مشعل: نسعى إلى مرجعية بديلة مقابل منظمة التحرير الفلسطينية

قال إن إسرائيل لم تقدم أي ضمانات حتى الآن

TT

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس، من دمشق، أن حركته تسعى مع سائر فصائل المقاومة، إلى تشكيل مرجعية جديدة، مقابل منظمة التحرير الفلسطينية، في انتظار موافقة القائمين على المنظمة على إعادة بنائها وفق «انتخابات حرة».

ويأتي ذلك، بعد دعوة سابقة من مشعل بتشكيل مرجعية سياسية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو ما فسر آنذاك على أنه تشكيل مرجعية بديلة لمنظمة التحرير. وكانت حركة حماس في قطاع غزة، سيرت مسيرات حاشدة، بعد دعوة مشعل السابقة، وطالب قياديوها بتغيير قيادة الشعب الفلسطيني، وتشكيل قيادة جديدة «مقاومة». ومن غير المعروف إلى أي حد يمكن لحركة الجهاد الإسلامي، أن تقبل بدعوة مشعل الجديدة، لتشكيل مرجعية في مواجهة المنظمة، بعد أن رفضت دعوته السابقة. وكان القيادي في الحركة خالد البطش، قال لـ«الشرق الأوسط»، «إن الجهاد مستعدة لتشكيل مرجعية للمقاومة تشمل حركة فتح، لكنها لن تقبل بتشكيل مرجعية سياسية للشعب الفلسطيني». وحتى قياديين في حماس، عارضوا تشكيل منظمة بديلة، وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن «توقيت طرح قيادة جديدة غير مناسب، وإن بعض قيادي حماس أبلغوا مشعل أنهم يعارضون الفكرة، لكنهم لم يجاهروا بذلك». وقال مشعل خلال احتفال أقيم في دمشق بعنوان «وانتصرت غزة»، شاركت فيه معظم فصائل المقاومة الفلسطينية المتواجدة في سورية، «نسعى إلى تشكيل مرجعية وقيادة حتى اللحظة التي تقررون فيها إعادة بناء المنظمة (التحرير الفلسطينية) فتلتقي البندقية مع المنظمة كما في العام 1969». وأضاف في الاحتفال الذي شارك فيه قرابة ألف شخص «عليهم أن يحددوا موعدا لاجتماع الأمناء العامين لكل الفصائل وللجنة التنفيذية وللشخصيات المستقلة، لإعادة بناء المنظمة على قاعدة انتخابات حرة». وأكد مشعل «نحن مع منظمة (التحرير الفلسطينية) كبيت فلسطيني، ولكن مؤسساتها فقدت شرعيتها القانونية منذ سنوات»، مشددا على أن «لا شرعية لأية مؤسسات أو تشكيلات تناقض الخيار الحقيقي للشعب الفلسطيني وهو المقاومة». وأوضح مشعل، أن حركة حماس ومعها باقي فصائل المقاومة الفلسطينية «لن نبقى منتظرين إلى حين أن تقرروا فتح أبواب المنظمة والالتزام بتنفيذ إعلان القاهرة 2005»، متهما القيمين على منظمة التحرير، في إشارة إلى زعيم حركة فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنهم «وضعوا منظمة التحرير في ثلاجة الموتى». وأضاف «نحن لدينا غيرة عليها (منظمة التحرير) ونريد إعادة بنائها». وكانت قضية تشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني أثارت جدلا حادا واتهامات بين حركتي فتح وحماس. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتبر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل «يلعب في الوقت الضائع»، بمحاولته إنشاء مرجعية جديدة بدل منظمة التحرير الفلسطينية. وكانت فتح قد قالت إنها ستتصدى لمحاولة إيجاد بديل لمنظمة التحرير، معتبرة الخطوة «مؤامرة إيرانية» بمشاركة سورية. وفي شان مباحثات التهدئة في القاهرة، أكد مشعل التمسك بأولوية رفع الحصار عن قطاع غزة كشرط للتهدئة مع إسرائيل، واصفا العروض الإسرائيلية التي قدمت حتى الآن لحركته عبر مصر بأنها «مغرضة، ملتبسة وناقصة». وقال مشعل إن «أولويتنا رفع الحصار وفتح المعابر بصورة دائمة والاستعجال في إعمار غزة» مؤكدا أنه «إذا لم يستجب العدو لهذه المطالب فلا تهدئة». مؤكدا أن «العدو لم يقدم حتى اللحظة أي ضمانات». وأضاف «لن نقبل تهدئة إلا إذا كان مقابلها كسر الحصار وفتح المعابر». وفي رسالة أخرى إلى المبعوث الأميركي الجديد إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، قال زعيم حركة حماس «سوف تفشل كل الجهود السياسية والأمنية والعسكرية، إذا قامت على تجاهل المقاومة». وعلى صعيد آخر، أكد مشعل أن «الحوار الوطني الفلسطيني لن يقوم إلا على أساس المقاومة والثوابت الوطنية، أما غير ذلك فهو مدخل كاذب لفرض أجندة خارجية».