مبارك: حرب إسرائيل على غزة استغلت لتكريس الانفصال.. ولن نقبل ببديل عن المنظمة

تحدث عن محاولة استغلال العدوان لفرض واقع عربي جديد يصب لصالح قوى إقليمية معروفة

TT

هيمنت التحركات والاتصالات الإقليمية والدولية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك الحوار الساخن على الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، على خطاب للرئيس المصري حسني مبارك أمس. وبلهجة شديدة اتسمت بها خطاباته في الأسابيع الأخيرة، حسم مبارك عددا من المواقف، مؤكدا موقف مصر الرافض لإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحذرا من محاولات جر المنطقة لمواجهات تصب في صالح جهات خارجية.

وقال مبارك جازما «إن مصر لا تخضع للابتزاز ولن أسمح باستدراجنا إلى خطوات غير محسوبة العواقب، تنساق وراء مخططات قوى إقليمية معروفة، وتخدم أهدافها ومصالحها».

وأكد مبارك الذي كان يتحدث صباح أمس أمام الاحتفال السنوي بأعياد الشرطة المصرية «أن الأزمة التي شهدتها المنطقة بسبب الحرب على غزة كشفت عن محاولة استغلال العدوان الإسرائيلي لفرض واقع جديد على الوضع الفلسطيني والعربي الراهن» وأضاف «واقع جديد تغير معادلته وتعاد ترتيب أوراقه لصالح قوى إقليمية معروفة ولخدمة أجندتها ومخططاتها، كان الهدف سحب الشرعية من السلطة الفلسطينية ومنحها للفصائل، والهدف تكريس الانفصال القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة».

وتحدث مبارك عن قوة مصر قائلاً «إن لمصر جيشا قويا قادرا على الدفاع عن أرضها»، وتابع قائلا «لن ننجرف إلى ما يقامر بأرواح أبنائنا إلا دفاعا عن أرض مصر وسيادتها ومصالحها العليا».

وحذر مبارك من الحديث عن مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني.. متسائلا «لصالح من نهدر الشرعية التاريخية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟.. أليس من الأولى العمل على إصلاحها وتفعيلها؟ أولم تتفق كافة الفصائل على ذلك في القاهرة عام 2005؟».

وتساءل الرئيس المصري «هل كانت مصر بدورها ومواقفها هي المستهدفة منذ بداية العدوان على غزة؟»، وقال «إن هذا التساؤل المشروع تعززه المتابعة المدققة لتسلسل الأحداث، قبل العدوان وخلاله وبعد توقفه، لقد ترددت الدعوة لسحب مبادرة السلام العربية على مدار العام الماضي، وعادت لتتردد بقوة خلال العدوان على غزة، وخلال اجتماع (الدوحة) والقمة العربية بالكويت، فهل كان هذا هو القصد من تصعيد الوضع في غزة؟».

وأضاف «بفرض سحب المبادرة أو تجميدها، فما هو البديل؟ هل هو مجرد قطع العلاقات وإغلاق السفارات؟ أم هي الحرب إلى آخر جندي مصري؟ وهل كان الهدف النهائي هو ابتزاز مصر واستدراجها وتوريطها؟.. مؤكدا أن المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الشهداء، وتتاجر بدماء الجرحى ومعاناة المدنيين الأبرياء».

وجدد مبارك قوله «إن المقاومة لا بد أن تخضع لحساب الأرباح والخسائر، وهى مسؤولة أمام الشعوب تحاسبها بقدر ما تحققه من مكاسب لقضاياها أو ما تؤدى إليه من ضحايا وآلام ودمار».

وبالنسبة لما روجته إسرائيل عن موضوع التهريب والأنفاق على الحدود وتركيزها على هذا الموضوع بعد عدوانها على غزة، وخلال الاتصالات لوقف إطلاق النار.. قال مبارك «إن تهريب البضائع هو نتيجة للحصار، وإن الاتفاق الإسرائيلي ـ الأميركي لمراقبة تهريب السلاح لا يلزمنا في شيء.. وكأي دولة مسؤولة (فإننا) قادرون على تأمين حدودنا.. لن نقبل بأي تواجد لمراقبين أجانب على الجانب المصري من الحدود، ونتمسك بأن تبتعد أية ترتيبات إسرائيلية دولية عن أرض مصر وسمائها ومياهها الإقليمية».

ولفت الرئيس مبارك إلى أن المحرضين على القتال وقفوا مكتوفي الأيدي أمام العدوان على غزة ولم يحركوا ساكنا واكتفوا بالخطب والشعارات.. وقال «إن تاريخ عالمنا العربي حافل بأمثلة عديدة لمن علا صوتهم وتضاءلت أفعالهم.. ولمن عرضوا شعوبهم لمعاناة الحروب ومهانة الاحتلال بسياسات غير محسوبة.. وعلينا أن نتذكر كيف استدرجت مصر لحرب وهزيمة 1967، وعلينا ألا ننسى أن المشهد العربي والفلسطيني الراهن.. هو بعض من تداعيات هذه الحرب وتلك الهزيمة».

ونوه إلى أن مصر ستواصل جهودها واتصالاتها لتثبيت وقف إطلاق النار واستعادة التهدئة، ومساعيها لفتح المعابر ورفع الحصار وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني.. مشيرا إلى أن مصر ستستضيف الشهر القادم مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار ما دمره العدوان على غزة، وتابع قائلا «ستبقى مصر صاحبة الدور الأول والمسؤولية الرئيسية لاعتبارات الجغرافيا والتاريخ والحجم والمكانة.. وستظل أكبر بكثير ممن يحاولون النيل منها.. دون أن يقدموا شيئا مفيدا للشعب الفلسطيني وقضيته».