فرنسا تسحب فرقاطتها من مياه غزة

باريس تسعى لإقناع واشنطن بتليين موقفها من حماس

TT

قررت باريس سحب الفرقاطة «جيرمينال» التي كانت تقوم منذ انتهاء العمليات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وحماس بمهمة رقابة واستطلاع في المياه الدولية مقابل شاطئ غزة.

وجاء في بيان صدر أمس عن رئاسة الجمهورية، أن مهمة الفرقاطة التي أرسلت إلى المنطقة من أجل «دعم العمليات التي تقوم بها مصر وإسرائيل لمنع تهريب السلاح إلى غزة» تنتهي اليوم من غير أن يوضح قصر الإليزيه ما إذا كانت الفرقاطة ستعود للانضمام إلى قوة اليونيفيل البحرية مقابل الشواطئ اللبنانية أم أنها ستعود إلى قاعدتها في فرنسا. وكانت باريس قررت مؤخرا سحب وحدتها البحرية العاملة في إطار اليونيفيل والإبقاء على قوتها البحرية المنتشرة في الجنوب اللبناني. ونفت فرنسا أن تكون لهذه العمليات أي مدلولات سياسية بل ربطتها بخطة قيادة القوة البحرية الفرنسية بخفض عدد من وحداتها العاملة خارج فرنسا وخصوصا في أفريقيا.

وقال البيان الرئاسي إن فرنسا «مستمرة» في بذل الجهود «بالتعاون الوثيق مع شركائها والدول المعنية» من أجل «اقتراح أعمال جماعية وبعيدة المدى لمواجهة تهريب السلاح إلى غزة برا وبحرا». وكانت باريس شاركت يومي 4 و5 من الشهر الجاري في اجتماع الخبراء في كوبنهاغن الذي نظم بالتنسيق بين الدنمارك والولايات المتحدة وبحضور مجموعة من الدول الأوروبية. وأفادت مصادر مطلعة في باريس بأن الاجتماع جاء في إطار البحث عن إطار عملي لتنفيذ مضمون الاتفاق الذي وقع بين وزيرتي خارجية الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل قبل انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة والذي يتناول إنشاء آلية لمنع وصول السلاح إلى غزة عبر نظام دولي متكامل. وذكر البيان الرئاسي بأن باريس ما زالت تدعو لتثبيت وقف النار، وتوفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ووقف تهريب السلاح، وفتح «دائم» للمعابر، وإعادة إعمار غزة، والمصالحة الفلسطينية الداخلية. وفي هذا السياق، كان ملف المصالحة الفلسطينية موضع تباحث بين الوزير برنار كوشنير ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن أول من أمس. وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن مباحثات واشنطن أظهرت «وجود تقارب» فرنسي ــ أميركي على أهمية تشكيل حكومة فلسطينية حول أهمية تشكيل حكومة توافق فلسطينية «كما يريد الرئيس الفلسطيني» محمود عباس وعلى ضرورة فتح المعابر. غير أن هذا الكلام لا يعني أن كوشنير نجح في إقناع كلينتون بقبول العمل مع حكومة اتحاد وطني فلسطيني، يشارك فيها أعضاء من حماس أو مقربون منها. وكررت كلينتون أن الإدارة الأميركية ما زالت تشترط على حماس قبول الشروط الأربعة التي وضعتها اللجنة الرباعية لقبول التحاور مع حماس، وهي الاعتراف بإسرائيل ووقف العنف والاعتراف بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع إسرائيل.

وعمدت باريس إلى تليين موقفها من حماس. ووصفها كوشنير بأنها «محاور محتمل»، فيما أكدت الخارجية الفرنسية أنها لن تجد مانعا في التعاطي مع حكومة فلسطينية تضم وزراء من حماس إذا التزمت الحكومة المذكورة مسار السلام مع إسرائيل، مما يعني التخلي عن مطالبة حماس بقبول مسبق للشروط الثلاثة شرطا للتعاطي معها.