الأردن يلجأ إلى سورية وإسرائيل لتزويده بمياه إضافية من اليرموك وبحيرة طبريا

بموجب خطة طوارئ لمواجهة الصيف بعد انحباس الأمطار

TT

قالت مصادر أردنية مطلعة إن الأردن سيلجأ إلى سورية وإسرائيل لتزويده بكميات من المياه الإضافية لسد النقص الحاصل في الموازنة المائية للعام الحالي 2009 بعد أن ضرب الجفاف أربعينية الشتاء ولم تهطل السماء الكميات المعتادة حيث لا تتعدى الكميات الهاطلة منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حوالي 16 بالمائة من الموسم المطري.

وأشارت المصادر إلى أن الأردن سيطلب من سورية كميات من المياه من السدود المقامة على نهر اليرموك، حيث سبق أن قدمت سورية كميات وصلت إلى ثمانية ملايين متر مكعب دون مقابل كما أن الأردن سبق أن استدان من إسرائيل كميات من بحيرة طبريا تقدر بحوالي عشرة ملايين متر مكعب في أعوام سابقة.

وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأردنيين يخشون من صعوبات لمواجهة فصل الصيف المقبل، إذا بقي الموسم المطري على حاله واستمر انخفاض المخزون المائي في السدود، إذ لا يتعدى حجم الكميات المخزنة في السدود العشرة 59 مليون متر مكعب من أصل طاقتها التخزينية البالغة 217 مليون متر أي ما نسبته 27.6% في بلد يعد من أفقر أربع دول في العالم بالمياه ويعاني من اختلال في معادلة التوازن بين الطلب والمتاح من المياه.

وأكدت المصادر أن «الأولوية لتأمين متطلبات مياه الشرب خلال الموسم الصيفي» سيما أن وضع السدود العام الحالي «أسوأ» من الماضي، مما يستوجب التعاون المستمر ما بين كل الأطراف الشعبية والرسمية.

وأضافت المصادر أن هذا الوضع يتطلب خطة طوارئ تشمل الحفاظ على كل قطرة مياه قبل وصولها إلى المستهلك، والعدالة في التوزيع لمختلف المناطق، فضلا عن صيانة خطوط المياه.

وتقدر الاحتياجات المائية لغايات الشرب في الأردن للعام 2009 بحوالي 355 مليون متر مكعب، في حين أن كمية المياه الممكن ضخها من جميع مصادر المياه في المملكة لهذه الغاية لا تتجاوز الـ325 مليون متر مكعب. وأكدت وزارة المياه على المضي في إجراءاتها لمواجهة صيف العام الحالي عبر حفر الآبار وتحلية المياه المالحة، حيث يجري العمل حالياً على حفر بئرين بجانب المخيبة شمال غرب الأردن.

وبينت المصادر أنه سيتم تزويد الوحدات الزراعية في مناطق الأغوار الشمالية والوسطى بمياه الري للأشجار فقط، ووفق نسبة التقنين للعام الماضي، مع التأكيد على ضرورة أن يحسن المزارعون أسلوب التعامل مع المياه وفق طريقة «متطورة» بحيث يتم التركيز على أنواع الزراعات ذات المردود الزراعي الأفضل. وكان الأردنيون قد أقاموا صلاة الاستسقاء في جميع المساجد الأردنية مرتين خلال فصل الشتاء الحالي شارك فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بسبب تأخر هطول مياه الأمطار. ويعانى الأردن من عجز مائي يتجاوز سنوياً الـ 500 مليون متر مكعب، وحصة الفرد لا تتجاوز 150 متراً مكعباً، في حين أن خط فقر المياه عالمياً لا يتجاوز ألف متر معكب سنوياً. وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية الأردنية عبد الحليم أبوهزيم إن «أربعينية الشتاء» التي انتهت مطلع الشهر الحالي تعد أكثر فترات أربعينيات الشتاء جفافاً منذ 15 عاماً.

وبين أن الأمطار التي هطلت على البلاد خلال أربعينية هذا العام تعد من أكثر الفترات جفافاً خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وتشير سجلات دائرة الأرصاد الجوية أن آخر عام كان شبيهاً بهذا العام كان عام 1995 الذي كان العام الأكثر جفافاً خلال العشرين عاماً الماضية.

وأضاف أبو هزيم أن فترة «أربعينية الشتاء» تعتبر الفترة الأكثر برداً في الأردن والأكثر مطراً خلال «موسمنا المطري» إذ تبلغ نسبة الأمطار خلال هذه الفترة ما بين 28 و 30% من الموسم المطري.