أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، عقب وصوله الى العاصمة إسلام أباد، إنشاء لجنة تحقيق ثلاثية حول اغتيال رئيسة الوزراء بي نظير بوتو في اعتداء انتحاري نهاية 2007. وابلغ بان كي مون الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري «أن لجنة التحقيق الاممية ستنهي اعمالها في غضون ستة أشهر». وكان حزب الشعب الباكستاني طلب من الامم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق حول اغتيال بوتو التي لقيت حتفها يوم 27 ديسمبر 2007 أثناء جولة انتخابية في روا البندي. وأعلن مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية طالبا عدم كشف اسمه ان «الأمين العام للأمم المتحدة وصل قادما من أفغانستان المجاورة حيث قام بزيارة قصيرة ومفاجئة».
ووصل بان كي مون بعد يومين من خطف موظف كبير في الامم المتحدة في جنوب باكستان قرب معاقل طالبان الافغان وتنظيم القاعدة. وهذه اول زيارة يقوم بها بان كي مون الى باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي التي تعاني من موجة اعتداءات انتحارية منقطعة النظير ينفذها متطرفون اسلاميون موالون ل«القاعدة» في المناطق القبلية المجاورة لأفغانستان شمال غرب البلاد.
وقتل اكثر من 1500 شخص في غضون سنة ونصف السنة في تلك الاعتداءات بمن فيهم بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة خلال التسعينات التي كانت زعيمة المعارضة. وأطلق انتحاري النار عليها قبل ان يفجر عبوة كان يحملها في 27 ديسمبر كانون الاول 2007 في اوج حملة الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزبها بعد شهرين. واتهمت حينها حكومة الجنرال برويز مشرف زعيم طالبان الباكستاني بيعة الله محسود الموالي ل«القاعدة» بتدبير الاعتداء، لكن زوج بوتو، آصف علي زرداري، الذي تولى رئاسة باكستان بعد ذلك وحزب بوتو يشتبهان في تورط مسؤولين من السلطة بتدبير الاعتداء.
ودعت الحكومة الجديدة التي يقودها حزب بي نظير بوتو والمنبثقة عن الانتخابات التشريعية في شباط (فبراير) 2008، مباشرة الى تشكيل لجنة تحقيق أممية للتحقيق في مقتل رئيسة الوزراء سابقا. وأعلن بان كي مون نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2008 انه يأمل ان يتم ذلك في أقرب وقت ممكن. ووصل الامين العام الى باكستان ايضا بعد ثلاثة ايام من خطف مدير فرع المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة في ولاية بلوشستان في كويتا (جنوب) جون سوليكي الذي خطفه مسلحون يوم الاثنين بعد أن أطلقوا النار على سيارته التي تحمل شارة الامم المتحدة وقتلوا سائقه. ولم تتبن اي جهة عملية الخطف، لكنها جرت في منطقة حدودية مع افغانستان حيث تنشط حركة طالبان الافغانية وحليفها تنظيم القاعدة بدعم طالبان الباكستانية. تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، في كابول أن تكون أفغانستان «أولوية» المنظمة الدولية خلال عام 2009، خصوصا في ما يتصل بإجراء الانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس (آب). وقال بان كي مون إثر زيارة مفاجئة قام بها لأفغانستان «ستكون أفغانستان من أولويات الأمم المتحدة خلال 2009».