مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: الدول الـ 9 التي اجتمعت في أبوظبي «مجموعة تضامن»

القاهرة: لا نسعى لتوجيه رسالة إلى أحد * مصدر عربي: الوزراء ضاقوا ذرعاً بمحاولات البعض تسهيل الاختراق الإيراني

TT

كشفت مصادر عربية مطلعة لـ «الشرق الأوسط» أن اجتماع وزراء خارجية 9 دول عربية، الذي عقد في أبوظبي أول من أمس، تقرر عقده يوم الخميس الماضي، وعجّل بعقد الاجتماع حديث حركة حماس عن إيجاد مرجعية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية.

وقالت المصادر إنه كان قد تقرر أولا عقد اجتماع لوزراء إعلام 5 دول عربية في أبوظبي الأثنين الماضي على أن يعقبه في نهاية الأسبوع اجتماع وزراء الخارجية، لكن تم التعجيل بالأخير بعد دعوة حماس إلى مرجعية بديلة. وحسب هذه المصادر فإن الاجتماع أجندته كانت متابعة اجتماع قمة الكويت ومنها بحث التضامن العربي ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة العربية، والمصالحة الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة عدم التدخل في الشأن العربي. وذكرت المصادر أن الدول التسع التي اجتمعت لم تكن مجموعة اعتدال بل إنها مجموعة التضامن العربي على اعتبار أنها ليست دولة أو دولتين حتى يطلق عليها مسمى.

وكان الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وتونس والمغرب واليمن والبحرين والإمارات دشنت تحركاً مشتركاً لتوافق عربي يضع حداً للتدخلات غير العربية في الشؤون العربية ويدعم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. وعلى صعيد ذي صلة كشف مصدر عربي للشرق الأوسط أن الوزراء الذين شاركوا في اجتماع أبوظبي قالوا خلال اجتماعهم إنهم ضاقوا ذرعاً بمحاولات بعض الدول العربية تسهيل اختراق إيران للصف العربي وأنهم قرروا العمل لمنع ذلك وبناء توافق عربي يحصن الصف العربي، وتوقع المصدر أن تعقد اجتماعات عربية أخرى خلال أيام. وفي القاهرة قال السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن الاجتماع كان من بين أهدافه دعم الموقف المساند لجهد المصالحة العربية وللشرعية الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وجهود مصر لتحقيق التهدئة والمصالحة الفلسطينية المتمثلة في المبادرة المصرية والإعداد للقمة العربية المقبلة. وحول ما يتردد عن نقل القمة العربية من الدوحة نظراً لشدة الخلافات العربية أوضح زكى أن مكان انعقاد القمة لم يبحث على الإطلاق وعن سبل البناء على ما تم في الكويت من دعوى للمصالحة والقمة التي شهدت دعوة لمصالحة عربية شاملة قال إن المطلوب هو التزام جميع الدول العربية بتسوية الخلافات في أطر عربية والتوافق على عدم السماح بأية تدخلات من جانب أطراف غير عربية في الشؤون العربية.

