وسائل إعلام صينية تبث «حادثة الحذاء»

بعد يومين من التكتم على إهانة رئيس الوزراء الصيني في جامعة بريطانية

TT

برهنت الإنترنت مجدداً على قدرتها في تخطي القارات ومنع الرقابة الكاملة على الأخبار. فبعد يومين من التكتم على خبر الإساءة إلى رئيس الوزراء الصيني ون جياباو عند زيارته إلى جامعة كامبريدج البريطانية، بثت وسائل الإعلام الصينية الرسمية الخبر. وكان شاب بريطاني ألقى حذاءه باتجاه ون خلال إلقائه كلمة في الجامعة العريقة في ختام زيارته إلى بريطانيا يوم الاثنين الماضي. وصرخ الشاب «كيف يمكن لجامعة مثل كامبريدج أن تضع نفسها مع ديكتاتور مثل هذا» وهو يرمي حذاءه الذي وقع على بعد متر من ون.

ونقلت وسائل الإعلام الصينية تفاصيل «جولة الثقة» التي قام بها ون إلى أوروبا وغطتها بشكل كامل، مع حذف حادثة الحذاء. إلا أن خلال الساعات من وقوعها، تناقلت مواقع إلكترونية عدة تسجيل الحدث وشاهدها الآلاف من الصينيين عبر الإنترنت. وفي تحول مفاجئ بعد يوم من عودة ون إلى الصين، بثت وسائل الإعلام الصينية تسجيل الحدث. وجاء بيان على موقع وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أول من أمس يوضح أن «رجلا قطع خطاب ون جياباو، قاذفاً حذاءً ولكن لم يمس برئيس الوزراء الصيني». وأضاف: «بعد التوقف لثوان، قال ون جياباو بهدوء للحضور إن الحادثة لن تفعل شيئاً في تعطيل الصداقة بين الشعبين الصيني والبريطاني». وعلى الرغم من أن الموقع أشار إلى أن «الرجل أخذ يصرخ على رئيس الوزراء الصيني»، إلا أنه لم يذكر اتهام ون بأنه دكتاتور. كما أن البيان الرسمي أفاد بأن «كثيرين من الحضور انفعلوا وطردوا الرجل»، مضيفاً أن جامعة كامبريدج أصدرت بياناً يعبر عن أسفها لتصرف الرجل. يذكر أن وسائل الإعلام الصينية نادراً ما تنشر أخباراً تظهر معارضة للنظام الحاكم ولم تنقل أي أخبار عن التظاهرات التي رافقت ون في جولته الأوروبية من قبل منظمات معارضة صينية ومساندين لقضية التبت.

وبث التلفزيون الصيني الرسمي الحادثة في نشرة الأخبار، مشددة على اعتذار الجانب البريطاني عن الحدث. ومن اللافت أن غالبية التعليقات على المواقع الصينية الإلكترونية التي بثت الخبر تلقت رسائل من قراء يدينون الحادثة ويعربون عن تأييدهم لـ«ون» الذي يتمتع بشعبية واسعة في الصين.