مفاوضات القاهرة: مصير التهدئة يتقرر اليوم.. ومصر تتلقى الردود النهائية خلال ساعات

حماس تؤكد موافقتها على 80% من النقاط.. ومصدر مصري يتوقع إبرام الاتفاق منتصف الأسبوع

فلسطيني محتجا أمام جندي إسرائيلي لاعتقال ابنه خلال مظاهرة بالقرب من قلندية (أ.ف.ب)
TT

تترقب القاهرة خلال الساعات القادمة عودة المبعوث الإسرائيلي عاموس جلعاد رئيس الطاقم الأمني والسياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لتسليم رد الحكومة الإسرائيلية على استفسارات طلبتها حركة حماس بشأن بعض بنود المقترحات المصرية للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، كما يعود وفد حماس إلى العاصمة المصرية خلال يومين لتسليم رد الحركة النهائي على اتفاق التهدئة، في غضون ذلك توقع مصدر مصري مسؤول إعلان اتفاق التهدئة منتصف هذا الأسبوع.

وأكد مصدر مصري مسؤول أن وفد حماس سيعود قريبا إلى القاهرة، كما يصلها أيضا المبعوث الإسرائيلي عاموس جلعاد، ويسلم الطرفان ردي حماس، وإسرائيل النهائيين على المقترحات المصرية للتهدئة، شاملة الإجابة على بعض الأسئلة لكل منهما لدى الطرف الآخر.

وكان الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية قد عقد عدة جلسات ماراثونية خلال اليومين الماضيين مع كل من وفد حركة حماس، والمبعوث الإسرائيلي (جلعاد)، وأكد صلاح البردويل القيادي بحماس أن الحركة اقتربت بنسبة تبلغ نحو 80% من الموافقة على اتفاق للتهدئة أعدته مصر، وقال «لم يبق لدينا سوى نحو 20% من النقاط لدينا استفسارات بشأنها»، وعلمت «الشرق الأوسط» أن نقاط حماس المطلوب الاستفسار عنها تتعلق بنوعية السلع المستخدمة في إعادة إعمار ما دمرته قوات الاحتلال، خلال عدوانها الأخير على غزة.

وتحدث مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» قائلا «أجرينا خلال اليومين الماضيين مشاورات مكثفه مع وفد حركة حماس، وقبلها مع تسع تنظيمات فلسطينية، من بينها حركة فتح، وكل الأمور تسير في الاتجاه الإيجابي، ونحن في المرحلة النهائية من إنجاز اتفاق للتهدئة». وقال «إن الفصائل الفلسطينية طلبت بعض الاستفسارات والإيضاحات حول التهدئة ونحن سنتلقى من الجانب الإسرائيلي خلال الساعات القادمة الردود المطلوبة، كما تعود بعض الفصائل الفلسطينية للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال الشكل النهائي للاتفاق بعد أن تكون كل الأمور قد وضحت وقبلت بها الأطراف».

وبالنسبة لموضوع المصالحة والحوار الوطني الفلسطيني قال المسؤول المصري «إننا ناقشنا هذا الموضوع مع كل الفصائل التي التقيناها في القاهرة وكان رد الجميع بما فيها حركتا فتح وحماس إيجابيا للغاية، وأكدوا جميعا حرصهم والتزامهم وتجاوبهم مع الجهد المصري ومع موعد بدء الحوار في الثاني والعشرين من فبراير الجاري».

وأنهى وفد حماس مباحثاته في القاهرة الليلة قبل الماضية مع المسؤولين المصريين برئاسة الوزير عمر سليمان بعد أربعة جلسات على مدى يومين، وطلب الوفد العودة إلى دمشق وغزة للتشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقف نهائي من هذه القضايا. وأوضح المصدر أن وفودا فلسطينية ووفد حماس الذي يضم عماد العلمي، ومحمد نصر، وجمال أبو هاشم، وصلاح البردويل، وأيمن طه، سيصل للقاهرة خلال الأيام القليلة القادمة من أجل إبلاغ المسؤولين المصريين بالموقف النهائي من هذه القضايا. وتشمل الخطة المصرية تثبيت وقف إطلاق النار، وفك الحصار، وفتح المعابر، والتوجه إلى الحوار الوطني الفلسطيني لتوحيد الصف وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من أجل الانطلاق مرة أخرى إلى العملية السلمية.

إلى ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس، إن معالجة الوضع في قطاع غزة وتحقيق تهدئة مع إسرائيل «لا يمكن أن يتم بمعزل عن باقي المدن والقرى الفلسطينية». وأكدت الحركة في بيان صحافي «أنه إذا كان لا بد من بحث مسألة التهدئة فلا بد من أن تشمل التهدئة مجمل الوضع الفلسطيني». ودعت إلى «بذل جهود مضاعفة من أجل تحديد ضمانات تلزم الاحتلال بالتوقف عن ارتكاب أي اعتداءات أو جرائم بحق الشعب الفلسطيني». وطالبت حركة الجهاد بـ«وقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الضفة الغربية كمقدمة للشروع في أي حوار داخلي، كون استمرار التنسيق الأمني ينسف كل جهد للحوار». وقالت إن «جهود ومساعي الحوار والمصالحة التي سعت الحركة لأجلها طويلا تصطدم مع بقاء التنسيق الأمني قائما مع الاحتلال»، معتبرة أن الدعوة للحوار والمصالحة تصبح «تضليلية» ما لم يتوقف التنسيق الأمني بشكل نهائي.