تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصبح السرطان عام 2010 السبب الرئيسي لموت البشر، ويبدو أن ذلك هو الأساس الذي دفع العلماء الألمان لدراسة أسباب هذا التحول الدراماتيكي في اليوم العالمي للكفاح ضد السرطان الذي صادف أمس الأربعاء.
وكشفت الجمعية الألمانية للسرطان عن نتائج دراستها المذكورة التي تشير إلى أن 20-40% من الأمراض السرطانية يمكن إعادة أسبابها إلى البدانة وقلة الحركة والتغذية السيئة. وذكر متحدث باسم الجمعية أن الدراسة لا ترمي إلى إصابة الناس بالرعب وإنما لتنوير الأحداث والشباب بمخاطر قضاء الحياة اليومية أمام الكومبيوتر وفي مطاعم الوجبات السريعة بعيدا عن الحركة والتغذية الجيدة.
وتشير إحصائيات دائرة الصحة الألمانية إلى أن أكثر من نصف الألمان يعانون من البدانة مع نسبة 12% يعانون من فرط البدانة. وفي حين تضاعفت أعداد البدناء بين الألمان خلال السنوات العشر لماضية فإن عدد الأطفال البدناء سجل رقما قياسيا جديدا أيضا حينما بلغ 1.9 مليون طفل. وسجل كل ألماني عام 2008 رقما يزيد على 30 في مؤشر كتلة الجسد.
ووصف فيرنر هوهنبيرجر، رئيس جمعية السرطان الألمانية، نتائج الدراسة حول علاقة البدانة بالأمراض السرطانية بـ«المخيفة». وذكر هوهنبيرجر أن جمعيته تحتفظ منذ سنوات بإحصائيات ومعطيات تشي بأن البدانة تسبب السرطان أيضا وليس أمراض القلب والدورة الدموية والسكري. ورغم أن علاقة البدانة بالسرطان لم يسبر غورها علميا بعد، كما هي الحال مع علاقة التدخين بسرطان الرئة، إلا أن هناك ما يكفي من مؤشرات عن علاقة البدانة بنشوء الأورام السرطانية في الكليتين والثدي والقولون والرحم.
من ناحيتها، وبالعلاقة مع ارتفاع معدلات البدانة بين الأطفال، ذكرت داجمار شيبانسكي، رئيسة «جمعية العون ضد السرطان»، أن طريقة الحياة التي تعزز قلة الحركة والتغذية الخاطئة تعرض حياة الأطفال مستقبلا لمخاطر السرطان.