في آخر الاستطلاعات قبل الانتخابات: الهوة بين الليكود وكاديما تتقلص.. ونتنياهو المرجَّح

ليفني في محاولة أخيرة لتغيير الصورة.. تتحدى نتنياهو: «تعال نتواجه أمام الجمهور»

TT

دلت آخر ستة استطلاعات للرأي نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، على أن الفوارق بين حزبي الليكود المعارض وكاديما الحاكم، قد تقلصت إلى الحد الأدنى، وأن هناك احتمالا بأن يتساوى الحزبان في الأصوات، يوم الثلاثاء القادم، إلا أن جميع الاستطلاعات تؤكد أن مجموع نواب كتل اليمين سيزيد في كل الأحوال عن كتل الوسط واليسار. وبناء عليه فإن رئيسة كاديما، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لن تستطيع تشكيل الحكومة القادمة، حتى لو حصلت على مقعد أكثر من الليكود، وأن رئيس الليكود بنيامين نتنياهو هو الذي سيكون رئيسا للحكومة القادمة، إلا إذا حصلت معجزة.

فقد حصل الليكود 24 - 27 مقعدا بالمعدل، مقابل 23 - 25 لحزب كاديما. وحسب جميع الاستطلاعات يهبط حزب العمل، مؤسس إسرائيل، إلى المرتبة الرابعة، إذ يحصل على 14 - 17 مقعدا، ويتفوق عليه حزب اليمين المتطرف «إسرائيل بيتنا»، برئاسة أفيغدور لبرمان، فيحصل على 18 - 19 مقعدا. وتجمع الاستطلاعات على أن كتل اليمين المتطرف ستحصل مجتمعة على 66 مقعدا من مجموع 120 مقعدا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) القادم.

ويحاول كل من نتنياهو وليفني تغيير هذه النتائج حتى اللحظة الأخيرة من المعركة الانتخابية، علما بأن نحو ثلث الناخبين الإسرائيليين لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم. نتنياهو يرى في هذه النتائج إحراجا له، حيث إنه يتربع على عرش الاستطلاعات طيلة السنتين الماضيتين، ولا يريد لنفسه أن يتساوى مع ليفني في آخر هذه المعركة، علما بأنها كانت قد أعلنت أنه إذا تساوى الحزبان في عدد الأصوات فينبغي أن تتقاسم معه رئاسة الحكومة، سنتين لكل منهما.

وأما ليفني فقد استمدت من هذه النتائج تشجيعا كبيرا، وواصلت هجومها الإيجابي على نتنياهو، وبعثت إليه برسالة «شخصية»، أمس، حرصت على أن تصل إلى الصحف قبل أن تصل إليه، تتحداه فيها وتدعوه إلى مواجهة تلفزيونية. والمعروف أن نتنياهو كان قد رفض المواجهة التلفزيونية معها أو مع غيرها. فكتبت إليه ليفني: «لماذا تتهرب من المواجهة؟ فمن حق الجمهور أن يعرف رأيي ورأيك في كل القضايا. وليس من المعقول أن تبقى الأمور ضبابية». وقالت ليفني في رسالتها: «في المواجهة يرى الجمهور أملا، لأنه يدرك عندها أن القادة يحترمونه ويصارحونه. وشعبنا بحاجة إلى الأمل، لا إلى سياسة التخويف».

ويرى المراقبون أن ليفني تدرك أن من الصعب عليها أن تتغلب على نتنياهو، وكل ما تطمح إليه هو التساوي معه في هذه المرحلة. بيد أن كل الأنظار باتت موجهة إلى رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور لبرمان، الذي يعتبر مفاجأة هذه الانتخابات. فكل من يشعر باليأس من حزبه يتوجه إلى لبرمان، فإذا صدقت الاستطلاعات وفاز فعلا بكمية مقاعد كبيرة 18 - 19 مقعدا، فإنه سيكون صاحب القرار: أية حكومة تقوم في إسرائيل.

والمعروف أن نتنياهو ولبرمان على تنسيق كبير ويومي بينهما، يتكلمان بالهاتف ويلتقيان سرا. وهما متفقان على التحالف. ولكن الصعود الكبير في صالح لبرمان من جهة، وهبوط الليكود من جهة ثانية، يغير الصورة. فقد طالب لبرمان بوزارة الدفاع، «حتى تظهر إسرائيل في حجم قوتها الطبيعي أمام العرب». ولكن نتنياهو يخاف من وضع متطرف أهوج في الدفاع، خوفا من أن يدهور المنطقة إلى الحرب ويورط إسرائيل في خلافات وصدامات مع دول الغرب وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد أعرب نتنياهو عن رغبته في ضم حزب العمل إلى ائتلافه ووضع إيهود باراك وزيرا للدفاع.

وهذا الموقف من نتنياهو يغيظ لبرمان، ولذلك فقد ألمح في الأيام الأخيرة إلى أنه ليس في جيب نتنياهو. وقال: «أنا سأقرر من يكون رئيس الحكومة القادم في إسرائيل». ومعه حق في ذلك. فمن دون لبرمان سيكون لليكود مع بقية أحزاب اليمين بمن في ذلك المتدينيون 47 مقعدا، وسيكون لليفني 53 مقعدا (يحسب بينهم نواب العمل واليسار والأحزاب العربية). وسيكون لبرمان بيضة القبّان ولسان الميزان في هذه الحالة. وقد بدأت ليفني تغازل لبرمان في الأيام الأخيرة على أمل أن يتقرب منها بشكل حقيقي ويأخذها في الحساب كشريك فعلي في الائتلاف، ولو أن المراقبين يستبعدون ذلك ويقولون إن لبرمان يستخدم ليفني للضغط على نتنياهو لا أكثر. فهو قادم من اليمين المتطرف، وجمهوره اليميني لن يسمح له بإبقاء نتنياهو في المعارضة في سبيل اعادة ليفني إلى الحكم.