 5 أشهر من الآن.

ومن تحليل القائمة المعلنة للمطلوبين يتضح أن الغالبية العظمى من قائمة الـ85، في العقد الثالث من أعمارهم، إذ إن ولاداتهم كانت في بحر الثمانينيات الميلادية.

وسلك السعوديون الذين انضموا تحت لواء «القاعدة» المتمركزة في إيران، دولا مختلفة، للوصول إلى هناك، بينها: البحرين، الإمارات، وقطر، إضافة إلى سورية. وترتبط بعض الأسماء التي تبحث عنها السعودية وتتواجد في المثلث الباكستاني الأفغاني الإيراني، أمثال المطلوب عادل فليح العنزي، بمنسقي سفر وأشخاص خطرين في إيران.

وتشير معلومات «الشرق الأوسط» إلى أن عبد الله العايد، الذي يعتقد تورطه في عملية اغتيال اللواء ناصر العثمان، وهو ضابط أمني سعودي كبير، موجود في إيران، وقد قدم إليها عبر الإمارات بواسطة وثائق مزورة، وهو نشط في إصدار الفتاوى التحريضية على التكفير والذهاب للخارج للمشاركة في القتال هناك والتجنيد وتقديم الدعم المالي لعناصر التنظيم.

ويبرز اسم محمد أبو الخير، الذي يستخدم 11 اسماً حركياً في تنقلاته في مناطق التوتر والصراع، ومن بين ابرز الذين تبحث السعودية عنهم، وهو يعتبر أحد الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وصهره في الوقت نفسه، كما تفيد المعلومات بأنه يرتبط بعلاقة مع رمزي بن الشيبة، أحد المتهمين في أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وعمل أبو الخير، والذي يستخدم ألقاباً وكنى كـ«أبو محجن، أبو عبد الله، عبد الحميد، مهند، الجداوي، عبد الله المكي، عبد اللطيف، لطفي، لطف، مهند الجداوي، عبد الله الحلبي»، كحلقة وصل في منتصف التسعينات وعام 2000 ما بين أفغانستان وإيران، ويعتقد أنه يتواجد في المثلث الباكستاني الأفغاني الإيراني.

ولبعض الأسماء المتواجدة في قائمة الـ85، ارتباط مباشر بأسامة بن لادن، أمثال طليحان المطيري، والذي سبق أن بايع زعيم «القاعدة»، وتدرب بعد ذلك على الأسلحة والمدافع ونصب الكمائن والاقتحام والانسحاب وحرب المدن وزراعة الألغام ورسم الخرائط واستخدام البوصلة والاتصالات واستخدام الدبابات بغرض تدريب كوادر التنظيم.

ويلاحظ، بحسب المعلومات، بروز رقعتين جغرافيتين كأمكنة وملاذات آمنة للتجنيد والتنسيق والاستقبال والتخطيط لعمليات «القاعدة»، وهي: إيران، واليمن. ويكمن الاختلاف بين هاتين الساحتين في كون الدولة اليمنية تخوض حرباً شرسة مع المجموعات الإرهابية، وتوجد بعض المناطق القبلية التي تكون فيها سلطة الدولة المركزية ليست محكمة تماماً، إضافة إلى وعورة التضاريس، بينما تتميز الساحة الإيرانية بوجود دولة مركزية وسلطة كاملة على الأرض الإيرانية، إضافة لعدم وجود حالة حرب واشتباك مع المجموعات الإرهابية المتواجدة على أراضيها.