موسكو تعرض الوساطة بين طهران وواشنطن.. والدول العظمى تشجع عرض أوباما

إيران ترفض دخول فريق رياضي أميركي والخارجية الأميركية تعتبره حادثا «محبطا»

TT

عرضت موسكو العمل كوسيط لفتح قنوات حوار مباشر بين واشنطن وطهران أمس، بينما عبرت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا عن ارتياحها لطرح الرئيس الأميركي باراك أوباما إمكانية الحوار المباشر. إلا أن العلاقات بين البلدين المتوترة تعثرت مجدداً أمس مع رفض طهران السماح لفريق رياضي أميركي من دخول أراضيها والمشاركة في مباراة دولية. وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف أمس في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «إذا طلب منا احد المساعدة في إقامة حوار مباشر (بين واشنطن وطهران)، فنحن مستعدون للمساهمة في إطلاق هذا الحوار». وتدارك ليقول: «ولكن، علي الإقرار بأن هذا الأمر لا يتوقف كثيرا علينا». ورحب ايفانوف بالإرادة الدبلوماسية التي أبداها أوباما، عبر إعلانه في يناير (كانون الثاني) ان الولايات المتحدة مستعدة لـ«مد اليد» الى ايران. وأضاف: «نؤيد تماما مثل هذه المفاوضات ونعتقد انها يمكن ان تحل قضايا تتصل بالبرنامج النووي الإيراني وجوانب أخرى متوترة في العلاقات الإيرانية الأميركية». وتابع إيفانوف أن من الضروري التفاوض مع إيران لحل النزاع في الشرق الأوسط وإرساء السلام في العراق وأفغانستان.

ومن المتوقع أن يشارك ايفانوف في مؤتمر الأمن في ميونخ نهاية الأسبوع، الذي يحضره كل من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني. ودارت تكهنات حول إمكانية إجراء لقاء بين المسؤولين أو أعضاء من الوفود المرافقة لهم خلال المؤتمر الذي يستمر من الجمعة إلى الأحد، إلا أن لاريجاني أكد أمس انه لن يتحاور مع الأميركيين الحاضرين هناك. وقال لاريجاني للصحافيين في تصريح نقلته قناة «بريس» الإيرانية إن «مساهمتي ستقتصر على مواضيع المؤتمر». وشاركت روسيا أمس في اجتماع الدول الست العظمى، ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لبحث الملف الإيراني. ولم يخرج الاجتماع بأي قرارات جديدة، وقالت القوى الكبرى انها ملتزمة بالتوصل الى حل دبلوماسي بشأن برنامج ايران النووي ورحبت بعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما اجراء حوار مباشر مع طهران. وحثت الدول الست التي اجتمعت للمرة الاولى بشأن ايران منذ تولى أوباما منصبه في 20 يناير طهران على الامتثال الكامل لقرارات الأمم المتحدة التي تشمل وقف تخصيب اليورانيوم والتعاون مع تحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال بيان مشترك أصدرته الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ان المسؤولين «شددوا على التزامهم المشترك بحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية يقوم على استراتيجية المسار المزدوج». وكان الشركاء يشيرون الى نهج المسارين المتبع منذ أمد طويل ويقوم على استخدام الدبلوماسية مع التهديد بفرض عقوبات لحمل طهران على وضع حد لبرنامجها النووي.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول أوروبي شارك في المحادثات لكنه رفض نشر اسمه أن كل الشركاء الذين حضروا الاجتماع رحبوا بتغير نهج الولايات المتحدة. وقال: «ستكون هذه فترة مهمة نحن بصددها. انها بداية جديدة برغم أنها لا تزال تقوم على المسار المزدوج». واضاف ان الولايات المتحدة «لم تحضر هذا الاجتماع لتبلغنا ما هي سياستهم الجديدة وانما حضروا للتباحث بشأن أين نقف». وقال مسؤول آخر إن الاجتماع لم يتناول فرض عقوبات جديدة وان من المقرر عقد اجتماع جديد حالما تستكمل واشنطن عملية المراجعة ومن المرجح أن تستضيفه لندن في مارس (آذار) المقبل.

وشدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند على الطبيعة الملحة لموضوع التصدي للملف الإيراني. وقال خلال ندوة في لندن دون التعليق مباشرة على المحادثات في ألمانيا: «ينبغي ألا يهون أحد من حقيقة أن هذه قضية ملحة وليست قضية يمكن إرجاؤها ببساطة الى فترة ولاية ثانية لإدارة أوباما». وعلى الرغم من تعبير الدول الكبرى عن رغبتها في تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران من خلال إجراء مفاوضات مباشرة، تعثرت العلاقات بين البلدين مجدداً مع ضربة إيرانية لجهود «دبلوماسية الرياضة» التي تعول واشنطن الكثير عليها. ومنعت السلطات الإيرانية فريقا رياضيا نسائيا اميركيا من دخول أراضيها أمس، حيث اعلنت وزارة الخارجية الايرانية انها لم تصدر تأشيرات لدخول البلاد للمجموعة. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت يوم الاثنين ان ثماني لاعبات وأربعة مدربين واداريين سيزورون ايران في الفترة من الثالث وحتى التاسع من فبراير (شباط) الجاري للمشاركة في بطولة «الفجر الدولية». وكانت ستكون هذه هي أول مبادلة رياضية بين البلدين منذ تنصيب الرئيس أوباما وثاني زيارة لفريق اميركي رياضي لايران منذ اطلاق الخارجية الاميركية برنامجا لتسهيل «التبادل بين الشعبين الاميركي والايراني» بداية عام 2007. وقال حسن قشقاوي الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية ان الفريق الاميركي لن يتمكن من دخول البلاد، موضحاً: «عملية اصدار تأشيرات هي عادة عملية إضاعة وقت... هذه العملية لم تسمح بصدور التأشيرات».

وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود عن «الإحباط» لعدم مشاركة الفريق الاميركي، مؤكداً ان واشنطن قدمت جميع الأوراق المطلوبة للحصول على تأشيرة الدخول. واكد ان الفريق في طريق عودته الى الولايات المتحدة، من دون التعليق حول إذا كانت الدعوة الموجهة لفريق الريشة الإيراني للمشاركة في بطولة في الولايات المتحدة الصيف المقبل ما زالت قائمة.