ناشطون من الأحواز يتهمون السلطات الإيرانية باعتقال مشاركين في مظاهرات مؤيدة لغزة

قيادي في حركة تحرير الأحواز يتهم طهران باستغلال القضية الفلسطينية

TT

اتهمت «حركة التحرير الوطني الأحوازي» السلطات الأمنية الإيرانية بصد تظاهرات خرج بها أبناء الأحواز تضامنا مع الشعب الفسلطيني أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقال نائب الأمين العام لـ«حركة التحرير الوطني الأحوازي» سيد طاهر آل سيد نعمة إنه ما زال هناك حوالي 40 من الاحوازيين في السجون الإيرانية لا تعرف عائلاتهم شيئا عن مصيرهم بعد اعتقالهم. وأضاف نعمة في اتصال مع «الشرق الأوسط» من مكان منفاه في كندا أمس «إن المعتقلين يتعرضون للتعذيب والاعتقال بعد المشاركة في مظاهرات طبيعية ومن دون اشكال لمناصرة الشعب الفلسطيني والتعبير عن اهتمامهم بالقضية الفلسطينية». وعن الأسباب وراء عدم انتشار هذا الخبر بين وسائل الإعلام، قال نعمة «هناك تعتيم علينا ومن الصعب جدا علينا إخراج الأخبار». وأضاف أن منطقة الاحواز التي تقطنها غالبية سنية في إيران «معرضة لمراقبة كاملة على الاتصالات وأحيانا نحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين من أجل الحصول على معلومات حول ما يجري هناك».

وأفاد بيان من الحركة أن «المتظاهرين الاحوازيين رفعوا الأعلام الفلسطينية والأعلام الاحوازية والعربية تضامنا مع الأمة العربية وتجسيدا أن المصير العربي واحد ومشترك». وأضاف أن «المظاهرات اندلعت منذ الأربعاء الماضي يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008 وما زالت مستمرة ومتفرقة في الفترات الزمنية وهي تشمل كل قرى ومدن الاحواز ؛ وطالب المتظاهرون الاحوازيون أيضا في هتافاتهم الوطنية والقومية بضرورة إنهاء إيران لاحتلالها الجائر للاحواز معللين ماذا تختلف إيران عن إسرائيل». وتابع البيان «تعرض المتظاهرون الاحوازيون لبعض المضايقات والاعتقالات»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وحول التناقض بين الموقف الإيراني المعلن الداعم لفلسطين والأنباء عن اعتقال المشاركين في تظاهرة مناصرة لفلسطين، قال «إيران تستغل قضية فلسطين لأغراضها السياسية وهي عملية غير نزيهة من قبل إيران وتوظف القضية لصالحها».

وقد انتقدت منظمة حقوقية معارضة للنظام الإيراني تفريق التظاهرات في الاحواز للتعبير عن تضامنهم مع غزة. وانتقد بيان أصدرته «منظمة حقوق الإنسان الأحوازية» قيام قوات مكافحة الشغب بقمع المظاهرات في مدينة الأحواز عاصمة إقليم خوزستان الأسبوع الماضي. وقالت المنظمة إنه «في يوم الأربعاء 7 يناير (كانون الثاني)، خرج مئات من جماهير شعبنا العربي الأحوازي إلى الشوارع وسط مدينة الأحواز - حي علوي - رافعين أعلام فلسطين ولافتات تدين الحرب الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، معلنين غضبهم من استمرار عملية الإبادة التي تمارس بحق هذا الشعب».

ولفت البيان إلى أن المتظاهرين أدانوا «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية الفلسطينية واعتبروا أن السياسات الخاطئة لنظام الجمهورية الإسلامية كانت السبب في الفجائع التي يشهدها قطاع غزة»، واصفين إيران بأنها «شريك لإسرائيل في إبادة الفلسطينيين العزل». كما طالب المتظاهرون أنصار حركتي فتح وحماس بقطع الطريق على تدخل إيران في شؤونهم الداخلية قبل فوات الأوان، وبالحيلولة دون استغلال إيران للدماء الفلسطينية في تحقيق أهدافها الخاصة. وعما إذا كانت المضايقات للاحوازيين مستمرة، قال نعمة «موضوع المقاومة غير مرهون بوقت معين ونحن نتعرض لمضايقات ولكن ليس لدينا صوت.. هناك تقاعس عربي والخبر الذي نجلبه من الداخل ليس بالهين وليس هناك تجاوب معنا»