الجنرال أنتوني زيني: تم إلغاء تعييني سفيرا للولايات المتحدة في بغداد لأسباب أجهلها

تقارير عزت الأسباب إلى أن مواقفه أقرب إلى ماكين.. وإلى مخاوف البيت الأبيض من «العسكرة»

TT

عندما يقول نائب الرئيس، ووزيرة الخارجية، ومستشار الأمن القومي جميعا إنه قد تم اختيارك لتكون السفير القادم للولايات المتحدة لدى العراق، يكون من الواضح أن هذا أصبح أمرا مؤكدا، أليس كذلك؟ إلا أنه من الواضح أن هذا ليس الحال في إدارة أوباما، فقد صرح الجنرال أنتوني زيني، القائد الأعلى السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، أن إدارة أوباما عرضت عليه تولي هذا المنصب في بغداد نهاية الشهر الماضي، إلا أنها سحبت العرض بعد ذلك دون تفسير. وبات واضحا أن المنصب سيذهب إلى الدبلوماسي المحنك كريستوفر هيل. ومع إبداء الجنرال زيني غضبه بصورة غير دبلوماسية من الطريقة التي تمت معاملته بها، تحول السؤال المتعلق بمن يتعين أن يكون السفير القادم للعراق إلى مسألة فوضوية تثير الحرج لإدارة أوباما، بينما تحاول أن تتعافى من العثرات الأخرى المتعلقة بالتعيينات في المناصب رفيعة المستوى. وحتى الآن، لم يصدر أي إعلان رسمي بشأن من سيتولى مسؤولية السفارة الأميركية في بغداد. يقول مايكل أوهانلون، المتخصص في شؤون العراق بمؤسسة بروكينغز، «بأي معيار، يعتبر زيني أحد أكثر الضباط العسكريين الموهوبين في جيله. وتتمثل القضية الأكبر بالنسبة للبلاد وإدارة أوباما في التأكد من أن المسؤولين يوضحون مواقفهم. وإلا سيفترض العامة أسوأ الدوافع». من ناحيتهما، رفض البيت الأبيض والخارجية الأميركية الحديث عن النقاشات التي أجريت مع الجنرال زيني، 65 عاما، جنرال المارينز ذو الأربعة نجوم، والمتقاعد عام 2000 من منصب قائد القيادة المركزية العسكرية. وتشير جميع الدلالات إلى أن منصب السفير سيذهب إلى هيل، الذي كان مبعوثا أميركيا بارزا في المفاوضات مع كوريا الشمالية، ومع ذلك، فهو يفتقر إلى خبرة العمل في الشرق الأوسط. وقال روبرت وود، الناطق باسم الخارجية الأميركية، «إننا لا نناقش أبدا سياستنا المتعلقة بتعيينات السفراء، وقد يكون زيني في قائمة المرشحين التي وضعها أي مسؤول». جدير بالذكر أن زيني كان ناقدا بارزا لحرب العراق قبل الغزو. ومع ذلك، فقد أيد الزيادة المؤقتة في أعداد القوات بالعراق، وعارض عمليات السحب السريعة للقوات الأميركية من هناك، مما جعله في موقف أقرب إلى جون ماكين منه إلى أوباما. وقبل ذلك، كان من الداعين إلى استقالة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع آنذاك. وأوضح الجنرال أنه لم يكن يتطلع إلى الحصول على منصب داخل الإدارة الأميركية الجديدة عندما اتصل به الجنرال جيمس جونز، قائد المارينز السابق وصديقه منذ أمد طويل، قبل يوم التنصيب. وقال زيني في مقابلة أجريت معه عبر الهاتف، «سألني إذا كنت أرغب في تولي منصب سفير لدى العراق أو أي منصب في إحدى مهمات المبعوثين في عملية السلام بالشرق الأوسط، فقلت له نعم». وأضاف زيني «بعد أسبوعين، اتصل بي جونز مرة أخرى بعرض رسمي لتولي منصب السفير في بغداد، وأن يتم التعيين مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون في 26 من يناير (كانون الثاني) الماضي».

وقال الجنرال زيني إنه التقى السيدة هيلاري كلينتون لأكثر من ساعة ناقشا خلالها عددا من القضايا الخاصة بالعراق، وكذلك التقى بجيمس ستينبرغ أحد مساعدي وزيرة الخارجية وويليام بيرنز وكيل وزار الخارجية للشؤون السياسية. وقال الجنرال زيني «لقد شكرتني على الاضطلاع بهذا الأمر وناقشنا الخطوات التي يجب اتخاذها، ثم التفتت إلى ستينبرغ وقالت له دعونا نحرك ورقة العمل، إذ يجب علينا المضي في ذلك». وقال زيني في اليوم التالي اتصل به نائب الرئيس جوزيف بايدن وشكره على توليه المنصب، لكن تلك كانت آخر الكلمات التي قال زيني إنه سمعها من الإدارة. وقال زيني إن المكالمة التي طلب منه أن ينتظرها من بيرنز لم تأت، وأنه عندما كان يتصل كل يوم للاطمئنان على موقفه، كان بيرنز غامضا بدرجة متزايدة.

وقال الجنرال زيني إنه اتصل بالجنرال جونز يوم الاثنين، وأخبره الأخير بأن المنصب سيكون من نصيب كريس هيل.

وقال في رسالة إلكترونية منفصلة، «في محاولة لاسترضائي عرض علي تولي منصب السفير لدى السعودية، لكنني أخبرتهم أن يغلقوا هذا الأمر برمته». ربما يكون ترشيحه قد صادف عقبتين على الأقل، وفي ختام الأسبوع الماضي تم الإعلان عن اسم الجنرال كارل إيكنبري، قائد القوات الأميركية الأسبق في أفغانستان كسفير للولايات المتحدة في كابل، وهو ما جعل من الصعوبة بمكان أن يقوم البيت الأبيض بترشيح جنرال آخر في منصب سياسي رفيع، الأمر الذي قد يسهم في تغذية الانتقادات بسعي الإدارة إلى عسكرة السياسة الخارجية. إضافة إلى ذلك فإن زيني كان يشغل حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي منصب نائب المدير التنفيذي لشركة «داين كورب» التي تلقت عقودا ترتبط بحروب العراق وأفغانستان لكنه قال إن، المسألة لم تتطرق إلى تفكيره عندما قام ببعض التقييمات الاستراتيجية حول العراق لـ ريان كروكر السفير السابق والجنرال راي أوديرنو أرفع مسؤول عسكري هناك. وأضاف الجنرال زيني إنه متحير أكثر منه غاضب، فقال «ليس لدى مشكلة إن كانوا قد غيروا وجهة نظرهم، لكن أحدهم لم يكلف نفسه بالاتصال بي، وإلى اليوم لم يخبرني أحدهم بما جرى».

* خدمة «نيويورك تايمز»