إسرائيل ترد على تهديد حزب الله بالانتقام لمقتل مغنية.. وتذكّر بأن استنفار جيشها يعود لاقتراب ذكرى اغتياله

وجهت رسائل تهديد علنية لكل من لبنان وسورية

TT

على طريقة «الجزرة والعصا»، وجهت إسرائيل رسائل تهديد علنية إلى كل من سورية ولبنان، بسبب إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في الأسبوع الماضي، الانتقام من إسرائيل لاغتيال رئيس الجناح العسكري عماد مغنية. ولكنها في الوقت نفسه، تحدثت عن الآفاق المفتوحة لاستئناف مفاوضات السلام معهما، في أعقاب قرار إدارة الرئيس أوباما استئناف العلاقات الدبلوماسية العادية بين واشنطن ودمشق.

وقال وزير الدفاع، ايهود باراك، انه يرى إمكانية لاستئناف المفاوضات السلمية مع سورية في حالة تغيير نهجها الداعم لحزب الله وغيره مما أسماها بالمنظمات «الإرهابية». وكان باراك يتكلم، بعد البحث الأمني الاستراتيجي الذي أجراه في مكتبه، أمس، حول إيران. وقد كشف مصدر مقرب من باراك في الوقت نفسه ان «أزمة خطيرة كادت تنشب بين اسرائيل وسورية في يوليو (تموز) الماضي وانتهت في حينه بسلام». وقال ان معلومات وصلت في حينه الى اسرائيل تقول ان سورية تنوي ارسال صواريخ مضادة للطائرات الى حزب الله، فبعثت اليها برسالة تهديد واضحة بانها ستقصف قافلة الصواريخ وتضرب بقوة كل من يتحمل المسؤولية عنها في الجانبين، السوري واللبناني. وقال إن سورية تراجعت يومها عن قرارها و«نزعت الفتيل». وأضاف «سورية تعرف كيف ترفع سقف التوتر في المنطقة وكيف تخفضه عندما تريد». وكان باراك قد زار الجبهة الشمالية والقوات الإسرائيلية المحتشدة على حدود سورية ولبنان، التي تقف في حالة استنفار عالٍ منذ نهاية العام المنصرم. وقال ان حالة الاستنفار هذه أعلنت بسبب اقتراب موعد الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية، رئيس الجناح العسكري للحزب، في 14 فبراير (شباط) في دمشق وتصريحات زعماء حزب الله الذين يحملون إسرائيل مسؤولية هذا الاغتيال. ونصح باراك حزب الله بأن لا يجرب إسرائيل في هذا الجانب وقال «إنهم يعرفون أية نتائج قد تترتب لهم من المساس بإسرائيل».

ومن جهة ثانية، صرح رئيس الدائرة السياسية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس جلعاد، بأن إسرائيل موجودة حاليا على مسار صدام عسكري مع سورية وينبغي عمل كل ما يلزم من أجل التوصل الى اتفاق سلام بين البلدين. وأضاف «إذا وجه حزب الله ضدنا السلاح السوري الذي في حوزته، فإننا لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي إزاء دمشق كما حصل في حرب لبنان الأخيرة. وسنضطر الى العمل».

تجدر الإشارة إلى أن أوساطا عسكرية في إسرائيل كانت قد وجهت تهديدات الى كل من سورية ولبنان قبيل الحرب العدوانية على غزة، بواسطة كل من فرنسا وتركيا، قالت فيها إنها ستعلن الحرب عليهما في حالة إقدام حزب الله على إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وقال باراك يومها إن سورية لا تستطيع أن «تنفض يديها» من حزب الله وأفعاله، فهي التي تزوده بالسلاح، ولا يستطيع فعل شيء من دونها وقال إن حزب الله أصبح «شريكا» في الحكومة اللبنانية، ولا تستطيع هذه الحكومة أن تتنصل من أفعاله، ولذلك جاء التهديد بتحميل كل من سورية وحكومة لبنان مسؤولية أي انفجار حربي. وقد عادت لهجة التهديد هذه من جديد في هذه الأيام، مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال مغنية. وقد أرفق التهديد بإبراز حالة الاستنفار العسكري في الشمال والتذكير بهذا الاستنفار من مختلف المسؤولين الإسرائيليين في كل يوم.