أوباما: لقد ارتكبت خطأ فادحا.. أشعر بالإحباط من نفسي ومن فريق عملي

وجّه توبيخا عنيفا إلى نفسه بعد سحب وزير الصحة ترشيحه

TT

وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما أعنف توبيخ إلى نفسه منذ تسلمه الرئاسة، وقال إنه ارتكب خطأ فادحا بترشيحه توم داشيل وزيرا للصحة، والذي طلب سحب ترشيحه أول من أمس بعد أن اتضح أنه تملص من تسديد الضرائب، وظل يدافع عن مصالح شركات تعمل في المجال الصحي عن طريق شركة ضغط (لوبي).

وبعد يوم من إعلانه قبول انسحاب داشيل «بأسف وحزن» وامتداحه صفاته، قال أوباما في تصريحات متعددة نقلتها خمس شبكات تلفزيونية أميركية، تعليقا على سحب داشيل ترشيحه: «أشعر بالإحباط من نفسي ومن الفريق الذي يعمل معي، وأقول هنا إنني ارتكبت خطأ فادحا». واستعمل أوباما تعبيرا باللهجة الأميركية يمكن اعتباره بمثابة تقريع شديد للنفس، وله عدة معان شائنة في اللغة العامية. وقال أوباما أيضا: «أتحمل المسؤولية... وسأحاول معالجة الأمر»، وأضاف أوباما: «من الأفضل لهذه الإدارة إرسال رسالة تؤكد عدم وجود قاعدتين للتعامل، واحدة للناس المهمين وأخرى للناس العاديين الذين يجب عليهم تسديد ضرائبهم». وكان توم داشيل قد اعتذر لأعضاء الكونغرس عن عدم تسديده ضرائب تبلغ 130 ألف دولار حققها من خلال إلقاء محاضرات وإنجاز دراسات لصالح شركات تعمل في مجال الصحة. وكان البيت الأبيض قد أعلن قبل أن يدلي أوباما بأحاديثه الصحافية أن توم داشيل اعتذر عن ترشيحه وزيرا للصحة والخدمات الإنسانية، كما فعلت الأمر نفسه نانسي كيلفر التي كانت مرشحة لمنصب الإشراف على الميزانية وإصلاح الإنفاق، وهو منصب يرمي إلى تقليص الإنفاق الحكومي. وسحبت كيلفر ترشيحها بعد أن اتضح أن لها أيضا مشكلات مع الضرائب. وقالت كيلفر إنها لا تريد لمشكلة شخصية خاصة بالضرائب أن تعطل خطط الرئيس. وكان أوباما قد استحدث المنصب الذي رشحت له كيلفر للمساعدة على خفض الإنفاق.

وقالت صحيفة «بوليتيكا» إن أوباما شخصيا طلب منهما سحب ترشيحهما للمنصب بعد أن كان من أشد المتحمسين لتولى توم داشيل خاصة منصب وزير الصحة، إذ إن داشيل كان من أوائل الديمقراطيين الذين ساندوا ترشيح أوباما للرئاسة، كما أنه كان شخصية لها سطوة داخل الحزب الديمقراطي، إذ سبق أن تولى منصب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وقالت الصحيفة أيضا إن أوباما لام مساعديه لأنهم لم يبينوا له وضعية داشيل الضرائبية وعلاقاته مع مجموعة ضغط تعمل في مجال الصحة. ولكن غيبس أدلى بتوضيحات مناقضة لهذه الرواية حيث أبلغ المراسلين في البيت الأبيض أن داشيل لم يتلقّ إشارة من البيت الأبيض لسحب ترشيحه.

وكان أوباما قبل أن يتحدث لشبكات التلفزيون الأميركية قال إنه تلقى رسالة اعتذار من داشيل، وإنه عبر عن أسفه وحزنه لانسحابه. وحاول داشيل إصلاح خطأ تملصه الضرائبي وسدد مبلغ 128 ألف دولار بأثر رجعي، كما سدد فوائد عليها بلغت 11 ألف دولار، إلا أن مشكلة تيموثي غيثنر وزير الخزانة الذي لم يؤدّ بدوره ضرائب في حدود 34 ألف دولار، ولم يستطع الحصول على قرار بتثبيته وزيرا من طرف الكونغرس إلا بصعوبة، انعكست سلبا على داشيل. وشن الجمهوريون وبعض الصحف النافذة هجوما ضاريا على إدارة أوباما التي تعتمد معايير مزدوجة، حيث تطالب بالشفافية والنزاهة وفي الوقت نفسه تريد أن تتغاضى عن تملص مرشحين لمناصب رفيعة عن تسديد الضرائب. وقال السيناتور الجمهوري جون إنسين من ولاية نيفادا، إن داشيل كان سيواجه أسئلة صعبة في مجلس الشيوخ حول الطريقة التي جمع بها أموالا من شركة تعمل في مجال اللوبيات، وهو لم يسجل اسمه ضمن مجموعة الأشخاص الذين يعملون مع مجموعات الضغط. وأضاف: «أعتقد أن بانسحابه أنقذ الرئيس من الحرج الذي كان سيواجهه الأسبوع المقبل في جلسة الاستماع المفتوحة».