وفي تصريحات للمحررين الدبلوماسيين قال زكي إن «الدول العربية التسع يجمعها تشخيص واحد للوضع العربي، وأنها حاولت في ذلك الاجتماع بناء موقف عربي مفيد» قبل القمة العربية، نافياً أن يكون المبعوث الأميركي الجديد للشرق الأوسط جورج ميتشل حمل أفكاراً تطلبت تشاوراً عربياً»، وقال السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية «إن ميتشل لم يحمل أفكاراً ولكنه حضر للاستماع من كل المنطقة ثم سيعود مرة أخرى». وأوضح زكي «أن الهدف هو تبادل الرأي حول الوضع العربي الحالي والوضع الفلسطيني بكل تفاصيله، وبناء توافق عربي مفيد قبل القمة العربية القادمة»، مشيراً إلى أن هذا كان هو الهدف من هذه المشاورات». وحول مغزى الرسالة من وراء عقد هذا الاجتماع قال حسام زكى «إننا لا نسعى لتوجيه رسائل.. وإذا كانت هناك أطراف ترى في هذا الاجتماع رسالة فهذا شأنها». وعما إذا كان قد تم استبعاد أطراف عربية من هذا الاجتماع في أبوظبي، نفى حسام زكى ذلك وقال «ليست هناك أطراف تم استبعادها ولكن هناك تشاور بين مجموعة من الدول يجمعها تشخيص واحد للموقف وتشخيص واحد لكيفية الخروج من هذا الموقف، وبالتالي فإن هذه الدول قد اجتمعت وتشاورت في الوضع ككل بكل تفاصيله.. وكان اجتماعاً مفيداً». وحول ما تم بالنسبة لمبادرة السلام العربية والمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار قال حسام زكى في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين إنه كان هناك تأييد إجماع على المبادرة المصرية، وعلى بنودها وعلى الخطوات التي تتخذها مصر، وبالتالي كان هذا أمراً محل تقدير من الجميع.. وقد شرح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط خلال الاجتماع كل ما تقوم به مصر من خطوات متابعة لرسائل شفهية سبق أن أرسلها أبو الغيط لهؤلاء الوزراء وشرح بشكل تفصيلي كيف ترى مصر الفترة المقبلة. وعما إذا كانت مصر تتوقع إصلاح الأجواء العربية قبل القمة العربية المقبلة قال حسام زكى «نأمل هذا». ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الاجتماع في أبوظبي يأتي تكريساً للانقسام العربي، نفى زكي ذلك وقال «لا أرى أن هذا الاجتماع تكريس لانقسام مطلقاً.. ولا توجد مشكلة في أن تجتمع مجموعة دول.. وتتشاور فيما بينها». وأضاف أن رؤية الدول المشاركة واحدة وكان هناك تأييد للشرعية الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وتأييد للجهد المصري الممثل في تحقيق التهدئة والمصالحة الفلسطينية وكذلك حث الفلسطينيين على إنهاء خلافاتهم في أسرع وقت ممكن.. وتحقيق المصالحة العربية وفق قاعدة عدم السماح لأطراف غير عربية بالتدخل في الشؤون العربية.. وهى مجموعة من العناصر التي تتفق الدول التي شاركت في اجتماع أبوظبي على تشخيصها والخروج بها. وحول آليات التحرك المستقبلي بعد التشاور حول طبيعة الداء قال المتحدث المصري «إن آليات التحرك قائمة ولا تحتاج إضافات.. وإذا أراد الوزراء مثلا أن يجتمعوا فإنهم يجتمعون في أي مكان».

وعما إذا كان اجتماع أبوظبي يمكن البناء عليه لعقد اجتماعات أخرى قال المتحدث الرسمي «إنه بالنسبة للمستقبل فإنه من الوارد عقد اجتماعات أخرى.. وكل دولة ترى أنها تشارك معنا في هذا الرأي فإنها مدعوة أيضاً للانضمام وهذا أمر طبيعي». وحول ما ذكر من أن هناك مقترحات سعودية تمت مناقشتها خلال اجتماع أبوظبي لدعم جهود مصر بالنسبة لحوار الفصائل والمبادرة المصرية وماهية هذه المقترحات قال حسام زكى إن الأفكار التي يتم طرحها لدعم المصالحة الفلسطينية.. وكل ما يدعم المصالحة الفلسطينية نحن نؤيده وهو يتم تحت قيادة الجهد المصري.. وكل هذا جهد طيب. وعما توصلت إليه المصالحة الفلسطينية التي نسعى إليها قال حسام زكى «إننا الآن بصدد الانتهاء ونأمل أن تنتهي الجهود الخاصة بالتهدئة.. والعمل يجرى مع الفصائل الفلسطينية».

وحول ما تردد من أن حماس أعطت موافقة مبدئية على موضوع التهدئة وأنه سيبدأ اعتباراً من اليوم الخميس قال حسام زكى «تردد ذلك.. ولكن بمجرد أن يتأكد ذلك سنبلغكم». وحول ما إذا كان موعد الحوار الخاص بالفصائل الفلسطينية في القاهرة يوم 22 فبراير الجاري لا يزال قائماً قال حسام زكى «حتى الآن كل المواعيد التي تم الإعلان عنها قائمة». ومن جانبه أكد رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يعتزم القيام بزيارة بعض الدول العربية خاصة بعد زيارة السعودية مؤخراً وأكد وجود عزم عربي لإنهاء حالة الانقسام العربي والفلسطيني قبل القمة العربية المقررة في الدوحة في شهر مارس (آذار) المقبل.