الأمين العام للأمم المتحدة دعا من بغداد إلى تعزيز أمن العراق من خلال الدعم الإقليمي

بان كي مون هنأ العراقيين بنجاح الانتخابات المحلية وعدّها مؤشرا على «استعادة العافية»

الرئيس العراقي جلال طالباني مع الأمين العام للأمم المتحدة أثناء لقائهما ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارة مفاجئة أمس إلى بغداد، حيث التقى الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، وهنأ العراقيين بنجاح انتخابات مجالس المحافظات.

وقال بان للصحافيين إثر لقائه المسؤولين: «جئت إلى العراق اليوم لأقدم التهنئة إلى الشعب والحكومة، وأؤكد دعم المجتمع الدولي.. تبلغت بكل سرور أن ملايين العراقيين مارسوا حقهم الانتخابي». وأضاف: «إن العراق قطع شوطا كبيرا.. أشيد بشجاعة هذا الشعب، فنجاح الانتخابات مؤشر إلى تعزيز المصالحة الوطنية، وخطوة في طريق استعادة العراق لعافيته».

وفازت اللائحة التي يدعمها المالكي في الانتخابات في بغداد وثماني محافظات شيعية، وتنافس 14431 مرشحا ضمن 401 كيان سياسي في 14 من أصل 18 محافظة. والتقى الأمين العام طالباني فور وصوله قادما من أفغانستان، وجدد التزام الأمم المتحدة حيال العراق، مشيرا إلى ضرورة «تحسين علاقات العراق مع دول الجوار»، وأضاف: «سنواصل تقديم المساعدة من أجل ذلك وتعزيز الأمن الوطني من خلال الدعم الإقليمي».

وقال بان إن الأمم المتحدة موجودة في إقليم كردستان و«سنحاول توسيع دورنا هنا، كما سنحاول أن نساعد في الحوار وفي تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز حقوق الإنسان».

من جهته أشاد المالكي بسعي الأمم المتحدة إلى «مراجعة القرارات الآيلة إلى استكمال عودة العراق» إلى وضعه الطبيعي، مشيرا إلى القرار رقم 661 الذي ينص على فرض عقوبات دولية على هذا البلد. وقال إن «الأمم المتحدة لعبت دورا كبيرا وكان لها حضورها الحقيقي في كل مراحل العملية السياسية، وخصوصا من حيث إسقاط الديون، ومؤتمر دول الجوار حول الاستقرار».

وفي زيارة بان السابقة للعراق في مارس (آذار) عام 2007 سقط صاروخ على مبنى قريب من مكان عقده مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء نوري المالكي.

وتعمل الأمم المتحدة في العراق وسط إجراءات أمنية مشددة، وتنأى بنفسها عن الأضواء بعد هجوم بشاحنة ملغومة دمر مقرها في بغداد في أغسطس (آب) عام 2003، وقتل فيه مبعوث الأمم المتحدة حين ذاك سرجيو فييرا دي ميلو وعاملون آخرون في المنظمة الدولية.

لكن العراق في أوائل 2009 أصبح مكانا مخالفا تماما، فانخفضت الهجمات بدرجة كبيرة في مختلف أرجاء البلاد، وتولت القوات العراقية سيطرة قوية على الأمن قبيل انسحاب القوات الأميركية المقرر في نهاية عام 2011، لكن إجراء الانتخابات المحلية الأسبوع الماضي لاختيار محافظين في 14 محافظة من أصل 18 محافظة، دون أن تشهد البلاد هجوما كبيرا واحدا، يعد إنجازا كبيرا في حد ذاته.

وأظهرت النتائج الأولية أن حلفاء المالكي حققوا مكاسب كبيرة في جنوب العراق الذي تقطنه غالبية شيعية، وفي مناطق أخرى من العراق استعاد السنة العرب، الذين كانوا يهيمنون على السلطة خلال سنوات حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وقاطعوا انتخابات المحافظات التي جرت عام 2005، نفوذهم في مناطق أثار فيها استبعادهم من المجالس السياسية المحلية سخطا وأذكى التمرد.