قيرغيزستان تقرر إقفال قاعدة عسكرية أميركية.. بعد دقائق من حصولها على قرض روسي

واشنطن تؤكد مواصلة عملها في أفغانستان رغم إقفال الممر لنقل مستلزمات إلى جنودها

TT

قررت قيرغيزستان أمس إقفال قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها تعتبر ممرا مهما للقوات الأميركية لإيصال المساعدات إلى جنودها في أفغانستان. وأعلن الرئيس القيرغيزستاني قرمان بك باقييف من الكرملين، في ختام لقائه مع مضيفه الروسي الرئيس دميتري ميدفيديف، قرار بلاده حول إغلاق قاعدة «ماناس» الجوية الأميركية التي سبق ووافقت على إنشائها في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وجاء الإعلان بعد دقائق على تقديم روسيا قرضا لقيرغيزستان بقيمة ملياري دولار.

وتدفع الولايات المتحدة مبلغ 63 مليون دولار سنويا مقابل استئجار القاعدة من قيرغيزستان، وتشغل نحو 320 موظفا قيرغيزستانيا، بحسب ما قال الجنرال دايفيد بترايوس قائد القوات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا. وتشكل القاعدة الأميركية التي تضم 1200 جندي، مركز دعم لوجيستي لقوات التحالف الدولية الموجودة في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك فقد قال مسؤولون أميركيون انه بينما قاعدة ماناس مهمة فإن أي قرار يتخذ بإغلاقها لن يوقف العمليات العسكرية في أفغانستان. وقال جوردون دوجويد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن: «الولايات المتحدة وقوات التحالف ستكون قادرة على مواصلة العمليات في أفغانستان بدون قاعدة ماناس».

وبدأت العلاقات بين الولايات المتحدة وقيرغيزستان بالتوتر بعد ان قتلت القوات الأميركية خطأ مواطنا قيرغيزستانيا في عام 2006، على الرغم من نقل مطلق النار ودفع تعويضات مالية لعائلة الضحية. وأعلن بترايوس في بداية العام الحالي إعادة فتح التحقيق في القضية. وتحدث رئيس قيرغيزستان عن الأمر في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه قرار بلاده، وطالب واشنطن بالبت جنائيا بسرعة في حادث مقتل المواطن، وقال ان مطالبة بلاده هذه لم تلق «الاستجابة المناسبة ما جعل إغلاق القاعدة مطلبا شعبيا».

وكان بترايوس قد زار الشهر الماضي بيشكيك، عاصمة قيرغيزستان، في محاولة منه لإقناع الرئيس قرمان بك باقييف بجدوى الإبقاء على القاعدة الجوية مقابل المزيد من الدعم المالي الذي يبلغ اليوم ما يقرب من 150 مليون دولار منها 63 مليون دولار قيمة استئجار القاعدة ومرتبات العاملين من مواطني قيرغيزيا في هذه القاعدة. ومن المتوقع ان توفد واشنطن الى بيشكيك لجنة عسكرية خاصة لبحث التفاصيل من منظور ما اتخذه الرئيس الاميركي باراك أوباما من قرارات حول التركيز على مواجهة الإرهاب في أفغانستان وزيادة تعداد القوات اللازمة لذلك في أفغانستان والمناطق المجاورة لها. وأشارت مصادر السفارة الأميركية في بيشكيك إلى أن المباحثات مع قيرغيزستان حول مستقبل القاعدة الجوية مستمرة بموجب الاتفاق الموقع معها رغما عن اعلان الرئيس باقييف. أما واشنطن، فقالت إن أحدا لم يبلغها بعد بقرار باقييف وان القاعدة تواصل عملها كالمعتاد. وكانت مصادر الكرملين أشارت إلى أن الرئيس ميدفيديف وعد نظيره القيرغيزستاني بتقديم قرض يقدر بملياري دولار الى جانب دعم مالي قيمته 150 مليون دولار من اجل استقرار ميزانية قيرغيزستان وتطوير مشاريع البنية التحتية، وفي مقدمتها قطاع الطاقة وبناء محطة كامبارا – 1 بمساعدة روسية على نهر يارين. وأشار ميدفيديف إلى قرار بلاده بمضاعفة حجم الاستثمارات الروسية في قيرغيزستان هدفه خدمة التطور الاقتصادي والاجتماعي هناك. وأكد عزم البلدين على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب واستعدادهما للتنسيق مع قوات التحالف في أفغانستان من اجل توطيد الاستقرار والأمن في آسيا الوسطى. وقد سارع الرئيس القيرغيزستاني باحالة الاتفاق مع روسيا الى البرلمان للتصديق عليه، ما يعتبره المراقبون محاولة من جانبه لقطع الطريق أمام أي محاولات من جانب واشنطن تستهدف الإبقاء على وجودها العسكري في قيرغيزستان.

وكانت موسكو قد أعلنت رسميا عن نجاحها في التوصل مع بيلاروسيا إلى إنشاء منظومة موحدة للدفاع الجوي، ما يعد خطوة بالغة الأهمية على صعيد تعزيز مواقعها العسكرية على الجبهة الغربية المتاخمة للقارة الأوروبية في مواجهة احتمالات نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في كل من بولندا وتشيكيا المجاورتين.