عبيد عبد الرحمن العتيبي.. حين يتحول ناقل الخبر إلى أحد عناصره

مطلوب أمني وصحافي سابق

عبيد عبد الرحمن العتيبي
TT

مع كل قائمة تصدرها وزارة الداخلية السعودية عن أشخاص مرتبطين بالجماعات الإرهابية، تبيّن مدى تغلغل الفكر التكفيري الجهادي في عقول شبان ورجال من مختلف الأعمار والقطاعات والمستويات الاجتماعية، إلا أن المفاجأة جاءت هذه المرة لأصحاب مهنة الصحافة مع صاحب الرقم 50 ضمن قائمة الـ85، وهو عبيد بن عبد الرحمن العتيبي.

وهي قصة تحول غريبة لشخص يرتكز عمله الصحافي - خاصة أنه يحمل شهادة في الإعلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الذي يوصف قسمه بالأفضل على مستوى الجامعات السعودية - من ناقل للحدث إلى عنصر من عناصر الحدث. وتأتي هذه القصة ضمن سلسلة حكايا المتورطين بدعم الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر من مجالات مختلفة، كقصة مذيع قناة المجد الشهري الذي قضى في تفجيرات المحيا، ولاعب كرة القدم مرحوم المرحوم الذي ألقي القبض عليه خلال محاولته الدخول للعراق والانضمام لتنظيم القاعدة في أرض الرافدين. ويوضح لـ «الشرق الأوسط» عبد الإله القاسم المشرف على مكتب رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» السعودية أن عبيد عبد الرحمن العتيبي بدأ العمل في صحيفتهم خلال فترة دراسته بقسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود كمتعاون (بمعنى انه يحصل على أجر مادي مقطوع) لمدة ثلاث سنوات بين عامي 1999 و 2000، وذلك قبل أن يتم تحويله إلى محرر صحافي بعقد عمل رسمي داخل المؤسسة بعد تخرجه من الجامعة. ويقول المشرف على مكتب رئيس تحرير الجزيرة «لكن فترة عمله معنا في الصحيفة بعد تثبيته لم تدم لأكثر من تسعة أشهر، حيث تقدم باستقالته وتوجه للعمل في مصلحة المياه، وكان يتواصل مع الزملاء بإرسال بعض الأخبار من حين لآخر في مدة لم تتجاوز العام من تركه للعمل».

ويبين القاسم، وهو من الصحافيين المخضرمين في الجهاز التحريري لجريدة الجزيرة، أن أغلب المواضيع الصحافية التي كان يهتم بمتابعتها من خلال عمله بقسم المحليات والمجتمع التي تتناول أحوال الناس، إضافة إلى كتابته مجموعة من المقالات بنفس الاسم الثلاثي الذي صدر فيه بيان الداخلية، في زاوية تحمل عنوان «المانع».

ولا يخفي قاسم تفاجؤه من التحول الذي حدث في حياة عبيد العتيبي باعتبار أن طباعه كانت هادئة ويتعامل مع محيطه في الجريدة بأخلاق حميدة، لذلك فانه متفائل بأنه سيكون من أوائل المطلوبين الذين يسلمون أنفسهم، مضيفاً «في الجانب المهني كان صحافيا عاديا من حيث الجانب الخبري مقابل امتلاكه قدرة كتابية جيدة، وكذلك كان من أوائل الصحافيين الذين يذيلون مقالاتهم ببريد إلكتروني في تلك الفترة التي كان استخدام الانترنت من السعوديين في بداياته».

ويضيف «كما قلت كانت اهتماماته منصبة على مواضيع ذات طابع اجتماعي محلي، ولم يكن واضحاً عليه أو على ما يكتبه علاقة بأي فكر متطرف، وأيضاً لم تسجل عليه أي ملاحظات خلال فترة عمله من حيث انضباطه في العمل». ويرى الصحافي عبد الإله قاسم أن علاقة عبيد العتيبي بعيسى آل عوشن، الذي عرف بأحد قياديي تنظيم القاعدة في السعودية، حيث ورد اسمه ضمن قائمة 26 الأولى لوزارة الداخلية السعودية، وقتل خلال مواجهة أمنية في 19 من يوليو (تموز) عام 2004، كونهم زملاء ورفقاء دراسة خلال المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد الشفاء العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض.

وأفاد أن عبيد عبد الرحمن العتيبي، والذي نشأ بحي السويدي في العاصمة الرياض، تلقى تعليمه المتوسط والثاني في معهد الشفاء العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، مشدداً على تميزه في استخدام تقنية الإنترنت.

يشار إلى أن بيان وزارة الداخلية أفاد بأن عبيد العتيبي غادر البلاد متجهاً إلى الإمارات في عام 2005، ولا تتوافر أي معلومات عن تواجده في الوقت الحالي، كما ثبت ارتباطه، بحسب البيان، بتنظيم القاعدة داخل وخارج البلاد، والتخطيط في استهداف منشآت حيوية في السعودية.