تكهنات حول «انعطافة» أميركية في خطاب بايدن بميونيخ

لاريجاني: مهمة جورج ميتشل في الشرق الأوسط إشارة إيجابية

لاريجاني لدى وصوله إلى مؤتمر ميونيخ (أ.ب.إ)
TT

استبعد متحدث رسمي باسم البيت الأبيض أن يتضمن خطاب جو بايدن أمام مؤتمر الأمن وهو الأول من نوعه في السياسة الخارجية للإدارة الجديدة «الانعطافة» المنتظرة في السياسة الأميركية على الصعيدين السياسي والأمني. ونفى المتحدث لمجلة «دير شبيغل» يوم أمس أن يعلن بايدن تراجع الولايات المتحدة عن الدرع الصاروخية الاستراتيجية أو أن يحدد سياسة الولايات المتحدة المقبلة مع إيران. وتوقع المتحدث عوضا عن ذلك أن يشدد نائب الرئيس الأميركي الخطاب على ضرورات التعاون بين الحلفاء في الناتو عبر الأطلسي مع كثير من التأكيد على دور الدبلوماسية والتعاون المشترك والاحترام المتبادل بين مختلف الأطراف.

وقد استهل المؤتمر بموقفين بارزين إذ اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الجمعة، أن مهمة الموفد الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل هي «إشارة إيجابية».

وقال لاريجاني إن «الرئيس الأميركي قال مؤخرا انه سيوفد أشخاصا للاستماع وليس للإملاء» معتبرا أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ (جنوب ألمانيا) أن «هذا النهج يعد إشارة إيجابية».

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف إن الرئيس الروسي قال بوضوح منذ البداية إن موسكو لن تنشر الدرع الصاروخية في كاليننغراد إذا تراجعت واشنطن عن مشاريعها نشر درع صاروخية في أوروبا الوسطى. ويشارك في المؤتمر هذا العام نحو 300 من رؤساء العالم ورؤساء حكوماته، وهو أكبر حشد من الشخصيات يجتذبها المؤتمر منذ عقود في دورته الـ 45 حتى غد. وعدا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، فيسحضر المؤتمر أيضا المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ونائب الرئيس الروسي سيرغي ايفانوف، إلى جانب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني وآخرين.

ومعروف أن الإدارة الأميركية تشارك دائما في المؤتمرات الأمنية للناتو بوزير دفاعها، إلا أنها استبعدت هذه المرة وزير الدفاع روبرت غيتس، وهو الوزير الوحيد المتبقي من حقبة الرئيس السابق جورج بوش، بهدف عكس نيات رسم سياسات جديدة لا علاقة لها بسياسة الإدارة الأميركية الماضية في عصر الرئيس بوش. وعبر نائب الرئيس جو بايدن عن هذا الموقف بوضوح حينما ذكر للقناة الثانية في التلفزيون الألماني «أن كل ما أقوله سينعكس اليوم على الحكومة الأميركية الجديدة».

ومن المتوقع أن تتجنب الولايات المتحدة في المؤتمر اتخاذ مواقف فاصلة في شأن الدرع الصاروخية، الذي يثير غبار الحرب الباردة مع روسيا، وفي شأن الموقف تجاه الملف النووي الإيراني، وبخصوص عضوية تركية وجورجيا وأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، بانتظار نضج المزيد من الخيارات. لكنه من المتوقع أن تركز هذه السياسة على التعاون الأميركي الأوروبي في قضايا العراق وأفغانستان والشرق الأوسط. وهو ما أوضحته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في لقائها مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الثلاثاء الماضي في واشنطن، حينما قالت إن الولايات المتحدة بحاجة إلى حلفائها الأوروبيين لتحقيق النجاح في العراق وأفغانستان.

وينتظر أن تبادر أوروبا هذه المرة إلى طرح أوراقها قبل أن تبادر الولايات المتحدة إلى ذلك. إذ سبق للوزير شتاينماير، في لقائه المذكور مع كلينتون، أن قال إن على أوروبا ألا تنتظر مطالب الولايات المتحدة وإنما أن تستبقها. وعلى هذا الأساس فإنه من الممكن أن تبادر ألمانيا في المؤتمر لتخفيف موقفها الرافض لإرسال القوات القتالية إلى أفغانستان. لكنه من غير المتوقع أن يسمع بايدن هذه المرة كلمة «آسف لا أستطيع فهم سياستك» التي قالها وزير الخارجية الألمانية السابق يوشكا فيشر لوزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد في المؤتمر الأمني المماثل بميونخ قبل سنوات.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن نائب الرئيس جوزف بايدن سيلتقي نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف على هامش المؤتمر الدولي للأمن. من ناحية أخرى تحولت مدينة ميونخ إلى «قلعة» محصنة بفعل الحواجز العديدة والدوريات المسلحة والمروحيات التي تحلق في الجو. وتركزت الحواجز ودوريات التفتيش حول فندق «بايرشة هوف» حيث من المتوقع أن يحل نائب الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي.