باراك يطالب بعقوبات جديدة بعد إطلاق إيران قمرها الصناعي.. وأوروبا تحذر من خطورته

طهران شددت على أن الصاروخ محاولة لإخراج العلم من الظالمين

TT

طالب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، بفرض المزيد من العقوبات الدولية على إيران بعد إطلاقها أول قمر صناعي، أول من أمس. ووصف باراك الإطلاق بأنه «إنجاز تقني للإيرانيين» يثبت «القابلية الأمنية والعسكرية». وأضاف أن «هذا سبب آخر لتشديد المجتمع الدولي العقوبات ضد إيران وزيادتها». وحذرت جهات إسرائيلية رسمية وغير رسمية أوروبا من أنها أصبحت تحت مرمى القصف، والتأكيد على «ضرورة إبقاء الخيار العسكري مفتوحاً لوقف التسلح الإيراني النووي». وقال خبير نووي وجنرال سابق في الجيش الإسرائيلي إن «إسرائيل قادرة وحدها على قصف المفاعل النووي في إيران».

وكان وزير الدفاع، إيهود باراك، قد عقد جلسة مشاورات خاصة في مكتبه في تل أبيب، أمس، كُرست لإعلان إيران عن إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء. واعتبر باراك أن الخطر الكبير يكمن في وجود جهاز إطلاق وفي وجود صاروخ يحمل القمر الصناعي، قائلا «هذان الأمران يدلان على أن إيران تخطو خطوات سريعة في التسلح غير التقليدي، يهدد ليس إسرائيل وحدها بل أيضاً دول أوروبا ودول الشرق».

وقال باراك إن «هذا الحدث الخطير يدل على قدرة إيرانية مثبتة لإطلاق صاروخ مداه يتراوح بين 2000 و3000 كيلومتر، أي إنها تصل إلى معظم دول أوروبا ودول العالم العربي ودول آسيا». واستخدام صاروخ بالستي يدل على قدرات متنامية لإطلاق صاروخ نووي في حال توفر السلاح النووي. واعتبر أن هذه التطورات «تدل على أن العالم يواجه خطراً بالغ الجدية لا يجوز أن يسكت عليه». ودعا باراك الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا وكل المتضررين من هذا الخطر إلى أن تتكاتف في مجابهة إيران.

من جهة ثانية عقدت ندوة في مؤتمر الأبحاث الاستراتيجية في هرتسليا، أمس، حول الخطر الإيراني، شارك فيها كل من البروفسور يتسحاق بن يسرائيل، الرئيس السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية وهو جنرال سابق في الجيش الإسرائيلي، والجنرال دافيد عبري، المدير العام السابق لوزارة الدفاع الإسرائيلية، والخبيرين الاستراتيجيين الفرنسي، برونو ترترييه، والأميركي مايكل مكروفسكي. وقد أجمعوا على ضرورة إبقاء الخيار العسكري قائماً وبقوة لمنع إيران من التسلح النووي، ولكنهم اتفقوا على أنه «الخيار الأخير». وقال بن يسرائيل، الذي يمثل حزب «كديما» الحاكم في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن العالم الغربي يملك قدرة الخيار العسكري لوقف التسلح النووي الإيراني، بل إن إسرائيل وحدها قادرة على تنفيذ هذا الخيار لوحدها. فهي تستطيع قصف المفاعل النووي الأساسي. ولكن هذا الخيار لا يلغي نهائياً المساعي الإيرانية للعودة إلى مشروع التسلح النووي، إنما يعيق برنامجها طيلة ثلاث سنين. ولكن التأخير في الخيار العسكري سيجعل هذه المدة قصيرة أكثر، كلما مر الوقت. ولذلك، فقد اقترح اتخاذ إجراءات عقابية في المجال الاقتصادي فوراً ضد إيران، وبعد ذلك الدخول في مفاوضات معها وفق جدول زمني محدد.

وحذر الجنرال عبري من أخطار التسلح الإيراني قائلا: «الخوف ليس فقط من السلاح النووي في إيران، بل من تبعات ذلك على المنطقة. فإذا أصبحت إيران دولة نووية، ستطلب الدول العربية المعتدلة أيضاً أن تصبح دولا نووية. ووجود سلاح نووي فيها يهدد أمن إسرائيل ويهدد بانفجار حرب نووية في الشرق الأوسط». من جهتها، أكدت إيران أمس أن إطلاق أول قمر صناعي لها لا ينطوي على «أهداف عسكرية»، وذلك بعدما أعربت الدول الغربية عن قلقها حيال إمكان استخدام إيران هذه التكنولوجيا لتطوير برنامجها البالستي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران إن إطلاق الصاروخ «مكسب علمي وفني ولا هدف عسكرياً له». وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مؤتمر علمي في طهران إن الغربيين «يحتكرون العلم اليوم، وينبغي، بجهد قوي، محاولة إخراج العلم من احتكار الظالمين». وأضاف كما نقل عنه التلفزيون الرسمي أن «إطلاق القمر الصناعي للاتصالات زاد قدرة إيران».

ولم تخف الدول الغربية التي تتهم إيران بالسعي إلى امتلاك القنبلة النووية تحت ستار برنامج مدني، قلقها، إثر إطلاق القمر الصناعي. وتخشى واشنطن أن يتيح هذا التقدم التقني لإيران تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى، في موازاة مواصلة أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب إيران بالإحجام عن تطوير برنامجها البالستي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود إن «العديد من العناصر التكنولوجية الضرورية لصنع مركبة فضائية هي ذاتها العناصر الضرورية لصنع صواريخ بالستية بعيدة المدى». وتملك إيران صواريخ «شهاب 3» التي يبلغ مداها المعلن نحو ألفي كيلومتر وتستطيع نظرياً بلوغ إسرائيل وجنوب شرق أوروبا. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الولايات المتحدة ستستخدم «كل عناصر قدرتها القومية» لمواجهة مختلف التحديات التي تشكلها طهران. وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعطيات تشير إلى أن إيران وضعت فعلا قمراً صناعياً في مدار منخفض كما تؤكد.

واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن إطلاق القمر الصناعي «يدل على الإنجازات الفنية التي باتت إيران قادرة على إتمامها، إنما كذلك على المخاطر التي يمكن أن تطرحها». كذلك، أعربت باريس ولندن عن مخاوفهما.